الرياضة

غوميز بين الاحترافية والأخلاق الرياضية

في السنتر
مجاهد العجب
تصاعدت موجة الغضب على المدرب الفرنسي ديديه غوميز في أعقاب إعلان نادي سيمبا التنزاني التعاقد مع المدير الفني السابق للمريخ، ورغم حالة التعاطف الكبيرة التي وجدها غوميز طيلة الفترة التي تولى فيها قيادة الجهاز الفني للفريق، ودوره واسهامه في تأهل المريخ لدور المجموعات، إلا أنها تحولت لسخط وغضب جماهيري مصدره الأساسي ارتباط غوميز بالنادي المنافس للمريخ في دور المجموعات، وقبل أن نعرج إلى تصرف غوميز ودوافعه للرحيل المفاجئ، علينا أن نطرح سؤالاً مهمَّاً هل وجد الفرنسي البيئة المناسبة للعمل ولا أقصد اللاعبين لأنهم جزء من كل، هل وفر مجلس الإدارة احتياجاته الأساسية؟ هل العلاقة بينه والمجلس على ما يرام؟.
رغم معرفة الكثير من أهل الرياضة بالطريقة التي يتعامل بها مجلس المريخ مع المدربين وهي معلومة ومبذولة للجميع جراء السجل الحافل بالمواقف والمشاهد الحزينة، إلا أن غوميز أتى بتصرف غير مهني أولاً بإقدامه التعاقد مع منافس ينازله المريخ بعد أسابيع معدودة كما أن الظروف التي قرر فيها الرحيل صعبة للغاية، سيما وأن الوقت محدود جداً لإعداد الفريق مع مدرب جديد يحتاج إلى الكثير حتى يعرف من أين يبدأ، الأمر الثالث أنه لم يترك للمريخ أي خيار سوى الذهاب للبحث عن مدير فني دون سابق إنذار، إذ لم يسبق قراره بتحذيرات للمجلس بمعالجة السلبيات أو المطالبة بتحسين عقده، غوميز اختار الطريق السهل وفكر في مصلحته الشخصية، دون أن ينظر لما يمكن أن يحدث للمريخ وتلك عقلية (الخواجات) المصلحة أولاً بعيداً عن العاطفة التي تسيطر على تعاملاتنا معهم فندفع ثمنها غالياً على نحو ماحدث.
لو أن مجلس المريخ صاغ عقداً يتضمن شرطاً جزائياً كبيراً مثلاً مبلغ خمسمائة ألف دولار لما أقدم الفرنسي على المغادرة، ولا فكر سيمبا في التعاقد معه فقد أحسن سيمبا اختيار الفريسة السهلة بسبب مجلس بعيد عن العمل الإداري الاحترافي.
يمكن للمريخ أن يحصل على الشرط الجزائي لكنه لن ينال أكثر من ذلك، وهو في الواقع تلقى صفعه إدارية قاسية من مدرب يبحث عن صناعة تاريخ وكتابة اسم في الكرة الإفريقية ومن نادي يصغره سمعة ومكانة وجماهيرية.
تقديراتنا نحن ــ السودانيين ــ أن غوميز تصرف بعدم أخلاق واحترافية، ولنا ما يسند ذلك الرأي لكنه أقدم على خطوة جريئة يعلم عواقبها، وما سيترتب عليها ليس على مستوى علاقته بالمريخ وأنصاره بل حتى على سمعته كمدرب، ما يؤكد أن له أسبابه بغض النظر كونها منطقية أم لا؟.
سؤال أخير :
راتب غوميز مع سيمبا التنزاني 30 ألف دولار، فكم كان راتبه في المريخ.
غوميز وسيمبا وجها لطمة قوية لأهل المريخ عسى أن يستفيقوا من نومهم العميق ويدركوا أن النادي يدار بطريقة لا تناسب اسمه وتاريخه ومكانته وجماهيره.
غوميز راح (في ستين داهية… مين اللي بعد).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى