الرأي

الغائب الإعلامي الاستراتيجي

د. وجدي كامل
كل ما تبدو من انتصارات اعلامية لفضائيات عربية مهنية تجرى امام اعيننا ونستهلك منتجاتها بشكل نشط حاليا تؤكد على فداحة القصور السوداني في بناء بنية اعلامية مستقلة تؤسس بدورها لقناة اخبارية حرة ومهنية غير منحازة سوى للحقيقة.
لقد كان بالامكان للسودان والسودانيين القيام بذلك على افضل نحو، وبحيث يساهم الاختراق المؤمل في صناعة الصورة الذهنية والعملية التطبيقية له كوادر اعلامية سودانية تتوفر محليا وتتوزع اقليميا ودوليا حاليا على سائر الفضائيات بتألق لافت وحضور مثير للانتباه.
كان من الممكن تحقيق شروط البقاء والحياة للبنية الاعلامية المستقلة في فضائية اخبارية سودانية مهنية حرة متميزة غير منحازة.
لكن وفيما يبدو ان عدم اقبال راس المال، او رؤوس الاموال السودانية الطموحة المسهلة لتنمية العملية الاعلامية برمتها يبقى واحدا من معيقات تأسيس ازرعها الفضائية، وكانما لم يفتح الله على تلك الشرائح الاقتصادية الممتدة والبالغة التنويع التشاركي في اقتصادات دول اقليمية ودولية عديدة برساميل كبيرة من الانخراط في الرؤية الثقافية التنموية ذات البصيرة الوطنية الثاقبة والانحياز بالتالي للتنمية المهنية المتخصصة والارتقاء باسواقها وعلاقاتها التسويقية وخلق المعادلة المطلوبة بينها وبين الربحية وتنمية المال.
نحتاج وقبل كل شئ ووفقا للمستجدات الهائلة لعقل اقتصادي وطني جديد ومنفتح وملهم يؤدي الى ولادة ارادة لتحالف راسمالي سوداني مخلص لاهدافه من حيث الإيمان بالرسالة الاعلامية الحرة اولا ومن ثم التصميم لدراسة الجدوى، وبناء الخطط والسياسات التحريرية العامة، والبحث في وضع كافة الاجابات العالقة والمتصلة بالمشروع اذا ما قدر الله بقاءا للجميع، ولسوداننا خروجا آمنا من هذه الكارثة الوطنية غير المسبوقة.
فاذا ما كانت الشعوب تتعلم من تجاربها فان على السودان والسودانيين التعلم من اخطائهم التاريخية المنتجة لواقع وشبح الحروب الاثمة التى كان من الممكن للاعلام الوطني الحر المستقل المسؤول تجنيبهم لها او المساهمة في ايقافها بتاسيس الدعائم وصناعة الهياكل التصورية الضرورية والافكار البانية للوحدة الوطنية الغائبة، الباحثة لا تزال عن ادوات ووسائل جديدة مستحقة للتفعيل الاعلامي الفائق على نحو فوري وعاجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى