الرأي

الاعتذار لا يفيدنا يا إبراهيم الأمين؟

نائب رئيس حزب الأمة القومي د.إبراهيم الأمين في لقاء له مع صحيفة “الانتباهة”، اعتذر للشعب السوداني وخاصة الشباب عن فشلهم في تحقيق أمالهم لأنهم انشغلوا بالمناصب، كما انتقد السيد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وحمله جزءاً كبيراً من فشل المرحلة الانتقالية، واتهمته بأنه لم يقم بالواجبات الموكلة إليه، واعتبر عدم قيام المجلس التشريعي من مصلحة المجلس السيادي والوزراء، واتهم بعض القوى وقال إن اهتمامها ينصب في إقامة نظام شمولي دون انتخابات أو تحول ديمقراطي، إن الدولة فقدت هيبتها نسبة لضعف الأداء الحكومي، أصبحت الساحة للاستخبارات الأجنبية وتأثيراتها.
في الحقيقة إنَّ إبراهيم الأمين لم يأتِ بجديد في حديثه، فكل شخص في الشارع يعرف هذا الكلام، كما أنَّ زملاءه في التجمع الكارثة (قوى الحرية والتغيير) سبق وأن صرحوا به عشرات المرات، هو فقط إعادة واستهلاك سياسي لا يشبع ولا يغني من جوع .
الأمر غير الدقيق في حديث السيد إبراهيم هو نقده لرئيس الوزراء وتحميله جزءاً كبيراً من الفشل رغم أنه نجح في كل الأعمال التي احتاجت منه لجهد فردي، وفشل في تلك التي تعتمد على دعم الحاضنة السياسية المتصارعة، وحديثه عن أنَّ هناك قوى تريد نظاماً شمولياً وغير ديمقراطي صحيح تماماً، ولكن ليس بعضها كما قال؛ وإنما كلها وخاصة الأحزاب التاريخية تريده نظاماً شمولياً ولكن برائحة الديمقراطية.
أما كون البلد فقدت هيبتها وأصبحت مرهونة للخارج ولساحة الاستخبارات؛ فهذا حقيقي وأمر غير جديد، ولكن لماذا لا يذكر أن الأحزاب السياسية هي التي تهرول نحو الخارج من أجل الكسب الشخصي غير مهتمة بخسارة الوطن وكذلك العسكر، ولذلك لا فرق بينها وبين النظام المخلوع، ولو وجد أي حزب الفرصة ليحكم وحده سيكرر تجربة المؤتمر الوطني كما هي .
السؤال الذي يطرح نفسه إنابة عمّن يعتذر السيد إبراهيم الأمين؟، حزب الأمة أم قوى الحرية والتغيير، وماذا يفيد الاعتذار هل يعيد للشعب ما أهدر بسببهم من وقت ومال وآمال؟، هل يوقف مسيرة الفشل والفوضى التي تقودها الأحزاب العريقة؟ هل يوقف حرب النظام المخلوع التي هيأوا لها البيئة ووفروا لها الفرص لضرب الثورة؟ لا أعتقد، وهو كلام والسلام .
من ضمن ما قاله السيد إبراهيم هو أنَّ هناك نصاً في الوثيقة الدستورية ينص على ألا تكون هناك أي مقاعد للأحزاب ولم نلتزم به، مسؤولية من هذا؟ إذ يفترض أنَّ الأحزاب مؤهلة أخلاقيا للالتزام بالمواثيق، ولكن رغم مشاركتها لم تضف شيئاً للحكومة بل أصبحت خصماً عليها وأثبتت أنَّها عاجزة لا تستطيع أن تقدم الكفاءات لشغل المناصب، ومن شاركت بهم كلهم يعانون من الضعف ويشبهون وزراء المؤتمر الوطني تماماً .
نقول للسيد إبراهيم الأمين “اعتذاركم ما بفيدنا” لأنه لن يعيد لنا ما خسرناه بسببكم كحزب أو كقوى حرية وتغيير، وأياً كانت الجهة التي تتحدث باسمها فالنتيجة واحدة ولا أمل يرجى منكم، الذي ينفعنا هو أن تتقوا الله فينا، وتتركوا المسؤولية للشارع، اذهبوا لتأهيل أحزابكم، اجعلوا لها قيماً وأهدافاً ومشاريع وكفاكم حديثاً عن فشل أنتم قادته وصناعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى