الرأي

(19) مليون طفل سوداني يواجهون الجهل وسوء التعليم 

منذ عهد النظام المخلوع والتعليم العام يواجه التدهور المتسارع نتيجة السياسات المقصودة التي تبناها النظام ضده، إذ لا يوجد سبب يجعل التعليم منعدماً أو متردياً في دولة كانت من أوائل الدول التي انتشر فيها في المنطقة العربية والأفريقية. وقد بح صوتنا ونحن نحذر وننبه لضرورة الاهتمام بالتعليم، فلا سبيل للتنمية دون تعليم، ولكن لا حياة لمن تنادي. اليوم ازداد الأمر خطورة في ظل النسخة الثانية من النظام المخلوع الأكثر سوءاً، فها هي المنظمات الدولية تحذر من كارثة ضياع الأجيال بسبب إهمال التعليم المتعمد، واليوم هناك (19) مليون طفل مهددون بالجهل، وأعتقد أن هذا العدد يشمل الأطفال بين سن (6 – 17) سنة.

أطفال السودان يواجهون خطر سوء التعليم

منظمتا رعاية الطفولة العالمية واليونسيف هما الوحيدتان اللتان ظلتا تهتمان بإحصائيات التعليم في السودان، وكل عام تنبهان الحكومة لخطورة تدهور التعليم المستمر في السودان، وتساهمان بما تستطيعان في حل المشكلة، ولكن إن لم يصبح التعليم هم الحكومة الأول وشغلها الشاغل وضمن سياساتها الاستراتيجية، لن يتوقف الانهيار ولو تدخل العالم كله.

يوم الاثنين الماضي 12 سبتمبر 2022، صدر تقرير من منظمة رعاية الطفولة العالمية واليونسيف، ذكر أن حوالي (6.9) مليون فتاة وفتى لا يذهبون إلى المدرسة في السودان، أي حوالي (7) مليون طفل. وهذا يعني أن واحداً من كل ثلاثة أطفال في سن الدراسة لا يجد فرصة تعليم، كما ذكر التقرير أنّ (12) مليون طفل آخرين ستنقطع بهم سبل التعليم بشكل كبير بسبب نقص المعلمين وانعدام البيئة المناسبة التي تمكّنهم من التعلّم، أي إن كل الذين تستوعبهم المدارس الآن ربما لا يتمكنون من التعليم بشكل جيد، ولن يكون للتعليم قيمة في حياتهم.

المدير القطري لمنظمة رعاية الطفولة العالمية في السودان، قال: “إن عدم التركيز على معالجة هذه القضية الحاسمة، سيجعل المزيد من الفتيات والفتيان يفقدون طفولتهم، بسبب العمل والزواج المبكر وانتهاكات الحقوق الأخرى”. وقالت ممثلة اليونيسف في السودان: “لا يمكن لأي بلد أن يتحمل عبء عدم معرفة ثلث أطفاله الذين في سن الدراسة، مبادئ القراءة والكتابة أو الحساب أو المهارات الرقمية، فالتعليم ليس مجرد حق، إنه أيضًا شريان حياة”.

اليونيسف ومنظمة رعاية الطفولة العالمية -بصفتهما قيادتين مشاركتين في مجموعة التعليم الدولي في السودان- دعتا حكومة السودان إلى إعادة فتح المدارس في أقرب وقت ممكن، وإبقاء المدارس مفتوحة طوال العام الدراسي، وضمان عدم احتلال المدارس من قِبل جهات مسلحة، وتيسير فرص التعليم البديل الإضافية للتأكد من عدم ترك أي طفل خلف الركب. ودعتا جميع أصحاب المصلحة -وفي مقدمتهم الحكومة- إلى ضمان توفير التمويل الكافي للتعليم، بما في ذلك رواتب المعلمين وبرامج التغذية المدرسية، وأوضحت أنه إن لم تُتّخذ إجراءات عاجلة فإن أزمة التعلم في السودان ستصبح كارثة جيليّة.

هذا التقرير يؤكد أن التعليم خرج تماماً عن اهتمام الحكومة الحالية التي تركز مع نفسها وكيف تبقى في السلطة، وهذا ما يجعلها تهمل الصرف على التعليم وكل الخدمات الاساسية، وهي -كما أثبتت للجميع- غير مهتمة باحترام حقوق الشعب كلها، بما فيها الحق في الحياة، فكيف لها أن تهتم بالتعليم؟!

إلى الشعب السوداني: الجهل يهدد مستقبل أطفالكم، والتعليم هو السلاح الأقوى لهزيمة الطغاة وتحقيق التنمية والاستقرار. لذلك نقول لكم: اهتموا أنتم بالتعليم، فلا أمل في هذه الحكومة الباغية، إلى أن يكتب الله لهذا الشعب النصر، وهو آت لا محالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى