الرأي

يوم من أيام ديسمبر العظمى: زمالة الثورة قبل الأسرة والقرابة..!!

من رأى بالأمس كيف ركض الشباب وتدافعوا لاستقبال المجموعة التي برأتها المحكمة بعد اتهامها ظلماً ووهماً بقتل رقيب المخابرات.. وكيف كانوا يهتفون بشعارات الثورة داخل المحكمة وخارجها وكيف كانت حالتهم من النشوة الثورية.. كل من رأى ذلك يطمئن قلبه بأن هذه الثورة ثورة عظيمة لا تنكسر.. مهما اجتهد الفلول ومعهم الانقلاب وبقايا الإنقاذ والدواعش والإرهابيين و(اللصوص الظرفاء) حرامية النهار..!!
الذين تسيّدوا مشهد الابتهاج ليس هم أهالي المحتجزين.. بل الثوار الذين تجمعهم معهم (زمالة الثورة)…! هذه من المشاهد العظيمة التي يجب أن يفهمها الناس ويعيها الفلول..!! يا لله من جلال ذلك المشهد..!! هذه الثورة جاءت لتبقى.. جفّت الأقلام وطويت الصحف..!!
لا بد أن نتذكّر مع هذه الحالة العجيبة من الوهج الثوري مخاضات الصمود التي عَبَرها هؤلاء الفتية الذين اتهموا زورا بقتل رقيب المخابرات..! فقد مّروا بأوضاع رهيبة من الظلم والإرهاب والتعذيب.. وهذا يجب ألا ننساه أو نمر عليه (مرور غير الكرام)..! هذا صمود عجيب..! ولعل حيثيات شطب البلاغ نفسها توضح بعضاً من ذلك الظلم الفادح والمعاناة العصيبة خلال فترة الاعتقال والحبس.. فقد كان اشد هولاً من كل وصف ومن كل حيثيات..! دعك من الزمن الذي ضاع من عمرهم.. فلم يسأل هؤلاء الظلمة ما إذا كان هؤلاء الشباب المحبوسين ظلماً يعولون أسرهم أو يسهرون على آبائهم وأمهاتهم.. ولم ينظر احد في تعويضهم عن هذه الاحتجاز الطويل والضرر النفسي البليغ حيث توقفت حياتهم وانقطعت أرزاقهم أو دراستهم.. ولكن من أين للانقلاب والفلول بأفئدة وقلوب تخاف الله أو تخشي العيب حتى تدرك مثل هذه الحالات الإنسانية..؟!! (الفلول المحكومين بالإرهاب وجرائم القتل الجماعية تم إطلاق سراهم بالضمانة وبدونها)..!
لقد عمّ الابتهاج كل أنحاء السودان وأفاض بالسرور على (كل ذي كبد رطبة) لجلاء الحق وهزيمة باطل الانقلاب والإنقاذ وتهافت كيدهم الأثيم ضد الشباب الأحرار الأبرياء.. وأول من يعرف براءتهم الذين (فبركوا) تلك الاعتقالات والاتهامات العشوائية كيفما اتفق.. وفي تدبير خسيس خبيث لا يقوم على ساق. حتى يقولوا أن بين شباب الثورة مَنْ يرتكب جريمة مثل هذه..! وهم يعلمون سلمية مواكب الثورة وقد خبروها (مثل جوع بطونهم) بأنها مواكب ثوار على أقصى درجة من الالتزام بالسلمية ورفض العنف.. رغم الدهس والسحل والقنص و(الأوبلين) واقتلاع العيون..!! أين الذين قتلهم المتظاهرون من الشرطة أو من رقباء المخابرات على امتداد أربعة سنين من المواكب الحاشدة حتى يتم اتهامهم بقتل هذا الرقيب..؟!
في هذه القضية.. هل يستطيع احد أن ينسي واقعة الصبي الصغير الذي اختطفوه من أمام بيته ووضعوه وهو ذاهل أمام جبروت هيئة نظامية وضباط غلاظ عتاة.. وحبسوه في ذلك (المقر النظامي) ليشهد زوراً..ثم عندما رفض لأنه لم يشاهد شيئاً.. صبّوا عليه سوط عذاب وهددوه وأغرقوه في المياه النتنة وابتزوه بأنهم سوف يلصقون به تهمة مخلة بالآداب ويشوهوا سمعته في حيّه وبين أهله وذويه..!
يا لبؤس العدالة والنيابة العامة..أين هي من ذلك الذي جرى في هذه القضية الفضيحة..؟!
.. حتى القاضي الذي شطب هذا البلاغات الكيدية والاتهامات الواهية قال في قراره (إن هذه الدعوى شابها الكثير من الأخطاء الإجرائية في القبض والحبس والتعذيب.. خاصة أن احد شهود الاتهام جاء إلى المحكمة من مكان حبسه لمدة أسبوع في مباني الاستخبارات.. وأفاد بأنه تم القبض عليه وإرغامه بهذه الشهادة وهو لاعلاقة له بالحادث.. كما أن شاهد الاتهام الآخر مجروح الشهادة لأنه زميل المرحوم في العمل.. علاوة على أنه لم يشاهد من قاموا بضرب المرحوم.. وبما انه ليس هناك بينة ترقي إلى مرحلة الاتهام تقرر شطب البلاغ)..!
هيئة الدفاع عن هؤلاء الشباب الأبرياء تعتزم فتح بلاغات ضد من قاموا بهذه الاختلالات الجسيمة، وضد الذين حرّضوا شاهد الاتهام العجيب (جاد كريم) لاختلاق قصص غريبة من وحي خياله… وآخرين ساهموا في هذه التحريات المُخجلة وفعلوا كل ما في وسعهم لتعطيل العدالة… من أي طينة هؤلاء البشر؟.. الله لا كسّبكم..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى