الرأي

تباً لهذا القاتل النظامي.. وخلوداً لفتي الحاج يوسف..!!

كنت بالأمس قد كتبت حديثاً موجهاً لمدير الشرطة والله العظيم (سأنشره لاحقاً).. فإذا بالوطن تفاجئه فجيعة اغتيال صبي مسالم برصاص الشرطة مع سبق الإصرار والترصّد و(التنشين الدقيق).. بل بقصد الإعدام الفوري..!
الله وحده العليم.. ما هي مخاطر هذا الصبي على دولة الشرطة ودولة البرهان..؟! وما هي المهددات التي ينطوي عليها (فتي الحاج يوسف) من تهديد لأمن جمهورية السودان..؟!. هل خرج من منزله على ظهر دبابة.. هل كان يحمل في يمناه راجمة..؟! أم كان يلوّح بقنبلة ذرية..؟!
هذا اغتيال مقصود.. ومن قام به شخص ينتسب للشرطة أو الأمن وربما كان من الفلول الذين يرتدون زى الشرطة الرسمي.. فما أسهل أن يحصل أي راغب من الفلول على أزياء القوات النظامية وشاراتها و(كاكيها)..!
انه اغتيال صريح رآه كل شهود الحادثة.. وإذا كان هذا القاتل يريد فقط توقيف هذا الفتى الذي لم يكن يملك غير هتاف بحياة وطنه.. لكان هناك مائة طريقة وطريقة..! فما أسهل أن توقف قوات الشرطة المدججة بالسلاح شخصاً أعزل وصبياً في يفاعة عمره..! لماذا إذن استهدف القاتل النظامي مواضع القتل الفوري في جسد ضحيته..؟! إن إطلاق الرصاص القاتل هي آخر مرحلة من مراحل توقيف الأشخاص حتى لو كانوا من عتاة المُجرمين.. وحتى لو كانوا مسلحين…!

هذا القاتل النظامي لم يقم بأداء مهمة رسمية في الدولة تتطلبها مهنته.. انه شخص قاتل لأغراض تخصه وتخص انتماءه وهو يقوم بعمل سياسي لصالح جهة ما يعرفها..!

إطلاق الرصاص هو الحالة القصوى لإيقاف الأشخاص المدنيين الذين لا يحملون سلاحاً ولا يهددون حياة أحد.. فهناك ألف وسيلة غير القتل..وحتى إذا أراد الشرطي أن (يتسلّى) بإطلاق الرصاص على الناس.. لماذا لا يطلق رصاصته على الأرجل..؟! ألا يكفيه أن تسقط ضحيته على الأرض عاجزة عن الحركة..!
هذا القتل.. بل الاغتيال مقصود لذاته..! إن هذا القاتل النظامي الذي قتل الصبي لا يؤدي وظيفة ولا يدافع عن أمن أو (راتب شهري).. انه صاحب غرض خاص في القتل..! لا بد أن يكون هذا القاتل شخصاً موتوراً يرى في هؤلاء الشباب المسالمين أعداء له شخصياً.. أو لجماعته..! هذا القاتل النظامي لم يقم بأداء مهمة رسمية في الدولة تتطلبها مهنته.. انه شخص قاتل لأغراض تخصه وتخص انتماءه وهو يقوم بعمل سياسي لصالح جهة ما يعرفها..!
انه قاتل صاحب غرض يتخفّى في زي الشرطة تنفيذاً لأجندة خاصة به ولا علاقة لها بواجب الشرطة النظيفة التي تحمل قيم المهنية والنزاهة وسلامة الضمير.. ثم انه مطمئن آمن من أي مساءلة.. فهل حدثت أي مساءلة للأفراد النظاميين الذين قتلوا الشباب المسالمين عمداً.. بل حتى عن طريق (القنص الاختياري)..!!
بين أكثر من مائة وثلاثين شهيداً تم اغتيالهم في المواكب السلمية وهم يسيرون بأيدي خالية حتى من (قشة كبريت)… من الذي تمّت مساءلته من القتلة النظاميين ..!
ما حدث بالأمس نعلم أن مثله يحدث في كثير من أنحاء السودان..فالانقلاب والفلول (تربية الإنقاذ) اعتادوا استسهال دماء السودانيين.. هذه جرائم (مقصودة لذاتها) والمؤسف أن يقوم بها قتلة بأزياء شرطة… ولو حدث (في اليابان بلاد بوذا والشنتو) قتل هذا الصبي الشهيد بهذه الطريقة السافرة.. أو حتى لو جرحت الشرطة طرف من أصبعه بغير ذنب جناه..لاستقال وزير الداخلية بل الحكومة.. دعك عن مدير الشرطة..! يا مولانا مدير الشرطة السودانية على أي عنق يقع دم هذا الصبي الصغير الذي أزهقتم روحه وهو في غضارة الصبا يتطلع للحياة مثل أبنائكم في بيوتكم العامرة الآمنة..؟!
هذا هو وعد الفلول بأن يسفكوا الدماء حتى تسلم المسروقات ويعودوا ليحكموا البلاد.. (إلهي ينتقم منكم بحوله وقوته) وبإرادة هذا الشعب الجسور الذي يدفع بالشهيد تلو الشهيد.. ونقول للفلول ولهذا القاتل الجبان المعتوه سوف تطالك أيدي العدالة الأرضية والإلهية ولو بعد حين..!
لعنة الله عليكم من وحوش… ثم إن الثورة مستمرة والردة مستحيلة ولتهنأ شهيدنا العزيز في برزخ الخلود وفي جنات عرضها السموات والأرض.. وأحسن الله عزاء الوطن فيك..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى