الرأي

بعد أن رفع سقف طموح شعبه .. المريخ يقاتل لآخر رمق


محمد حامد الفوز
لم يتوقع أكثر المتفائلين من شعب المريخ أن يرتقي الفريق بطموحات جماهيره، ورفع سقف الوصول إلى مراحل متقدمة من بطولة رابطة الأندية الأفريقية الأبطال تحت ظل الظروف الإدارية المعقدة منذ تخلي جمال الوالي عن رئاسة النادي، خاصة أن كرة القدم أصبحت صناعة تتطلب الكثير من المال للصرف على فريق الكرة.
ظل النادي الأكثر شهرة والملقب بـ (الزعيم) يعاني خلال السنوات الأخيرة فنياً وإدارياً، حيث ضربت المشاكل الإدارية والجلوس على كرسي الرئاسة أركان النادي، ليتقلد الدفة الإدارية رؤساء أقل قامة عن كبير الأندية السودانية وزعيمها.
ففي فترة رئاسة آدم سوداكال بدأت نكسة المريخ، خاصة أنه جاء إلى المريخ محملاً ومتهماً في قضايا كثيرة دخل على إثرها السجون ردحاً من الزمن، الأمر الذي انعكس فنياً على فريق الكرة، تخلى بعض نجوم الفريق عن النادي، تم بيع بعضهم، هرب آخرون من جحيم الرجل، شحت أياديه عن الصرف والإيفاء بالمرتبات، بلغ السوء حتى البنية التحتية للنادي، فقد المريخ على إثر ذلك ملعبه الذي كان في أبهى صورة، ومن هنا بدأت النكسة.
اتحاد الكرة بقيادة العجوز كمال شداد ساهم في وضعية المريخ الحالية، وذلك لرفضه تعيين لجنة تسيير أعباء النادي كما فعل الرجل مع غريمه الهلال، ليتواصل الخراب الممنهج والمتعمد من قبل الرئيس سوداكال الذي فقد شرعيته عقب انتخاب مجلس إدارة تلى اللجنة التسييرية التي حكمت النادي مؤخراً، عقب بلوغ النادي قمة القاع الإداري والفني، ليساهم اتحاد الكرة بسلبيته وعدم حسمه بتوقيف الرجل عن ممارسة العمل عقب القاضية التي تلقاها أمام حازم مصطفى بعد عقد الانتخابات وإعلان هزيمته وذلك بحسم أمر الرئاسة، ليدار المريخ برئيسين: واحد شرعي بقيادة حازم مصطفى، وهو الآخر ساهم في اتساع مشاكل النادي، إذ إنه لا يقل سوءاً عن سلفه غير الشرعي سوداكال، لتستمر المأساة.
الآن وبعد الظروف بالغة التعقيد إلى حد ما، استقر النادي بعد انتخاب أيمن أبوجيبين رئيساً، حيث بدأ الرجل في ترميم أسوار النادي بإعادة بناء القلعة الحمراء، بعد أن ظل الفريق يلعب بعيداً عن ملعبه في جميع المناسبات القارية والأفريقية، وتسول الملاعب لأداء تمارينه قرابة الثلاث سنوات. هذا الوضع أسس لليأس وبلوغ المريخ مراحل متقدمة من بطولة الرابطة الأفريقية، لكن عقب الإصلاحات الإسعافية التي قام بها رجل الرئاسة الجديد واهتمامه الموازي بين فريق الكرة وإعادة بناء القلعة الحمراء، بعد أن عمل على إضافة أسماء إلى قائمة الفريق بالإحلال والإبدال، بدأ الفريق يتعافى فنياً، وها هو يقاتل في ملعب بنينا في ليبيا الذي اتخذه ملعباً له في المنافسة الأفريقية، بعد أن تخلى عنه الغريم الهلال ورفضه أداء مبارياته في ملعب الجوهرة، وما أدراك ما المغالاة التي لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين في هكذا مواقف.
الزعيم أحرز نتائج جيدة باعتبار ظروفه التي يعيشها واللعب خارج دياره وبعيداً عن مريديه، وهذه لعمري عدم تساو في الفرص بين أندية مجموعته التي تلعب مباراة في ملاعبها وأخرى في ملاعب المنافسين.
خلال المباريات التي أداها المريخ، أظهر بعد غيبة طويلة شخصيته المعروفة، وظهرت ملامح وشكل المريخ الذي فقده لسنوات بعد التخريب الذي طاله، ليرتفع بذلك سقف الطموح. وأصبحت الجماهير تتحدث عن قدرة المريخ في الوصول إلى ربع النهائي من عمر البطولة الأفريقية، وحتى إن لم يفعل فيجب ألا يحبط شعب المريخ بعد هذا الكسب ليكون قاعدة لبناء الفريق لقادم المواعيد الأفريقية.
الجمعة 17 مارس يلعب المريخ مباراته قبل الأخيرة أمام عملاق باب سويقة الترجي التونسي المتصدر، يحتاج المريخ الانتصار في هذه المواجهة الصعبة حتى يحافظ على حظوظه في بلوغ ربع النهائي، وقبيل منازلة الزمالك المصري بالقاهرة في آخر مبارياته في هذا الدور، وحتى يحافظ على حظوظه يجب الانتصار على الترجي والزمالك معاً. وإن لم يفعل، فقد كسب المريخ قاعدة بناء فريق الأحلام.
خارج النص..
الانقلابات العسكرية وحكم الإسلاميين وفسادهم انعكس على الثقافة والفن والرياضة وجميع مناحي الحياة.. وحتى تصل كرة القدم إلى العالمية لابد من استمرار الثورة السودانية للتعافي والنهوض..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى