صفحات متخصصةقضايا شبابية

قضايا شبابية/ حوار مع مؤسس مجموعة (شباب حلوين) عمر فضل الله

ثلاثة شباب تخرجوا  في الجامعة ولهم أحلام وردية بالحظي بوظائف مثالية؛ وفي وقتٍ وجيز يُكوِّنون ذواتهم، إلا أن الواقع كان له رأي آخر، فكل الأبواب التي طرقها هؤلاء الشباب وجدوها موصدة. هذه هي حبكة مسلسل (هروب مؤقت) الذي أنتجته مجموعة (شباب حلوين) وحظي بالمتابعة خلال فترة الشهر الكريم. بمواهب كبيرة      وإمكانيات متواضعة؛ استطاعت هذه المجموعة عبر الاسكتشات الدرامية الجميلة والهادفة، استطاعت أن تحظى بمتابعة وإعجاب الكثيرين. (عمر فضل الله) هو أحد مؤسسي هذه المجموعة؛ حاورناه للوقوف على عدد من المحاور المتعلقة بمشاريع المجموعة وأهدافها والأعمال التي  تقدمها.

حاوره- مصطفى سعيد

* في البدء، حدثنا عن تأسيس مجموعة (شباب حلوين)، وكانت بداية دخولكم لمجال الدراما والتمثيل؟

أولاً نحن كمجموعة كنا أصدقاء قبل البدء في مشروع التمثيل، حيث جمعتنا الدراسة الجامعية لمدة خمس سنوات، ثم لاحقاً بادرت بفكرة وطرحتها على الأصدقاء، وهي إنتاج فيديوهات بطرق أكثر إبداعية من الطرق التقليدية المنتشرة، ولقيت هذه المبادرة قبولاً واستحساناً لديهم، فبدأنا في مشوار الإنتاج، أما النقلة التي أعتقد أنها كانت كبيرة ونوعية هي عندما انضم إلينا الصديق محمد الهادي عجيب، وبعد ذلك ركّزنا مع إنتاج المحتوى الذي صار احترافياً. وفي البدايات كنا نعمل على تطوير ذواتنا وتعلّم أساسيات الأداء، مثل الوقوف أمام الكاميرا والحوار والحركة، وكان هذا الأمر صعباً للغاية لكن بالممارسة المستمرة استطعنا اكتساب الخبرات وتطور مستوى الأداء لدينا.

* هل هنالك شخص محدد بالمجموعة يقوم بكتابة وتأليف القصص؟

شخصي الضعيف من يقوم بالكتابة والإخراج.

* اعتمدتم في نشر أعمالكم على مواقع التواصل الاجتماعي، لماذا لا يتم تعميم النشر على مستوى أوسع مثل العرض على القنوات الفضائية؟

في المرحلة التي استطعنا الوقوف فيها على أقدامنا كنا نتجنّب طرق أبواب المحطات التلفزيونية تجنّباً للخذلان، لأن هنالك شباباً لديهم تجارب أمامنا وقد ساروا في هذا الدرب وكانت لديهم آمال عريضة إلا أنها تبددت وراحت أدراج الرياح، لذلك قررنا أننا ما لم نصقل تجربتنا ونُقنع الجميع بمحتوانا لن نذهب ونطلب المساعدة من أية جهة يمكن أن تمارس علينا أي شكل من أشكال الضغط. الآن هنالك بعض القنوات تقوم بعرض أعمالنا دون إذننا؛ وهو أمر مؤسف جداً.

* هل نتوقع في المستقبل القريب ظهور في منصات أوسع؟

بالطبع، ولطالما أننا نعمل على نشر رسائل اجتماعية فمن المفترض أن ننشر أعمالنا على نطاق أوسع.

* الأعمال الدرامية إذا افترضنا أنها يجب أن تكون رسالية وحمّالة لقيم، ما هي الأهداف والرسائل التي تودون إيصالها عبر أعمالكم؟

فلسفتنا دائماً في الأعمال المتواضعة التي نقدمها، هي التركيز على القضايا الاجتماعية والأزمات التي يواجهها الناس وعرضها في شكل درامي، لذلك لدينا دائماً رسالتان موجّهتان، الأولى للمسؤولين، والثانية للمواطنين.

* الدراما السودانية لازالت حبيسة الداخل، برأيك ما هي المشاكل التي تعاني منها، ولماذا لا نستطيع تسويق أعمالنا خارجياً؟

ضعف الإنتاج هو أكبر مشكلة وهو السبب الرئيسي في تأخر الدراما السودانية، فليس لدينا منتجون جريئون ينفقون مالاً في سبيل تقدم الدراما، كما أن الفكر العام لشكل الدراما لازال محصوراً في الإطار النمطي ”الحلة والبيت“.

* هنالك رأي يقول إن المتلقي على مواقع التواصل الاجتماعي يرفض المواد ذات الطابع الجاد، ويميل إلى المحتوى الذي يغلب عليه الشكل الفكاهي. كيف تستطيعون المحافظة على المتلقي دون الانزلاق إلى هاوية (الهزل) التي وقعت فيها تجارب كثيرة؟

نحافظ على توازننا بوضع أنفسنا في مكان المتلقي، فبعد أن نؤدي أدوارنا نقوم بتقييمها ومعرفة الثغرات فيها، وتصنيفها ما إذا كانت جادة لدرجة أنها تصيب المشاهد بالملل، أو ما إذا كانت الكوميديا فيها زائدة لدرجة أنها تشتت ذهن المشاهد وتصرفه عن هضم الرسالة المضمّنة. لذلك النظر عبر عين المتلقي هو أنسب طريقة يمكن من خلالها المحافظة على قيمة المحتوى.

* كيف تتعاملون مع ردود الأفعال الناقدة التي توجّه إلى أعمالكم؟

بالتأكيد نستفيد جداً من النقد البنّاء، وعلى المستوى الشخصي أحب وأحترم كل شخص يحاول إرشادي، وأحس بأنه حريص على مصلحتي، ففي هذا الزمان نادراً ما تجد من يحاول تصحيح مسيرتك عبر النقد البنّاء.

* مسلسل (هروب مؤقت) الذي يتم عرضه خلال شهر رمضان عبر منصات التواصل الاجتماعي يتناول قضية هامة وهي بحث الشباب عن فُرص بعد التخرّج. من وجهة نظرك؛ إلى أي مدى يمكن للعمل الدرامي أن يساهم في تغيير الواقع؟

أعتقد أن تغيير الواقع ليس هو مهمة الفنان بشكل مباشر، بل الفنان يقوم بطرح أعماله والمتلقي يستوعبها ويتفاعل معها، وهذا التفاعل هو بذرة التغيير. وبمناسبة (هروب مؤقت) أود تقديم صوت شكر لمدير التصوير الأستاذ القدال حسن الذي تحملّنا بكل رحابة صدر في أول تعامل لنا معه، كما أشكر أيضاً الأستاذ المصور سيد أحمد سكوب، وهما شخصان مبدعان لهما بصمة واضحة في إنجاح المسلسل.

* الأعمال التي تقومون بإنتاجها دائماً ما تكون مرتبطة بقضايا اجتماعية واقعية مثل الأزمات المتعددة التي يعاني منها المواطن، ما هي أكثر قضية طرحتموها فوجدت تفاعلاً وإشادة؟

هنالك فيديو قمنا بعرضه يتحدث عن أزمة الكهرباء وشاركت معنا فيه الأستاذة القديرة سحر إبراهيم، وفيديو آخرعنوانه أزمة وقود، وآخر عن فيضان النيل. أعتقد أن هذه الأعمال وجدت تفاعلاً كبيراً وساهمت في مسيرتنا بشكل إيجابي، ونحن فخورون بها جداً.

* ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم أثناء الإنتاج؟

السودان يمر بمشاكل كبيرة تؤثر سلباً على الإنتاج، ففي أحايين كثيرة على سبيل المثال ينقطع التيار الكهربائي أثناء أدائنا لمشهد داخلي، كذلك الحركة بها صعوبة في ظل أزمة الوقود. إلا أننا نسعى للتغلب على كل هذه المشاكل بالخيارات المتاحة.

* كيف تستطيع تطوير قدراتك ومهاراتك الإبداعية؟

أؤمن تماماً بأن تطوير المهارات دائماً يأتي عبر العمل المتواصل والاحتكاك بمن هم أكثر خبرة.

رسالة أخيرة..

أنصح الشباب السودانيين بضرورة الإصرار على تحقيق أحلامهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صوت شبابي

الثورة في وجه الكل

مازن بابكر

لا يختلف اثنان في أن الشباب (الديسمبريين) الذي انخرطوا في الحراك النضالي كان لهم دور فاعل ومؤثر في الإطاحة بالنظام الانقلابي الساقط، ويُشهد لهم بأن ثباتهم في وجه القمع والبطش والتنكيل كان ثباتاً قوياً رائعاً.

تكررت حوادث الهتاف في وجه المسؤولين والقادة السياسيين من أماكن المناسبات العامة وخاصة عزاءات الشهداء، وهو لأمر مؤسف أن نفقد بوصلتنا ونتخبط يمنة ويسرة لا ندري من هو عدونا الحقيقي، فنفس هؤلاء المسؤولين كانوا معنا منخرطين معنا في مناهضة النظام البائد، وقدموا تضحيات جسيمة.

مسألة خلق فراغ بين القوى السياسية وبين الشباب هي مسألة ممنهجة ومدروسة ولم تأتِ نتاجاً للصدفة، بل هي نفسها سياسة (فرّق تسد) والتي كنا نسميها أثناء الحراك بـ(شَق الصف).

في أحد مقاطع الفيديو يظهر أحد الشباب صارخاً في وجه أحد القادة: (ما عايزين أحزاب)!!

وفي هذا الشعار المرفوع هدم للديمقراطية التي ظل الشعب السوداني ينشدها، فلا توجد ممارسة ديمقراطية بلا وجود أحزاب، لأنها النموذج الأمثل لتطبيق الديمقراطية. لا نختلف في أن أحزابنا تعاني من الضعف والهزال، إلا أن هذا لا يعني أننا يجب أن ندفنها ونتخلص منها، بل يجب إجراء إصلاحات ومعالجات عليها حتى نحقق من خلالها ما نتمنى.

هنالك أمر آخر يضر بالثورة ويوسع الفراغ بين مكوناتها، وهو أسلوب المزايدة الذي بات صارخاً وحاداً، ولا ألوم الشباب حديثي التجربة بقدر ما ألوم القادة والسياسيين الكبار، فهم أنفسهم يمارسون مزايداتهم على بعضهم البعض، ويفترض أن يكونوا القدوة للشباب؛ وعندما تنتج أفعال كهذه منهم تلقائياً تنهار القدوة.

السودان الآن آيل للسقوط والانهيار إذا ما لم نتقبل ونحتوي بعضنا البعض، وعلينا أن نعلم بأن تأسيس دولة ديمقراطية ليس بالأمر السهل، وفي كل تجارب الشعب السوداني في الوصول إليها كانت تقابله العثرات والعراقيل مثل التي نشهدها اليوم.

وأخيراً:

أكثر ما نحتاجه في هذا الوقت الإرادة الصادقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مشاركة الشباب في مؤتمر باريس

محمد حسب الله

شهدت العاصمة الفرنسية خلال هذا الأسبوع حدثاً مهماً وهو مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد السوداني، وما يلفت النظر هو مشاركة الشباب ممثلي ثورة ديسمبر المجيدة في هذا المؤتمر، وبالطبع هؤلاء الشباب المشاركين هم نموذج يمثّل شباب الثورة الذين أسقطوا نظاماً جثم على صدر الشعب السوداني ثلاثين عاماً.

في الفترة الماضية؛ كان الشباب هم أكبر الضحايا الذين استهدفهم نظام الإنقاذ، فمنذ مجيئه سعى إلى تشويه أفكارهم وتعبئتهم ليزج بهم في محرقة الحرب، وكان النظام الإسلاموي يقوم على برمجة عقول الشباب عبر مناهج تغرز فيهم ثقافة العنف والإقصاء والتمييز. لذلك لا غرابة في أن يكون نضال الشباب ضد النظام الشمولي البائد قوياً وحاسماً، فالتطلّع إلى اقتلاع الحقوق كان كبيراً، وكنا نرى من حولنا كل الدول قد نهضت وتقدّمت وآن لـ(عزّة) أن تصحو من نومها الطويل، واليوم نطوي تلك الصفحة البائسة لنفتح صفحةً جديدةً يخط فيها الشباب رؤاهم وأحلامهم ويشاركون في صناعة الواقع والمستقبل.

من أكبر انتصارات ثورة ديسمبر المجيدة هو أن نرى قادة الدول العظمى يستشهدون بشعاراتها، ويشيدون بالمواقف البطولية لشبابها، وصمودهم في وجه البطش والقمع والتنكيل، وما هذا إلا دليل عن الإرادة الكبيرة في الخروج من عصور الظلمة والركون إلى عصور التقدم والازدهار.

من شارك في المؤتمرات الخارجية والداخلية من فئة الشباب هم نماذج مشرفة جداً وذهابهم لمثل هذه الفعاليات الدولية إنما يعزز دورهم في قيادة المجتمع. مشاركة الشباب في مؤتمر باريس هو للتعريف بالثورة المجيدة، وتوضيحاً لمدى قوة الثوار والكنداكات في الإطاحة بالنظام البائد، سيكون من الجيد أن نشهد مشاركات أوسع لشباب الثورة في المحافل الدولية القادمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة (آلاء صلاح) في مؤتمر باريس

السيد رئيس جمهورية فرنسا/ إيمانويل ماكرون

السيد رئيس الوزراء/ عبد الله حمدوك

أصحاب السعادة بمختلف مقاماتكم السامية

سيداتي وسادتي

السلام عليكم

– في البدء نشكر الحكومة الفرنسية وسفارتها في الخرطوم، لدعوة الشابات والشباب وبذل الجهود لإنجاح هذا المؤتمر.

– التحية لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة، ولشهداء الوطن وآخرهم الشهيدين عثمان أحمد، ومدثر مختارالذين استشهدوا قبل أسبوع في الذكرى الثانية لفض اعتصام القيادة العامة، في ذات المكان الذي شهد استشهاد رفاقهم قبل عامين وهم يهتفون للحرية والمدنية.

لأرواحهم الرحمة والمغفرة والخلود.

– التحية لشابات وشباب ثورة ديسمبر السلمية في شوارع السودان، وبلاد المهجر، الذين ناضلوا وما زالوا يناضلون من أجل أن يسود الحق والحرية والسلام والعدالة.

– التحية لكنداكات وميارم بلادي اللاتي ضربن أروع أمثلة البسالة والشجاعة. وسطَّرن أسماءهن بأحرفٍ من نور في أعتى الملاحم نحو تحقيق إرادة شعوبهنّ للحرية منذ ٧ آلاف عام وحتى الآن وما نحن إلا امتداد لهنّ.

كامل التضامن والدعم للشعب الفلسطيني وهم يناضلون ضد الظلم، فكل ثائر ضد الظلم يمثلني.

– زغرودة المرأة كانت إعلان انطلاق مواكب الحرية في كل مدن وقرى السودان.

الثورة التي بدأت بهاشتاق #مدن_السودان_تنتفض،

حيث انتفضنا على الظلم والقهر والاستبداد واستباحة الدماء من النظام الدكتاتوري المخلوع.

– ومن ثم كان شعار “تسقط بس”، وحرية سلامة وعدالة الثورة خيار الشعب.

– وأسقط الشعب الثائر بثورته السلمية ذاك النظام البائد في إبريل.

تجدد الهتاف الثوري وأصبح:

حرية سلام وعدالة.. مدنية قرار الشعب

إعلاناً لرفض الشعب للحكم العسكري وتقويض الديمقراطية.

والمدنية كانت قرارنا لتحقيق أحلامنا، وأن نعيش بكرامة كما نستحق

فالسوداني ليس له أن يعيش في أرضه إلا بعزة وكرامة.

وتأكيداً لهذا المطلب جاء الهتاف:

“مدنياااااااااااااااو”… تهتف بها كل الحناجر في قرى ومدن السودان، بل وحتى في بلاد المهجر!.

– إننا نعلم أن رحلة نضال وكفاح الشباب في بلادي ما زالت طويلة نحو بناء دولة الحرية والسلام والعدالة لأنها محفوفة بأشواك المعيقات كالترهيب وتثبيط الهمم وحياكة المؤامرات بشتى الأساليب، ولكن حتماً وبعون الله والتماسك الداخلي لشباب بلادي ودعم المجتمع الدولي سوف نحقق الوعد الذي بيننا وبين الشهداء.

وإننا الآن نخطو أولى خطواتنا نحوها، لسودان الحرية والديمقراطية والتنمية.

وكما كان العالمُ داعماً لنا في حِراكنا الثوري نحو الحرية والمدنية، في مواقفه الرسمية والشعبية، وكلنا يتذكر هاشتاق #BlueforSudanالذي توشح العالم فيه باللون الأزرق دعماً للثوار بعد مجزرة القيادة.

ها نحن الآن نجدد تواصلنا مع العالم، وهذه المرة في مساعي البناء والتنمية للإنسان، في مؤتمر باريس

ليتعرف العالم علينا من جديد..

(وأتمنى التوفيق فيه لكل الحاضرين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى