الأخبار

محللون: الحرب معزولة مجتمعياً والفلول اختطفوا الجيش

الخرطوم – (الديمقراطي)

أكد محللون سياسيون أن الحرب الدائرة حالياً معزولة مجتمعياً، مشيرين إلى أن الشعب السوداني علم بأن ما يجري صراع على السلطة سببه فلول المؤتمر الوطني الذين يسعون لاختطاف الجيش واستخدامه غطاء لأجل عودتهم للسلطة.  ومنذ اندلاع هذه الحرب إلتزمت جميع القوى السياسية والمدنية ولجان المقاومة التي كانت تقود حراك الاحتجاجات، التزمت جانب الحياد، باستثناء فلول نظام المخلوع عمر البشير والمجموعات الإسلامية، ظلت ناشطة في مساندة ودعم الجيش ضد الدعم السريع، وظل هؤلاء يحرضون في مواقع وسائل التواصل اجتماعي على استمرار القتال، وعدم الاستجابة لأي هدنة انسانية.  وأكد المحلل السياسي البروفيسور صلاح الدين الدومة، أن السودان لن ينزلق نحو الحرب الأهلية، قائلاً إن عامة الشعب السوداني لديه درجة عالية من الوعي السياسي، ويعلم أن هذه الحرب “لا ناقة له فيها ولا جمل”، وهي منحصرة بين مجموعات هدفها الاستحواذ على السلطة فقط.  وقال الدومة لـ (الديمقراطي) إن الفئة الغالبة من الشعب السوداني تعلم أن مجموعة قليلة من حزب المؤتمر الوطني المنحل، اختطفت اسم الجيش ودخلت به في هذه المواجهة المسلحة بغرض العودة للسلطة، موضحاً أن المواطن البسيط يعلم ذلك وهو ما جعل هذه الحرب تبدو معزولة مجتمعياً.  وذكر الدومة أن المجتمع السوداني متطور على الدولة، وبالتالي لن ينجر وراء دعاوى الحرب الأهلية مهمها تفشى خطاب الكراهية، مشيراً إلى وجود خطاب واع عقلاني متداول الآن في مواجهة خطاب الكراهية الذي تبثه مجموعات مرتبطة بنظام المخلوع عمر البشير، لديها مصلحة في جر البلاد للحرب الأهلية.  وأشار إلى أن “خطاب التعقل يؤكد أن الجيش مؤسسة وطنية قومية اختطفت من قبل حزب المؤتمر الوطني المنحل، وحولها لمليشيات تابعة له، ويسعى حاليا لتحويلها إلى جهة منتهكة للحقوق ومجرمة مثلهم”.  وأضاف أن “هنالك قطاع عريض داخل الجيش وصل إلى هذه القناعة، ويظهر ذلك من خلال طرح الموضوع علناً على وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة ضباط متقاعدين، وهو ما يحصن البلاد من الانزلاق إلى الحرب الأهلية مهما بلغ مكر الاسلاميين وتدبيرهم في ذلك”.  وتابع: “هنالك أكاذيب يروج لها فلول حزب المؤتمر الوطني المنحل، حول انزلاق البلاد للحرب الأهلية، وهذه أمنيتهم حتى يكسبوا مزيدا من البقاء في السلطة، هؤلاء كائنات ولدت مجرمة، لا أخلاق لها، لكن الوعي الشعبي منتشر وسيحصن السودان من سيناريو رواندا، وسينتزع الاسلاميين من مفاصل الدولة انتزاعًا”.  ومنذ اندلاع المواجهات المسلحة في السودان يوم السبت الماضي، يدور حديث واسع وسط القادة السياسيين والمواطنين، حول تورط مجموعات نظام المخلوع عمر البشير، في جر الجيش والدعم السريع للحرب التي دخلت يومها الخامس، ويؤكد القادة السياسيون الذين كانوا يتوسطون لخفض التوتر بين “البرهان وحميدتي”، أن الطرفين قبلا الوساطة وجرى تشكيل لجنة مشتركة لنزع فتيل الأزمة، وكان يفترض أن تبدأ عملها يوم السبت لكنها تفاجأت باندلاع الحرب في وقت باكر من ذاك اليوم.  وكانت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، اتهمت صراحة فلول نظام المخلوع عمر البشير، بتأجيج الخلافات بين الجيش والدعم السريع، حتى وصلت إلى مرحلة الانفجار، وتقول هذه القوى حديثاً متطابقاً مع ما قاله قائد الدعم السريع بأن من ينخرط الآن في القتال إلى جانب الجيش هم مجموعة كتائب الاسلاميين التي يقودها القيادي في النظام البائد “علي كرتي”.  وكانت قوات الدعم السريع قد بثت فيديوهات لأفراد تم أسرهم خلال المعارك، أفادوا بأنهم يتبعون لهيئة العمليات بجهاز الأمن، التي جرى حلها وتسريح منسوبيها عقب سقوط نظام البشير  في 11 أبريل 2019.

طرف ثالث

من جهته يقول المحلل السياسي، محمد صالح البشر، إن انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية أمر مستبعد تماماً لجهة أن حالة المزاج العام للسودانيين لا يشير إلى اهتمامه كثيراً بما يجري من مواجهات مسلحة، وأكد أن خيار الحرب الأهلية لن يكون وارداً إلا في حالة تدخل طرف ثالث من مصلحته جر البلاد لهذا المنزلق.  وقال البشر، إن الاشتباك الذي يدور حالياً يبدو معزولاً للغاية حتى داخل الأجهزة النظامية، مستبعداً أن يكون الجيش كمؤسسة عمرها يقترب من القرن، منخرطاً في هذا الصراع، لجهة أنه، بإمكانه أن يسيطر على الأوضاع فقط خلال 24 ساعة، في مواجهة قوات الدعم السريع التي تأسست عام 2013.  ويرى البشر أن خطة الدعم السريع التي تنفذها حالياً تبدو أكبر من حجمها وقائدها محمد حمدان حميدتي، قائلاً: “أعتقد أن الخطة هي لطرف داخل الدولة قد يكون جزء من ضباط الجيش مشاركون فيها، تعتمد عزل وتصفية منسوبي نظام المخلوع عمر البشير في الدولة”.  وتعيش البلاد هذه المأساة بسبب الفلول الذين حرضوا على الفتنة وأشعلوا الحرب، إضافة إلى مطامع قائدي القوات العسكرية “برهان وحميدتي” التي عرقلت الإصلاح الأمني العسكري، فضلاً عن تواطؤ البرهان مع الفلول وتمويله وتنسيقه لمخططاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى