حوارات

خبيرة الزلازل دكتورة ندى بشرى الطاهر لـ (الديمقراطي):

السودان معرّض لهزات أرضية

صدى كارثة زلزال تركيا مطلع فبراير الماضي وهزاته الارتدادية، ما زال يتداعى ويتصدر عناوين الأخبار ومجريات الأحداث في العالم، أوجد ذلك مخاوف كثيرة في المحيط الجغرافي لحزام الزلازل في المنطقة.
(الديمقراطي) جلست مع د.ندى بشرى، المتخصصة في الزلازل بقسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة الخرطوم، لمعرفة حدود تأثير ذلك على السودان الذي سجل في أوقات متفرقة حدوث زلازل.. فإلى نص الحوار:
حوار – أم زين آدم

السدود قد تتسبب في حدوث الزلازل على المدى الطويل

خبيرة الزلازل د. ندى بشرى الطاهر، قالت في مقابلة مع (الديمقراطي): “تحدث الزلازل بسبب الخروج المفاجئ للطاقة المختزنة داخل صخور الأرض حيث تفوق قدرة تحملها، وذلك نتيجة لإجهادات بسبب حركة الصفائح التكتونية وحدوث الفوالق، لذلك تتحرر هذه الطاقة في شكل موجات زلزالية أولية وثانوية وسطحية.
بالنسبة للسودان، يعتبر من المناطق المنخفضة من حيث النشاط الزلزالي، وذلك لبعده عن منطقة التقاء الصفائح التكتونية، وهذا لا يمنع من أن يكون معرض لهزات أرضية لقربه من منطقة الأخدود الأفريقي العظيم الذي يتميز بنشاط متوسط، وأيضاً وجود بعض الفوالق والصدوع.
أوضحت د. ندى، أن السودان شهد زلازل سُجلت في محطات رصد الزلازل العالمية، وذلك قبل إنشاء محطات الرصد في هيئة الأبحاث الجيولوجية، أبرزها في منطقة سواكن عام 1938 وكان بقوة (5.8) بمقياس ريختر، وفي جبل دومبير بقوة (5.1)، وفي عام 1993 وقع زلزال في الخرطوم بقوة (4٫9) درجات بمقياس ريختر، وسجلت حالة وفاة واحدة.
في اليوم التالي، حدثت هزات ارتدادية شعر بها سكان منطقة الخرطوم، وسجل أقوى زلزال في السودان بمدينة جوبا في العام 1990.
في أفريقيا، سجل أقوى زلزال بلغت قوته (7٫4) درجات دون أن يتسبب في إحداث دمار كبير بسبب ضعف البنية التحتية في ذلك الوقت، كما وقع زلزال في منطقة أبو دليق بمنطقة شرق النيل في الخرطوم بقوة (4) درجات.
وقالت د. ندى، إن السودان في العام 2001، بدأ في إنشاء محطات رصد الزلازل ووصل عددها اليوم إلى أكثر من (10) محطات في ولايات السودان المختلفة.

خطر السدود

أقوى زلزال في السودان سجل (7٫4) درجات بمقياس ريختر في العام 1990

أوضحت د. ندى، أن السدود قد تتسبب في وقوع الزلازل، والتي تعرف بالزلازل المستحاثة لكنها تكون ضعيفة. لذا عند إنشاء السدود، يقر الخبراء والمهندسون ضوابط للسلامة تتضمن الكود الزلزالي، بجانب التصميم الهندسي للسد، واضعين في الاعتبار حدوثها.
ولضمان السلامة المحكمة، تكون هناك شبكة لمراقبة النشاط الزلزالي الذي قد يحدث نتيجة لعملية ضغط المياه والملء والتفريغ.
وعن الخطر الذي يمكن أن يحدثه انهيار محتمل لسد النهضة بسبب وقوع إثيوبيا في محيط الأخدود الأفريقي، قالت د. ندى: “بالتأكيد، لم يفت على حصافة القائمين على أمر السد مراعاة شروط السلامة”.
واستبعدت وقوع تسونامي في منطقة البحر الأحمر التي شهدت زلزالاً من قبل، وأفادت أن الزلازل التي تسبب تسونامي تحدث في عمق المحيط، حيث إن منطقة البحر الأحمر فيها انفتاح والزلازل التي تقع فيها متوسطة القوة، لذا فإن احتمال حدوث تسونامي فيها ضعيف للغاية.
وأشارت د. ندى إلى أن هناك فرقاً بين قوة الزلزال وشدته، وأن مقدار الطاقة هو القوة التي تسبب الزلازل وتقاس بمقياس ريختر. فيما يُقصد بشدة الزلزال تأثيره على البنية التحتية، وهذا أمر يمكن تجنبه، كما هو الحال في اليابان التي تقع فيها زلازل بقوة عالية، لكن تأثيرها على البنية التحتية ضعيف، وهذا يرجع للتصميم الهندسي للمباني.
أما عن التنبؤ بحدوث الزلازل، قالت: “هو أمر مايزال صعباً، لكن من الممكن توقع حدوث الزلازل باحتمالات نتيجة معرفة التاريخ الزلزالي والتركيب الجيولوجي لمنطقة معينة، ولكن زمن الحدوث لا يمكن التنبؤ به”. وأوصت دكتورة ندى بالاهتمام بالتوعية العامة بالزلازل، وكيفية التصرف أثناء حدوثها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى