جندر ( النوع )

عادة البتر والتشوية… مخاطر تتربص باجساد النساء

الخرطوم – صوتها

يبدو أن معارك الحقوق النسوية بالسودان كتب عليها الاستمرار في ظل تمدد الانتهاكات الجسدية المتمثلة في بتر وتشوية الأعضاء التناسلية للأنثى التي باتت تتمدد بصورة وصفها مراقبون بالمقلقة رغما عن وجود قوانين تجرم تلك العادة التي تهدد سلامة أجساد النساء وتتسبب في جملة من المخاطر الصحية التي تصل إلى فقدان الحياة.

وبفضل الحملات التوعوية والتثقيفية برزت بارقة أمل تمثلت في إلتزام إحدى الأمهات بترك بنتها سليمة بعد ما تم إرسلها إلى الجزيرة لختانها في منزل جدتها بعد أن علمت بمخاطر بتر وتشوية الأعضاء التناسية للأنثى ما يتوجب على كافة قطاعات المجتمع محاربة العادة ونبذها.

وتعتبر تلك الممارسة تغيير وتشويه لطبيعة النساء، فضلا عن عدم وجود سند ديني لها.

وقالت المدافعة الخقوقية محاسن أتيم لـ(صوتها) كل التحايل في مسميات هذه الممارسة (ختان، طهارة، سنة، فرعوني) تعتبر عمليات بتر، أو تشويه أو قطع ولها أضرار صحية ونفسية على حياة الفتيات في مرحلة الدورة الشهرية (الاصابة بالالتهابات الحادة) وفي علاقتها الزوجية وعند الوضوع. وأكدت على ضرورة ترك الطفلة سليمة حفاظا على صحتها النفسية والصحية ولتيسير عملية الولادة والأمومة الآمنة.

وأشارت محاسن لوجود قوانين وآليات تحمي الطفلات من عملية بتر وتشويه الأعضاء التناسية للأنثى، (القانون الجنائي، والأحوال الشخصية، وقانون الطفل)، وقالت: تم تعديل القانون الجنائي في 2020م لتصبح المادة 141 مجرمة لأي فعل يشوه الأعضاء التناسلية للأنثى بعقوبة تصل لثلاثة سنوات مع الغرامة، واغلاق مكان حدوث الجريمة، وأضافت لابد من التجريم للذين يتكتمون عن هذه الممارسة، وبناء قدرات منفذي القانون، ورفع الوعي لدى الجانبين المجتمع ومنفذي القانون من جهات حكومية ومتخذي القرار.

ونبهت محاسن للوصمة ضد الطفلة السليمة في المجتمع ودعت لأهمية رفع الوعي، ومحاربة الممارسات الضارة من بتر وتشويه الاعضاء التناسلية، وزواج الطفلات، لما لها من آثار وخيمة تلاحق النساء في كل مراحلهن العمرية.

ومن جهتها ارجعت القابلة الصحية نعمات الصافي مشكلة الختان للرجال إضافة إلى عملية العدل بعد الولادة وأشارت لوجود إعتقاد شائع بأنه إذا لم يتم ختان البنت، سوف يتم ارجاعها عند الزواج ما يدفع الأمهات مجبرات لختان بناتهن.

وحذرت في الوقت ذاته من تسبب الختان في الإصابة بتسعة أنواع من الإلتهاب منها سرطان عنق الرحم، فضلا عن تسجيل حالات لنزيف حاد، وقطع الوريد عند تعثر الولادة، بجانب آلام الطمث بصورة شهرية، ودائما ما تحدث تلك الاشكالات عند النساء المختونات، وقد يصل الأمر لمرحلة الناسور البولي، والاصابة بالعقم. واوضحت ان الجهاز التناسلي للمرأة خلق بشكله الطبيعي لأداء وظيفته الطبيعية.

ومن جهتها أكدت منسقة الموقع الالكتروني (لمنظمة سليمة) تهاني سعدان ان مدعاة العادات والتقاليد مسوق مجتمعي لممارسة بتر وتشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، رغم معانات الكثيرات بسبب ممارسة عملية البتر عليهن.

وطالبت نساء وشابات على ضرورة إشراك الرجال والشباب في البرامج التوعوية والتثقيفية للحد من تلك العادة، ومن أجل حماية طفلاتهن من الوصمة الإجتماعية، (التنمر من قريناتهن) كونهن سليمات، ولفتن إلى أن الحديث ورفع الصوت لترك العادات الضارة منخفض بغالبية المدن والقرى الطرفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى