ثقافة ومنوعات

شِعر/ توباك – ورفاقه – نورنا

   عثمان بشرى

تقدمة

كنت فى صمت الحزن؛ طيلة عام ونيف، والبارح فقط أيقظتني ورفاقك من هذا السبات. فشكراً طويلاً. يا فتية الله فى زمن الجهالة والضلال.

،،،،،،،،،

نص

ثم مرحى أيتها – الزنازين

لم يكن بمقدورك أن تذهبَ أكثرَ ممَّا ذهبتَ إليه،

فلتكن الثورةُ شارعَ الرُّوح،

روحِكَ. أينما ولَّيت وجهَك،

أنت ضوءُ يقينك الباهر..

شارعٌ لأنَاكَ فيهم،

وفيك من أشواقهم برقٌ،

لترَوا إضاءات الحقيقةِ

فى جروح التجرِبة.

هذه الأجداثُ

لا تعنيك في شيء،

لذلك كنتَ تعنيهم،

بشتَّى ما أشاعوا الموتَ؛

أرَّقَهم صعودُكَ

كلُّ ثانيةٍ من التعذيب،

نحو عيون فجرِكَ

عبر السُّجون الرطبة.

حين أشرق وجهُكم،

مبتسماً بهيَّاً،

رغم إعياء المحابس والأذى،

هتفت قلوبُ الشارع الممتدِّ

فى الدم والنزيفِ؛

أضاءت الأرواحُ فينا

نفقاً من الإحباط

أينعنا

وأيقنَّا، بأنَّ نشيدَنا يعلو

ويغلي هادئاً على نار الصلابة،

يسمو

ويفتك بالنُّفوس الخَرِبة.

لستَ وحدكَ

فالجميلون

على عهد الهوى باقون،

هذا الهوى وطن،

ينزُّ من القفيص إلى القميص دماً، يشعُّ جسارة

ويفيض فى كلِّ الشوارع،

فتيةً ومحصَّناتٍ

بالزغاريد

وبالهتافات الوسيمة: أنْ لنا أرضٌ نُريدُ،

وما بنا غيرُ المحبَّةِ والسلام،

برغم هذى الأتربة

لست وحدَك

إنَّهم هنا وهناك،

في جوف الظلامات البعيدة، في كهوف الجوع،

في كلِّ شبرٍ

من فِجاج الواسع المكلومِ والمأزومِ بالفوضى،

وما عبثتْ به الأقدارُ، مضطرباً.

لستَ وحدكَ

يا نجيَّ القلبِ،

مبتسماً تُلوِّح للفظاعات الجسيمة، بالعلامة والوسامة والقيامة،

مرعوبون اليوم منك،

رغم حصونِهم وجنونِهم. رغم الفتون الدَّرِبة..

كأسُ الصباح يعبُّهُ أمثالُكم،

فارفقْ بنا ياصاحِ،

إنَّا قد ثملنا

بالدُّموع الفرِحاتِ_ في استبسالكم_ والقلبُ من إشراقكم قد شرِبا.

كردفان _الأبيض_30/مايو/22

#والثورة مستمرة أبداً…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى