تحقيقات

تجار في سوق (الجمعة) يشكون ضعف القوة الشرائية

اشتكت مجموعة من التجار العاملين في سوق (الجمعة) بالخرطوم، من عزوف المواطنين عن التسوق، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الأمر الذي ترتب عليه تكدس البضائع وانتظار تصريفها لأول مرة منذ أعوام.
أرجع التجار ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الضاغطة ومحدودية الدخل، في الوقت الذي أكدت فيه مجموعة أخرى من المواطنين تحدثوا لـ (الديمقراطي)، عجزهم عن التحضير لشهر رمضان بسبب غلاء الأسعار والدخل الذي يعتمد على المرتبات.
الديمقراطي – قسم التحقيقات
في سوق (الجمعة)، أوضح التجار أن هناك ضعفاً في القوة الشرائية للمواطنين، خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية والتوابل التي ينشط سوقها قبل شهر رمضان في كل عام.
يقول التاجر التاج الذي يعمل في بيع البقوليات والتوابل: “ننتظر قدوم الزبائن ساعات طويلة خلال اليوم للشراء، ربما يأتي أكثر من زبون لكنهم يشترون كميات قليلة جداً بأسعار زهيدة لا تغطي تكاليف تشغيل المحل، الأمر الذي جعلنا نكتفي بالموجود من السلع على غير العادة، حيث كنا نأتي بالحبوب من الولايات بكميات كبيرة خاصة عند اقتراب شهر رمضان، ولكن هذا العام ننتظر يوماً كاملاً ولا يحضر زبون واحد”.
تسريح العمالة
يقول التاجر محمد حسن، إنه يعمل منذ أكثر من (15) عاماً في السوق، وفي الغالب يكون تردد المواطنين عادياً، ومع اقتراب شهر رمضان يكون التردد بصورة كبيرة مما يضطرهم لزيادة العمالة من أجل مقابلة طلبات الزبائن في الأيام العادية.
وأوضح التاج أنه في هذا الموسم، اضطر كثير من التجار لتسريح العاملين نسبة لضعف الإقبال على المحلات للتبضع وعدم الحاجة لهم، وهو أمر محزن أن يفقد الشباب مصادر أرزاقهم وقد كانوا يستفيدون من العمل في السوق، وأرجع التاج ذلك للأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدني الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية.
الفقر
خلال جولة (الديمقراطي) بالسوق وفي أحد المحلات، حضرت سيدة خمسينية تحمل بعض التوابل (توم، ويكة، شمار، وكسبرة)، نادت التاجر وقالت: “يا حاج أحمد، البهارات الشلتها منك جبتها بي صمتها، بعت منها بي 5 آلاف فقط”.
تحدثت (الديمقراطي) إلى سعدية فضل التي ذكرت أنها تعمل (فرَّاشة) في إحدى المدراس، وراتبها لا يتعدى الـ (10) آلاف جنيه وزوجها متوف، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على توفير الاحتياجات الأساسية.
تأتي سعدية إلى السوق لشراء التوابل من أحد التجار بالبيع الآجل، لكنها اضطرت هذا العام إلى إرجاع نصفها لعدم بيعها، وقالت: “بلقى لي حاجة بسيطة”. أضافت: “ربنا هو العايشنا”.
غلاء الأسعار
يقول التاجر التاج محمد، تاجر في سوق الجمعة: “تتفاوت الأسعار وفقاً لجودة ونوع السلعة”، وعن أسعار السلع الأساسية الخاصة بالشهر الفضيل، أوضح أن سعر ربع الويكة (السارا) أو (كادقولي) يبلغ (12) ألف جنيه، وسعر البلدية منها يبلغ (4) آلاف جنيه، وسعر رطل التوم (1200) جنيه، وسعر رطل الشمار (1800) جنيه، وسعر رطل الكسبرة (1600) جنيه، وسعر الربع من دقيق الذرة للكسرة (7) آلاف جنيه، وربع الدقيق للعصيدة (5) آلاف جنيه، وسعر قارورة الزيت سعة الرطلين يبلغ (1600) جنيه، والجالون الكبير من زيت الفول (36) رطلاً (28) ألف جنيه، وتوقع التاج محمد أن تكون هنالك زيادات طفيفة في الأسعار مع اقتراب شهر رمضان.
(الحلو مر) .. غياب قسري
(الحلو مر) مشروب أساسي في البيوت السودانية في الشهر الفضيل، لكن نسبة للأوضاع الاقتصادية ومحدودية الدخول كثير من الأسر، لم يكن (الآبري) أو (الحلو مر) جزءاً من استعداداتهم لشهر رمضان نسبة لتكاليف إعداده الباهظة.
تقول بتول حسين، تعمل في تجارة (الآبري) إن تكاليف صناعته كثيرة، منها الوقود والأيدي العاملة، بالإضافة إلى المواد التي يصنع منها (ذرة – فتريتة)، وذكرت أن (عواسة) الجردل الواحد تكلف مبلغ (2) ألف جنيه.
أوضحت بتول أن سعر (الطرقة) أو (اللفة) وصل مبلغ ألف جنيه، وسعر الجردل يصل إلى (10) آلاف جنيه. وقالت إنها تعمل على صناعته حسب الطلب، مؤكدة أن الطلب هذا العام ضعيف جداً اقتصر على الأسر الميسورة.
استعدادات متواضعة
ذكرت مجموعة من ربات البيوت، أنهن عجزن عن التحضير لشهر رمضان مبكراً نسبة لعدم وجود ميزانيات مسبقة كما في الأعوام السابقة، وتقول المواطنة حليمة بابو: “في الأعوام السابقة كنا نقوم بشراء اللحم وتجفيفه إذ أنه يحضّر منه الطبق الأساسي في الشهر الفضيل، لكن هذا العام عجزنا عن ذلك لأن الأسعار غالية”. وذكرت أن سعر الكيلو للحم البقري الصافي وصل مبلغ (5) آلاف جنيه، وقالت: “نحضر لطعام رمضان يوم بيوم، فليس في مقدورنا الاستعداد كما كان في السابق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى