الخرطوم ـ (الديمقراطي)
أبدى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان “أوتشا”، خشيته من عدم قدرة البلاد على شراء احتياجاتها من القمح.
وتسبب الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021، في تعليق تمويلات وقروض غربية تبلغ مليارات الدولارات بعضها مخصص للزراعة، إضافة إلى توقف وصول آلاف الأطنان من القمح من أمريكا مجانًا.
وقال مكتب أوتشا، في بيان حصلت عليه (الديمقراطي)، إن الاعتماد الكبير على الواردات من روسيا وأوكرانيا وارتفاع أسعار القمح السائدة في الأسواق الدولية، إلى جانب انخفاض احتياطيات العملات الأجنبية واستمرار انخفاض قيمة العملة الوطنية، يثير مخاوف جدية بشأن قدرة البلاد لتلبية احتياجاتها من القمح.
وكشف عن ارتفاع أسعار القمح، الذي يستهلك بشكل رئيسي في المناطق الحضرية ومعظمه مستورد، حيث كانت أسعاره في العاصمة الخرطوم في يوليو ضعف مستوياتها قبل عام.
وأضاف: “من المتوقع رسمياً أن تبلغ متطلبات الاستيراد للسنة التسويقية 2022 للقمح حوالي 2 مليون طن”.
وأفاد المكتب باستمرار ارتفاع أسعار الذرة الرفيعة والدخن في معظم الأسواق بسبب استنفاد المخزون بشكل أسرع من المعتاد من متوسط حصاد 2021 والمخاوف بشأن أداء موسم حصاد 2022، الذي سيتم جمعه اعتبارًا من نوفمبر.
وتابع: “من المحتمل أن تكون المنطقة المحصودة والعائد في عام 2022 قد تأثرت سلبًا بسبب الأمطار التي تقل عن المتوسط في بداية الموسم والتي تقيد الزراعة، والخسائر المحلية بسبب الفيضانات وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية، بما في ذلك الوقود، أدت زيادة الرسوم الجمركية، والتي أدت إلى تضخم أسعار الوقود وتكاليف النقل، إلى زيادة الضغط على الأسعار”.
وتسببت السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق عديدة في شهري أغسطس وسبتمبر الجاري، إلى خروج 240 ألف فدان من دائرة الإنتاج الزراعي حيث غمرتها المياه تمامًا.
وأشار المكتب إلى أن أسعار الحبوب بدأت في اتباع اتجاه متزايد مستمر منذ أواخر عام 2017 بسبب صعوبة وضع الاقتصاد الكلي، إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود والمدخلات الزراعية مما أدى إلى تضخم تكاليف الإنتاج والنقل.
وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.
