الرأي

لماذا استهجن الناس تمثيل بخيت للمرأة السودانية؟

في الأيام الماضية، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مستهجنة رئاسة وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الانقلابية، أحمد آدم بخيت، وفد تمثيل المرأة السودانية في اجتماعات لجنة الأمم المتحدة عن وضع المرأة، والتي تتزامن مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة.
في الاجتماع، تحدث بخيت عن جهود حكومته من أجل أن تواكب النساء التكنولوجيا والابتكار والتعليم في عصر التحول الرقمي.
لا أدري ماذا قال، ولكن من المؤكد أن حكومته جهزت له كلاماً غير حقيقي ولا علاقة له بواقع المرأة التي لم تصل حتى الآن إلى التعليم الأساسي ناهيك عن الوصول إلى التكنولوجيا. فنسبة الأمية ترتفع بين الشعب السوداني، وللمرأة النصيب الأكبر.
بعد حملة الاستهجان تلك، خرجت مديرة الإدارة العامة للتخطيط بالوزارة، بثينة رحمة، وبررت أن تمثيل الوزير للمرأة جاء بحكم منصبه كوزير للتنمية الاجتماعية حسب النظام المتبع، ولكن الذي اختلف هو أن الرعاية الاجتماعية في السنوات الماضية كن وزياراتها سيدات.
وفي الحقيقة، الاستهجان ليس لأن بخيت رجل كما تعتقد بثينة، بل لأنه وزير (بوكو) بالمعنى الحرفي، وغير مؤهل أخلاقياً لتمثيل المرأة، لكنه لا (يختشي).
بخيت الذي مثل المرأة السودانية الشريفة، كادر من كوادر العصابة الكبيرة التي تسمى بـ (الحركة الإسلامية) وحزبها المؤتمر الوطني، ومن أتباع عصابة الإخوة بقيادة جبريل إبراهيم التي تضم مجموعة من المجرمين المتاجرين بقضايا الشعب.
بخيت وصل إلى هذا المنصب في تشكيل الحكومة بعد اتفاق لعنة جوبا، حيث قام جبريل بفرضه على حمدوك الذي لم يختره ضمن الثلاثة المرشحين للوزارة، بل اختار معتصم أحمد صالح لأنه الأفضل. لكن جبريل رفض معتصم وأمره بالاعتذار والانسحاب، وفرض بخيت كمرشح وحيد.
سيرة الرجل ليست الأمر الوحيد الذي يعيبه ويجعل الشعب السوداني يستهجن تمثيله للمرأة، بل إن هناك ما هو أسوأ. فبخيت لم يعرف بنضاله في مناصرة النساء وهو من دارفور، حيث تنتشر عادة اضطهاد الرجل للمرأة لدى بعض سكانها، حيث إن الرجل يعتمد عليها تماماً في مأكله ومشربه، وتظل هي تخدمه داخل البيت وتخرج لتعمل وتصرف عليه، بل وتمنحه المال الذي يجعله رجلاً في المجتمع.
الرجل منهم يتزوج مثنى وثلاث ورباع لكي يجد المزيد من التدليل والراحة، ويجد أكثر من واحدة تصرف عليه، فيكتنز المال ليقوم لاحقاً بالاستغناء عن كل من فقدت قدرتها على خدمته أو ماتت من القهر أو نفدت بجلدها.
بخيت وحركته لم يحاربوا ثقافة استغلال النساء في دارفور خاصة بعد الحرب، بل فضلوا المتاجرة بهن وبما يتعرضن له من انتهاكات بعضها حقيقي وبعضها أكاذيب، وحين وصلوا إلى المناصب لم يساعدوهن.
الآن نساء دارفور يعانين من تبعات الحرب، وأصبحن مشردات يعملن في أكثر المهن مشقة حتى للرجال مثل (عمالة البناء) و(الكماين).
حركة جبريل التي ينتمي لها بخيت لا تسمح بمشاركة النساء في المناصب لا على مستوى الحركة ولا الدولة، بل لا تسمح حتى بظهورهن أمام الإعلام ولو (ديكور) و(تمومة جرتق).
هل يذكر القراء سيدة واحدة خرجت من حركات دارفور تتحدث عن قضايا النساء بعد اتفاق لعنة جوبا؟ لا يوجد.
عموماً، يجب أن يفهم الذين يبررون تمثيل بخيت للمرأة السودانية في اجتماعات الأمم المتحدة، أن الاستهجان ليس لأن بخيت رجل، بل لأنه أخلاقياً غير مؤهل لتمثيل أي سوداني شريف امرأة كانت أو رجلاً.
ولكن..
هذا زمانك يا مهازل فامرحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى