تقارير

المستشفيات في السودان على حافة التوقف مع استمرار المواجهات

تقرير- القسم السياسي

بعد خروجٍ عن الخدمة لنحو 70 بالمئة من المشافي المتاخمة لمناطق الاشتباك في السودان، تصاعدت التحذيرات الرسمية والدولية من كارثة انسانية تهدد القطاع الصحي بسبب استمرار الاقتتال في العاصمة الخرطوم ومناطق اخرى من البلاد. فيما شكلت وزارة الداخلية آلية لجمع الجثث من الطرق والمواقع المختلفة وحفظها بالمشارح بالوسائل المتاحة علاوة على اسعاف المصابين والجرحى والاشراف على ترحيل الكوادر الطبية.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا)، تسببت اعمال العنف التي اندلعت في السودان عن مقتل ما لا يقل عن 331 شخصا واصابة 3.200 اخرين.

اعلنت السلطات الصحية في السودان عن انهيار كامل في القطاع الصحي بولاية الخرطوم بعد خروج عشرات المشافي من الخدمة، قابلة للزيادة في حال أستمرار الحرب. واضافت في بيان: “الاستمرار في الحرب كارثي علي الصحة بالبلاد”.

ويتحدث ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود عشرات الجثث في الشوارع يرجح انهم قتلى جراء اطلاق الرصاص والقذائف بشكل عشوائي. وقاد انقطاع امداد المياه والمعينات الطبية وعدم توفر الكوادر الطبية إلى خروج كثير من المستشفيات عن الخدمة التي طال بعضها القصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي واستخدامها كارتكاز للقوات المتحاربة.

آثار كارثية

اعلنت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان خروج 59 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات من أصل 79.

ويقول السكرتير العام لنقابة الاطباء السودانيين، عطية عبدالله، في حديثه لصحيفة (الديمقراطي)، ان المستشفيات توقفت عن الخدمة والبقية مهددة بالإغلاق ايضا، نتيجة لنقص الكوادر الطبية والامدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي. ويضيف:”من بين المستشفيات المتوقفة عن الخدمة يوجد 13 مستشفى تعرضت للقصف و 19 مستشفى تعرضت للاخلاء القسري والأوضاع قابلة للتدهور بشكل اكبر في ظل إستمرار المواجهات”.

وأدان سكرتير عام نقابة الأطباء بأشد العبارات قصف مستشفى الشعب بالطيران، حيث تم ضرب المبنى الإداري ومبنى الحوادث و صهاريج المياه وسكن الممرضات بمستشفى ابن سينا الجامعي. واضاف: “ان استهداف البنية التحتية للمستشفيات عمل تمتد آثاره للسنوات القادمة حيث سيفاقم انهيار الخدمات الصحية المنهارة أصلا، فضلا عن أن المحصلة الأساسية هي وفاة الناس بسبب عدم توفر الخدمة الصحية”.
ويدعو عبدالله، لوقف الحرب أو توفير ممرات انسانية وتجنب استهداف المنشآت الطبية وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الطبي مضيفا: “قتل 3 اطباء و3 من طلاب الطب حتى الآن”.

وليس بعيداً عما سبق، حذرت وزارة الصحة السودانية من اثار كارثية على النظام الصحي المتهالك بسبب استمرار النزاع. وقالت الصحة في بيان: “الدمار المباشر للمستشفيات وصعوبة وصول الكوادر الصحية والأطباء وعدم تمكن سيارات الإسعاف من اداء مهامها، وقصور أساسيات التشغيل وعلى رأسها التيار الكهربائي وتوفير وقود تشغيل المولدات الكهربائية، اضافة لتزايد الاصابات بالمستشفيات وتزايد الحاجة للامداد، في وقت تفتقر فيه البلاد الي كثير من الأدوية والمستهلكات الطبية وعلى رأسها نقص الادوية الاساسية وأكياس الدم”.

ويقول وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، في تصريحات صحفية: “باستطالة مدة الحرب، هناك العديد من الآثار الصحية السالبة على أصحاب الأمراض المزمنة وامراض الكلى والأورام وعمليات تحصين الاطفال والطوارئ والاوبئة التي يتوقع ان تكون في تزايد كبير مع بداية خريف هذا العام”.

ويقول منسق الشؤون الإنسانية بالنيابة في السودان، عبدو دينق، في تصريح صحفي: “إتاحة الوصول إلى المرافق الصحية هي أيضا أمر بالغ الأهمية حيث اضطرت العديد من المستشفيات إلى الإغلاق. ويؤدي انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع ونقص الكهرباء إلى تعريض المرضى لخطر كبير في المستشفيات التي تعمل. كما نفد الدم والإمدادات الأساسية الأخرى في العديد من المستشفيات”.

ويضيف دينق ايضا: “يجب أن تتوقف الاعتداءات على المستشفيات والعاملين في المجال الإنساني وعلى المرافق”.

نداء عاجل

ويطلق وزير الصحة بالسودان نداءات عاجلة بضرورة إيقاف الحرب والالتزام بفتح مسارات للاسعاف وسيارات المرضى، وتسهيل حركة الكوادر الطبية، والنداء للمنظمات الدولية بضرورة تقديم العون بالامدادات الطبية العاجلة التي حددتها الوزارة، ومناشدا كل الكوادر الطبية بالعمل على تقديم الخدمة للمواطنين عبر المستشفيات الأقرب لمناطق سكنهم. داعيا لتحرك القطاع الخاص ورجال الأعمال للدعم في تشغيل المستشفيات وتوفير الوقود و غذاءات المرضى و ترحيل الكوادر الطبية.

واعلنت نقابة الاطباء في وقت سابق، تعرض 5 سيارات إسعاف للاعتداء من قبل القوات العسكرية فيما منعت اخرى من المرور لنقل المرضى وإيصال المعينات.

وقال رئيس تجمع الاطباء السودانيين في الولايات المتحدة، ياسر يوسف، في تصريح لـ(الديمقراطي)، ان الهجمات على الرعاية الصحية انتهاك صارخ للقانون الإنساني والحق في الصحة، داعيا لايقافها بشكل فوري، لافتا الى ان النظام الصحي في السودان معطل قبل الاحداث و”إذا استمر الوضع على ما هو عليه فقد يواجه خطر الانهيار”.

ولفت يوسف الى أن حالات انقطاع التيار الكهربائي تجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية. واضاف: “حركة الأشخاص في أي مكان تنطوي على خطورة كبيرة ما يجعل من الصعب بشدة على الطواقم الوصول إلى المستشفيات في الواقع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى