جندر ( النوع )

التشريعات الموجودة لا تساعد في إيقاف زواج الطفلات

زواج الطفلات حرمان الطفلة ومهدد لحياتها وأطفال مشوهين

 

الخرطوم- صوتها 

يعرَّف زواج الأطفال على أنه أي زواج رسمي أو أي ارتباط غير رسمي بين طفلٍ تحت سن 18 عاماً وشخص بالغ أو طفل آخر. في الوقت الذي تناقص فيه انتشار مثل هذه الزيجات في جميع أنحاء العالم- بنسبة واحدة من بين كل أربع فتيات تزوجن قبل عقد من الزمن إلى نسبة واحدة من كل خمس فتيات في يومنا- هذه الممارسة لا تزال واسعة الانتشار. وتدعو أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إلى اتخاذ إجراء عالمي لإنهاء هذه الانتهاكات بحلول عام 2030.

وزواج الطفلات السودانيات قضية ظلت مطروحة لما يصاحبها من مشكلات صحية وأسرية ومهددات مستقبلية، بجانب انتهاك حقوق الطفلة وحرمانها من ان تعيش طفولتها بصورة طبيعية وضياع فرصتها في التعليم وغيرها من الفرصة التي تتيح لها حياة كريمة.

حول هذا الموضوع طرحنا أسئلة قصيرة على الاستاذة هويدا عبد الرحمن صالح، المناصرة لقضايا نساء الرحل، والمهتمة بالصحة البيئية، والناشطة الحقوقية، وعضو نساء الامن والسلام بمناطق النزاعات حول زواج الطفلات كعادة في المجتمعات الريفية والرحل وغيرها من المجتمعات التي تتخذ العادات والتقاليد واحدة من مناهج الحياة اليومية.

* كيف تنظرين إلى زواج الطفلات؟

مشكلة كبيرة لكون الطفلة المتزوجة مبكرًا تكون غير مُدركة لحقوقها وصحّتها الإنجابيّة في عُمر لا يزال فيه جسدها في طور النمو، وهي لا تكون مُهيّئةً بدنيّاً وعاطفياً للحمل، فتُصبح عرضةً لخطر الوفاة أثناء الولادة أكثر، بالإضافة إلى الأمراض التي قد تُرافق الحامل، ولا يتحمّلها جسد فتاة في عمر المُراهقة، ونظراً لتفشّي الجهل، وغياب تنظيم الأسرة، فقد تتعرّض المرأة لحالات حمل مُتكرّرة تُصاحبها مُضاعفات صحيّة خطيرة ابسطها تمزق أعضائها التناسلية.

*غياب التوعية المجتمعية ساعد في وجود ضحايا من فئة الطفلات ما رأيك؟

من المؤسف أن المسؤولية المجتمعية معدومة تماما في أغلب المجتمعات وإنما يوجد فهم خاطئ بان تزوج المرأة في سن مبكر يعتبر من الستر والمحافظة عليها، ونحن بدورنا نقول ليس هناك مانع من الزواج، ولكن في سن مناسب له بعد اكتمال نمو الطفلة، والزواج في سن مبكر له مخاطر كبيرة خاصة وان الرحم مازال في طور النمو ولا يكون مهيئا لتكوين الجنين، لذلك عندما يحدث الحمل يكون ذلك خطرا على الطفلة الأم، وعلميا يكتمل تكوين رحم الطفلة أو الفتاة في سن ٢١ سنة.

*هل التشريعات المدرجة تساعد في حماية الطفلات؟

التشريعات الموجودة لا تساعد ابدا في إيقاف والحد من زواج الطفلات، والدليل استمرار الزواج في كثير من المناطق الريفية وحتى في بعض المدن التي تعتبر أكثر حضارة من المناطق البعيدة والنائية.

قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، بترقية القوانين والبرامج المصممة من أجل القضاء على زواج الأطفال. ويدعم الفتيات، بمدهن بالمعلومات، والمهارات والخدمات اللاتي يحتجن إليها، من أجل الانخراط في التعليم، ومساعدة أنفسهن من أجل الانتقال الناجح إلى مرحلة الرشد ذلك حتى يحاصر ظاهرة الزواج المبكر او زواج الاطفال.

*هنالك مضاعفات صحية لزواج الطفلات كيف يمكننا الحد منها؟

يشكل زواج الأطفال خطراً مباشراً على صحة وسلامة الفتيات. وعادة في الزواج يحدث الحمل، حتى لو كانت الطفلة غير مستعدة جسدياً وذهنياً، وتعتبر مضاعفات الحمل والولادة بين الفتيات المراهقات من الفئة العمرية التي تتراوح بين 15-19، السبب الرئيسي للوفاة. وقد تتعرض الفتيات المتزوجات أيضاً، للأمراض المنقولة جنسيا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، ويصبحن أكثر عرضة للأذى. وهن أقل قدرة على الدفاع عن أنفسهن، وتجنب العلاقات التي تتسم بالأذى. وتنتشر الأمراض العقلية بين الأطفال العرائس، على سبيل المثال، بسبب تجربتهن مع العنف، ضف إلى الأمراض الوراثية في حالات زيجات الاقرباء (الانيميا المنجلية) في ظل غياب المؤسسات الصحية الكافية للمتابعة والعلاج وعدم رفع الوعي وجهلهن بالصحة الانجابية والطفولة والامومة.

*كيف تساهم المنظمات النسوية في حماية الطفلات من الزواج دون السن القانونية ومخاطر الختان؟

تؤثر عملية ختان البنات بشكل كبير على الفتاة بعد الزواج، إذ تعاني الكثير من النساء مشاكل العلاقة الزوجية، وآلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية، والبرود الجنسي لبعض الفتيات، ونقص الإحساس بالمتعة، وصعوبة في الحمل، وتعسر الولادة الطبيعية، والإصابة بالعقم والنزيف الذي قد يؤدي إلى الموت، ومن هنا مهم جدا دور المنظمات النسوية في نشر الوعي لان التوعية لها اثر كبير وتساهم في حماية الطفلات من الزواج في سن مبكرة وتوعية الاهالي بمضار ختان الاناث وغيرها من العادات الضارة بصحتهن الانجابية.

* يحذر الأطباء من الآثار الجانبية لزواج الطفلات كيف تنظرين لهذا الجانب؟

بكل تأكيد الأضرار الصحية تمتد لتؤثر على الجانب النفسي وتعتبر اسوأ من الصحي، وذلك يتمثل في حرمان الطفلة من طفولتها وابعادها من رفيقاتها في الفصول الدراسية وبالتالي حرمانها من التعليم، والتمرحل الطبيعي لطور النموء وانتقالها من مرحلة سنية الى اخرى، وايضا ما يترتب من ليلة الدخلة للصحة النفسية للطفلة، وما يحدث لها من وانهيار نفسي مما حدث لها، لذلك هناك مناطق كتيرة حدثت فيها حالات انتحار بعض الفتيات، كما ان العامل النفسي يخلف في داخلها عدم توازن نفسي يجعلها غير قادرة على الانجاب وتربية أطفال سويين.

*هنالك عوامل رئيسية تساهم في معاناة الطفلة قبل وبعد الزواج في بعض المجتمعات كيف تنظري لذلك؟

الطفلات اللائي يعشن في مناطق ذات أثر بيئي كبير يتعرضن إلى مضاعفات كبيرة بسبب التلوث فينجبن اطفال مشوهين او غير مكتملي النمو كما أن التقاليد الاجتماعية في بعض المناطق يتم فيها زواج الطفلة داخل الأسرة (البنت لأبن عمها أو عمتها او خالتها) مما يخلف من مثل هذا التزاوج الاصابة بالامراض المكتسبة وراثية والتالي يترتب على ذلك ايضا تشوهات الأجنة والاعاقة الذهنية او الحركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى