الرياضة

إرحل يا سوداكال

محمد حامد الفوز
*من البداهة، أن (صناعة كرة القدم) لها منظومة كاملة، من أهم العناصر التي تعتمد على تكوينها (الإدارة، والمدرب، واللاعبين)، فالإدارة الحكيمة والواعية والتي تعرف خباياها وتدري ماذا تفعل؟ وفق نظام أساسي يتفق عليه الجميع، ليتحركوا داخله دون الإخلال به، فالمجلس الذي يدير النادي (المعين)، بالطبع لا يقل عن أهمية المدرب الكفء والمميز الذي يعرف كيف يدير لاعبيه، سواء كانوا داخل الملعب أو بالقرب منه في (بينش الإحتياطي)، بالاضافة للاعبين الموهوبين المتمرسين، الذين ينفذون ما يطلبه منهم مديرهم الفني بحذافيره، يحترمون بعضهم البعض، وبالتأكيد العلاقة الناجحة في هذه المنظومة التكاملية، تبدأ بالادارة التي تجمع العلم والمعرفة والخبرة، فلم تعد الكرة تدار بعقلية الثلاثينات من القرن الماضي، بل تدار بأسس ومقومات وتخطيط وتوزيع الادوار والمسؤوليات، والتخطيط الصحيح والتنفيذ المدقن وهذا ما يفتقده مجلس سوداكال.
*اذن بنظرة سريعة منذ وصول آدم لسدة (الرئاسة) لأكبر نادي يمتلك قاعدة شعبية بالسودان، نادي له سمعته الأفريقية وأسمه الذي نحته بماء الذهب ضمن الأندية التي فازت ببطولات (الكاف) (كأس الكؤوس الافريقية)، (الكونفدرالية بمسماها الجديد)، نعود ونقول منذ وصول سوداكال، بدأ المريخ الصعود إلى الهاوية على الرغم من اشراقات المجالس السابقة والتي نافست بقوة وكانت (قاب قوسين أو أدنى) من بلوغ الهدف، لولا بعض الهنات.. لذا كان على سوداكال يطور ما بدأته المجالس من قبله لا أن يدمر كل ما هو رائع جميل بالقلعة الحمراء.
*رجاءً سوداكال، ارحل الى عالم (البزنس) و(كارك الذي تعرف)، وأترك لنا مريخنا كما هو، ففي عهدك، اصبح المريخ بلا روح، بلا هدف، بلا تخطيط سليم، تعرض لاعبيه الى الظلم وأكل حقوقهم، واستمرأ الاتحاد السوداني لكرة القدم وتحديداً شداد ظلم المريخ، وأخذ حقوقه عنوة على الرقم من القانون الذي تحتكم عليه كرة القدم واضح وضوح الشمس، في عهدك يا سوداكال خلال ثلاثة اشهر(ضرب المريخ الرقم القياسي في استبدال أجهزته الفنية)، الأمر الذي ترك فراغاً فنياً كبيراً وسط (المنظومة).
*في عهدك اصبح المريخ بلا دار، وبلا استاد، ظل لاعبوه يتنقلون من ملعب إلى ملعب، وبسببك المريخ يلعب مباريات الافريقية خارج استاده، وفقد المريخ في عهدك لاعبين لاسباب مختلفة، نجوم بقيمة (بكري المدينة، محمد عبد الرحمن، جمال سالم، عبد الله ابو عشرين، محمد الرشيد، بخيت خميس، طيفور، وسيف تيري، وكابتنه الثاني رمضان عجب).
* السيد آدم سوداكال الادارة عامل مهم في الاندية لأنها تقوم بتذليل العقبات لا خلق الازمات أمام اللاعبين والاجهزة الفنية، والادارة الواعية هي الادارة التي تحقق اجواء من التركيز والعطاء وجودة وتوفير مناخ ملائم للاعبيها ليعطوا الافضل، فالعمل الاداري في الاندية ليس هو كما عملك في عالم البزنس، وهو عمل له خصوصيته وتوقيته فالدور الذي يقوم به رئيس النادي يجب ان يكون عمل لافت للنظر ومبهر من برمجة الاوليات وصناعة وتحدي ويبدأ بالثقة بالاجهزة الفنية واللاعبين، والمريخ يملك لاعبين شباب ذو كيمياء حيوية وهي خليط ما بين الخبرة والشباب فقط تنقصهم الادارة الواعية والمدرب الكفء، وطالما مجلس ادارة نادي المريخ عاطل عن الموهبة الادارية فالتأكيد لا يستطيع ان ياتي بمدرب كفء ولا ان يدير (مواهب) تضج بها قائمة المريخ، لذلك لا أنت ولا مجلس تستطيعون إدارة نادي المريخ فرجاء أرحلوا.. كفاية.. كفاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى