الرأي

ما هي الحرب.. ومآلات الواقع.. شرح قصير، ونشيط (2)

خليل محمد سليمان
كما ذكرنا في السابق ان طرفي الحرب في السودان هما الشعب السوداني، المتسلح بالسلمية، وكل حملة السلاح ، مليشيات النظام البائد، والحركات المسلحة، والجنجويد.
سيُذكر في التاريخ يوماً، ان طرفاً اعزلاً دخل حرباً، وإنتصر فيها علي اعداء يمتلكون كل اسباب القوة، وناصية المال، وسلطة الدولة.
إن لم يحدث ذلك في المستقبل القريب، إن كنت مُقيماً بينكم فأبصقوا على وجهي، وانتفوا لحيتي، شعرةً شعرة، و(الشنب ذاتو) .. وإن رحلت عن دنياكم فتبولوا على قبري.
في السابق يعتقد غالبية الناس بان المشهد غاية في التعقيد، ولكن بعد مرور الوقت اثبتت الايام ان الامر الآن بات اكثر وضوحاً، ولقد تمايزت الصفوف، وبانت كل المعالم.
ما حدث بالامس من قبل افراد حركة مسلحة بإقتحام قسم شرطة في وسط الخرطوم العاصمة لتحرير احد منسوبيها الذي تم إحتجازه في قضايا جنائية ذات صلة بتجارة المخدرات، اثبت ان الشعب السوداني في مواجهة حقيقية مع هذه الحركات مجتمعة لطالما كشفت عن وجهها القبيح ونهجها الوقح، حيث البلطجة، والإستقواء بالسلاح.
مشاهد ما بعد سلام جوبا تعيدنا الى عصور اللا دولة، حيث الوزراء، والحكام يعملون نهباً، وسرقة لمقدرات الشعب بشكل لا يمكن ان يحدث في دولة محترمة.
اصبح تطويع السلطة لأجل السرقة، والبلطجة امراً عادياً، بل ذهبوا لأبعد من ذلك حيث يعتقدون ان هذا هو ثمن نضالاتهم المزعومة، وما حوته هذه الإتفاقية العار من بنود تُسمى بتوفيق الاوضاع ، من إعفاءات جمركية، وضريبية، وصلت بهم البجاحة، والصفاقة لإستيراد المخدرات بشكل لم، ولن يحدث في دولة على وجه الارض في الحاضر ، او الماضي.
المعلوم انه لا يمكن للفوضى ان تستمر، فما نشهده الآن هي ضمن مظاهر حِقبة عفنة عاشها الشعب السوداني تحت وطأة شمولية خربة جعلت من اهله شيعاً، وجماعات.
إنه لأمر غريب عندما نتساءل عن ما هي رؤية هؤلا، ومفهوم الدولة عندهم؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى