ورطة الحرب!!
لن تكن هذه الحرب التي خاضها جنرال الجيش وجنرال الدعم السريع بتخطيط كيزاني عميق هي أسوأ الحروب التي شهدتها البلاد على الإطلاق، لوجهها القبيح ومبرراتها الضعيفة، مقابل أن تزهق فيها عشرات الأرواح، لن تكون سوءتها في كونها أداة دمار وخراب، لكن لأنها كشفت أن الذين خاضوها يعيشون ورطة الخلاص منها الآن، هم الذين يحتاجون (ممرات آمنه)، ليصلوا نهاياتها اطراف خاسرة ولو ربحت لأنها وجدت ان وحشة الحرب وظلمتها، جبت كل الاحلام الوردية لأطماع والسلطة وبددت رغبة وشغف البقاء
فكلاهما خاسر لأنهم فشلوا في حسمها او في التوقف، ولأن المعركة قاتمة ولاحد يعرف مايدور، نجحت حرب الاعلام الموازي لها في بث الشائعة والتضليل ليكون المواطن الذي يقتله الرصاص والظمأ وربما غدا الجوع يجد نفسه انه يقع ضحية أكاذيبهم، مواطن يبخلون عليه حتى بالمعلومة الصحيحة في اجهزة الأعلام، مارسوا عليه هواية الكذب في الحرب مثلما كانوا يمارسونها في السلم، وفي الحكم.
اليس لهذا المواطن الحق في معرفة الحقيقة حتى يطمئن على بلاده تسير الى أين، شائعات واقاويل تحاصره كما يحاصره الموت والهم، اعلام بدل ان يخدم شعبه إنبرأ في خدمة مصالحه فبدلا من أن يكون سببا في اخراج الناس من ظلمة الكابوس ويأخذ بيده الى النور، أصبح يجره الى ميادين الحرب ليكون جزءا وشريكا فيها وهو الذي غير قادر على ان يعيش يومه طبيعي.
ابواق اعلامية كانت من قبل تباع وتشترى في سوق (مفروش) داخل القيادة العسكرية وخارجها تم شراؤها لمثل هذه الايام لخدمة كل طرف على حساب الوطن لتساهم في دمار الوطن بسلاح الكلمة، لاتسطيع ان تقف مع الشعب وتعمل لصالح الوطن هي تعمل طوال عمرها الإعلامي لخدمة البوت العسكري جيش كانت ام مليشيا لذلك تجد نفسها الآن في خدمة من كان يدفع أكثر ، هؤلاء يجب ام تم محاسبتهم كما سيحاسب الذين يخضون الآن حربا ضد الوطن والمواطن، اما الذين لزموا الصمت بالرغم من انهم كانوا اكثر ضجيجا قبل الحرب وقرعوا طبولها سيأتي يوما ويحاسبهم هذا الشعب على كل شي وإني ارآه قريبا.
ومازال ان لا خيار الي الجنح للسلم، ليس امامكم الا العودة الي التفاوض فهذا يجب ان لايكون الخيار الذي يخرجكم منها انما هو الخيار لمصلحة هذا الشعب الذي تقتلونه كل يوم اما بالرصاص واما بحبل الخوف وضيق العيش الذي يحيط بعنقه، توقفوا لكي تمنحوا الحياة للمرضى بالمستشفيات توقفوا من اجل الاطفال الذين يحتاجون جرعة دواء توقفوا لأجل كبار السن والمرضى في العنابر.
نحن نعلم أنها لعنة فض الإعتصام الذي اراد الله أن تلاحقكم الآن فيختار القدر ان يكون إقتصاصه من كل من شارك فيها، في ذات الارض وذات الشهر وذات الأيام، نحن ندرك ان الأمر الذي يجري الآن هو تفاصيل لمحكمة عدالة السماء وان الذي بيده الملك سينزعه ممن يشاء ويذل من يشاء ويعز هذا الوطن هذا وعد رباني فلن يعيش هذا الشعب عسرا فوقه عسره اليس هو القائل ان بعد العسر يسرا .
طيف أخير:
المجد للوطن والنصر للشعب والحاضر للثورة والمستقبل حكم مدني طال هذا الظلام او انقشع سحابه اليوم، فسيجد الجميع انه خاض معركة خاسرة سالت فيها الدماء بلا ثمن.
*نقلا عن الجريدة