الرأي

من الدولة إلى جلسات الإفطار الجماعية

 

• سيتحول الإسلاميون إلى الجمعيات الخيرية والجلسات الاخوانية وتكوين الأُسر والأمراء وسيدندنون بالأناشيد التي تنتشر فيها بُحة النُواح والمظلومية؛ سيعود موتورون كُثر هجروا الحركة حين لم يجدوا مقعداً في بص الدولة الإسلامية التي مضت بدونهم؛ سيعودوا فهم تربوا على أناشيد سيّد قطب ومناجاته كسجين
أخي أنت حُر وراء القيود
• ولن يتفكروا في “٣٠” عاماً ساموا فيها الناس العذاب والموت والانتهاكات؛ حكموا بالفساد والقبضة الحديدية والقتل والعنصرية والقبلية؛ لأن لا مشروع لهم خارج الاقصاء والاستبداد.
• في العقود الثلاثة الماضية التي حكمت فيها الإنقاذ عبر مشروعها الحضاري؛ ساد الفساد حتى انتهت الدولة إلى بضعة دكاكين يملكها قادة المشروع الحضاري؛ فككوا الدولة والمشاريع التنموية العظيمة وفصلوا البلاد، وأشعلوا حروبهم في كل أقاليم السودان، بينما كانوا يكتنزون المال وينهبون المصارف والقروض؛ ويفقرون المواطنين؛ ويحاربون عدواً متوهما بايديولوجية اقصائية لا يمكنها أن تساهم الا في تناسل الارهاب والقتل والانتهاكات.
• يريد الإسلاميون الانتقال ببساطة من كرسي الحكم إلى جلسات الإفطار الجماعي لتماسك عضويتهم وإعادة بناء تنظيمهم المهلهل الذي ليس فيه سوى إراقة الدماء والموت.
(٢)
• صار الموت في السودان أسهل من صيد الأسماك؛ بل انه حتى لا يحتاج إلى صبر تلك المهنة، لأنك ستموت بفيروس كورونا، المنتشر بكثافة لعدم اتخاذ الاجراءات الاحترازية؛ وستموت بنشوب صراع فجأة في السوق بلا سبب مفهوم لك؛ ايضاً يمكن لإثنين على متن دراجة بخارية قتلك لأجل هاتفك، هذا إذا لم تمت لإنعدام جرعة الدواء في الصيدليات، أو لانقطاع التيار الكهربائي عن مركز العزل الذي ترقد فيه.
• صناعة الموت يعكف عليها نخبة من القتلة والسماسرة؛ الذي يروّجون للسلاح والمخدرات والذين يشيعون الفوضى والانفلات الأمني، والذين يتراخون عن حماية الناس لأسباب ايدولوجية أو سياسية، والذين يكسبون بالموت؛ فرصة سياسية تقرّبهم من منصب أو سلطة أو نفوذ.
• عقب هذه الثورة العظيمة؛ مؤسف ان تتقهقر آمال الناس وأحلامهم إلى درجة محاولة البقاء على قيد الحياة؛ حين تتهددهم أخطار لا يد لهم فيها، وهم الذين خرجوا إلى الشوارع من أجل الحياة.
(٢)
• عندما تم القبض على جيفارا من المخبأ الذي كان فيه؛وكان قد أبلغ عنه راعي أغنام، سأل أحدهم الراعي لماذا ابلغت عن رجلٍ قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟ فأجاب الراعي : كانت حروبه مع العدو تخيف أغنامي!!
• وبعد مقاومة (محمد كريم) في مصر للحملة الفرنسية بقيادة نابليون تم قبضه والحكم عليه بالإعدام؛ إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له يؤسفني أن أعدم رجلاً دافع عن بلاده بجرأتك ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالاً يدافعون عن أوطانهم، لذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضاً عن من قتل من جنودي.
• فقال له محمد كريم: ليس معي ما يكفي من المال ولكن لي دين عند التجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب، فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك فما كان من كريم إلا أن ذهب الى السوق وهو مقيَّد في أغلال ومحاط بجنود المحتل الفرنسي وكان عنده الأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه فلم يستجب تاجر واحد، بل اتهموه أنه كان سبباً في دمار الاسكندرية وسبباً في تدهور الأحوال الاقتصادية.
• عاد إلى نابليون مندهشاً ومخذولاً؛ فقال له نابليون ليس أمامي إلا اعدامك، ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا ولكن لأنك دفعت بحياتك لأجل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان.
(٤)
كتب بابكر الوسيلة إلى محجوب شريف:
والله وحاتك يا محجوب
يوم شفتك تحت الكرتون
جوٍّايَ كلامك بالكربون
ما عارف كيف!
ولا عارف إنٍّك ح تكون
في يومٍ ما..
إنسان الزول السوداني
ورسول الطير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى