تقارير

فريدوم هاوس: السودان من بين “أسوأ الأسوأ” على مؤشر الحرية

ترجمة – الديمقراطي
حل السودان ضمن قائمة “أسوأ الأسوأ” في تقرير فريدوم هاوس الذي يصدر سنوياً لمؤشر الحرية العالمي للعام 2023، الذي يقيم درجة الحريات السياسية والحريات المدنية في (210) دول في الفترة من 1 يناير 2022 إلى 31 ديسمبر 2022. سلط التقرير الضوء على تراجع الديمقراطية في جميع أنحاء العالم عام 2023، للعام السابع عشر على التوالي. وقال إن انقلاب 25 أكتوبر الذي قاده عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش في السودان، قطع الطريق أمام الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأتها الحكومة المدنية بعد إسقاط الديكتاتور البشير، وقلص مساحة ممارسة الحريات المدنية، وأدخل عملية التحول الديمقراطي في حالة من الاضطراب، مع تزايد حالات قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية واستمرار العنف القبلي في أجزاء كثيرة من البلاد.
تستند الحرية في العالم إلى فرضية أن هذه المعايير تنطبق على جميع الدول والأقاليم، بصرف النظر عن الموقع الجغرافي والعرقي أو التكوين الديني أو مستوى التنمية الاقتصادية.
ويقيّم تقرير “الحرية في العالم” الحقوق والحريات الواقعية التي يتمتع بها الأفراد، وليس أداء الحكومات أو الحكومات في حد ذاتها.
يمكن أن تتأثر الحقوق السياسية والحريات المدنية بكل من الجهات الحكومية وغير الحكومية، بما في ذلك المتمردين والجماعات المسلحة الأخرى.
ومن بين الدول الـ (57) المصنفة على الصعيد الديمقراطي أنها “غير حرة”، فإن (16) دولة عربية لديها أسوأ الدرجات الإجمالية للحقوق السياسية والحريات المدنية، وحل السودان ضمن أسوأ (5) دول بعد أن حصل على (10) نقاط من جملة (100) نقطة.
يذكر التقرير أن انتفاضة الربيع العربي عام 2011 التي أوجدت أملاً جديداً في التحول الديمقراطي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، انتهت بخيبة أمل. وتابع أن الملكين في الأردن والمغرب وافقا على إصلاحات دستورية “متواضعة” أو “وهمية” في محاولة لنزع فتيل الاستياء الشعبي من حكمهم، بينما تحرك الحكام الوراثيون في منطقة الخليج للقضاء على أي معارضة في الداخل ومساعدة الشركاء “الاستبداديين” في أماكن أخرى.
وقال إن قوات الأمن قمعت المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في ليبيا وسوريا واليمن، وتحول العنف الذي تلا ذلك إلى حروب أهلية أصبحت أكثر فوضوية بسبب التدخلات الأجنبية المتعددة.
تراجع الديمقراطية
حسب التقرير، فقد تراجعت الديمقراطية في جميع أنحاء العالم للعام السابع عشر على التوالي، ويوضح أنه في حين شهدت دول مثل كولومبيا وكينيا وماليزيا انتقالاً سلمياً للسلطة بعد انتخابات مثيرة للجدل، خففت العديد من الدول التي اتخذت إجراءات صارمة بحق حرية التعبير والتجمع أثناء جائحة كورونا هذه القيود.
ومع ذلك، استمرت حرية الصحافة العالمية في تراجعها “المقلق” في عام 2022، وفق التقرير. حدثت انقلابات متعددة في أفريقيا، وحاول قادة من السودان والبيرو وتونس الاستيلاء على السلطة بدرجات متفاوتة من النجاح.
ورغم الانتكاسات العديدة، فقد كتب راصدو التقرير: “كانت هناك علامات خلال العام الماضي على أن الركود الطويل للحرية في العالم ربما يقترب من نهايته”.
انخفضت درجات (35) دولة، بينما تحسنت نتائج (34) دولة، بحسب التقرير. وانتقلت كولومبيا وليسوتو من “حرة جزئياً” إلى “حرة”، في حين تراجعت البيرو إلى “حرة جزئياً”، بينما انتقلت بوركينا فاسو إلى “حرة”.
أقل البلدان والمناطق حرية هي: كوريا الشمالية، إريتريا، تركمانستان، جنوب السودان، سوريا، والسودان من بين “أسوأ الأسوأ”.
ويسلط التقرير الضوء على السياسيين الذين يقدمون ادعاءات كاذبة حول تزوير الانتخابات، وتعتبر (84) دولة من أصل (195) دولة “حرة” حالياً، مقارنة بـ (44) دولة من أصل (148) دولة في النسخة الأولى من التقارير التي صدرت عام 1973.
أما بالنسبة للدول التي حققت أكبر المكاسب والتراجعات الديمقراطية خلال العام 2022، فقد خسرت: بوركينا فاسو، أوكرانيا، تونس، وروسيا. أما كولومبيا، فمن أكبر الرابحين.
ومن بين الدول التي تحقق انخفاضاً كبيراً للديمقراطية منذ (10) سنوات، هي: ليبيا تركيا، مصر، واليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى