جندر ( النوع )

نساء وطفلات… تلاحقهن آلام جرائم العادات 

صوتها- ملاذ عصا

“رددت الشهادة عشان ما كنت شايفة غير الموت” هكذا بدأت مروة القادمة من ولاية نهر النيل حديثها وهي تحكي عن تجارب مؤلمة ظلت ترافقها منذ السابعة من عمرها، حينما أُجريت لها عملية قطع الأعضاء الجنسية “الختان”، وكان ذلك قبل 20 عام تقريباً، وذكرت انها تعاني من إضطرابات في الدورة الشهرية بسبب تلك العملية، أو الجريمة، وتضاعفت المشكلة الصحية والأعراض التي تعاني منها مروة عند ولادة طفلها قبل أقل من 6 أشهر، حيث عانت من عسر الولادة مما أدى إلى وفاة الطفل. وختمت مروة حديثها قائلة ” 20 سنة و لسة بتألم بسبب الختان”.

احصائيات

وقد تعرضت حوالي 87% من النساء في السودان لجريمة “بتر الأعضاء الجنسية “أو “الختان” وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، وبحسب المجلس القومي لرعاية الطفولة فإن (31.5%) من الطفلات من عمر يوم إلى (14) عاماً خضعن لبتر الأعضاء الجنسية، وأعلى معدلات لختان الإناث في السودان في ولايات نهر النيل والشمالية، ويأتي السودان في المرتبة الثالثة في قائمة أعلى 10 دول في معدلات ختان الإناث اللاتي تجاوزن 15 عام، وبحسب الأمم المتحدة تواجه 4 مليون طفلة في العالم كل عام خطر التعرض لجريمة الختان (تقطيع الأعضاء الجنسية) وحوالي 200 مليون إمرأة في العالم، كما يُقدر عدد الأفريقيات المختونات بنحو ثمانية مليون إمرأة.

آثار صحية

وتحدثت أخصائية نساء وتوليد معددة مضار كثيرة لبتر وتشويه الأعضاء الجنسية “الختان” إبتداءاً من الجانب النفسي،  أكدت أن الطفلة تتعرض لمشاكل جسدية كثيرة منها الإلتهابات والنزيف إضافة لتقطيع الأجزاء التناسلية الخارجية ثم آلام وعسر أثناء الدورة الشهرية، واللحميات ثم آلام وصعوبات في الأيام الأولى للزواج، ومن بعدها مشاكل كثيرة عند الحمل والولادة، وبعد الإنجاب لا تكون مُعدة نفسياً لتكون أم فتدخل في حالة إكتئاب أو حمى النفاس وصدمات نفسية

تجريم

د. أميرة ازهري

وتنص المادة 141 من القانون الجنائي السوداني والتي أجازتها حكومة الفترة الانتقالية في العام 2020 على: “يُعد مرتكِباً جريمةً كلُّ من يقوم بإزالة أو تشويه العضو التناسلي للأنثى ما يؤدي إلى ذهاب وظيفته كلياً أو جزئياً، سواء كان داخل أي مستشفى أو مركز صحي أو مستوصف أو عيادة أو غيرها من الأماكن، ويعاقَب من يرتكب الجريمة بالسجن مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات و الغرامة”.

وذكرت أميرة أزهري مديرة الحماية بالمجلس القومي لرعاية الطفولة خلال ورشة في شهر سبتمبر الماضي أن المجلس أعد الاستراتيجيات والخطط القومية وبذل جهود كبيرة لمحاربة الختان وعدد من العادات الضارة، ولكن يواجه عمل المجلس في مكافحة الممارسات الضارة عدد من التحديات من بينها ضعف الإمكانيات، والبطء في الإصلاح التشريعي وإجازة الخطط من الجهات ذات الصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى