تقارير

نقابة الصحفيين.. يوم الاقتراع

تقرير- القسم السياسي

في عملية انتخابية تُجرى بعد انقطاع دامٍ (33) عامًا، يتوجه الصحفيون صباح اليوم للإدلاء بأصواتهم لاختيار النقيب وممثلي مجلس النقابة في دار المهندس بضاحية العمارات. وبحسب لجنة الانتخابات، فإن التصويت سيتم خلال يوم واحد لاختيار منصب النقيب منفصلاً. فيما يكون لأعضاء مجلس النقابة عبر القوائم الـ (3) المعتمدة لدى اللجنة. وبحسب رئيس لجنة الانتخابات فإن القوائم ستكون منفصلة، ويجوز لأي ناخب التصويت في القوائم الـ (3) على أن يتعدى المجموع (39) مرشحاً، بينما تصبح البطاقة تالفة إذا تجاوز العدد (39)مرشحاً. وقد استبعدت لجنة الاستئنافات الخاصة بانتخابات نقابة الصحفيين السودانيين، أكثر من (30) مرشحًا لمعقد مجلس النقابة، ومرشحاً واحداً لمقعد النقيب، لعدم استيفاء شروط الترشح.

قوائم متنافسة

يُشار إلى أن القوائم المنافسة تشمل: “الوحدة الصحفية”، و”شبكة الصحفيين السودانيين”، و”التجمع المهني للصحفيين”. فيما يتنافس على منصب النقيب (7) مرشحين، (3) منهم يمثلون القوائم المتنافسة، بجانب (4) مرشحين مستقلين. ورشحت قائمة الوحدة الصحفية التي تضم: التجمع الديمقراطي للصحفيين السودانيين، والقائمة المهنية المستقلة، وكيان الصحفيات، الصحفي عبد المنعم أبو إدريس لمنصب النقيب، بينما سمت شبكة الصحفيين السودانيين أيمن سنجراب مرشحاً عنها للمنصب، فيما رشح التحالف المهني للصحفيين السودانيين ميسرة عيسى سالم. وقدم كل من: محمد مصطفى إلياس، ومحي الدين شجر، وشيرين أبوبكر، ودرة قمبو، أنفسهم كمرشحين مستقلين للتنافس على المقعد.

ركز برنامج شبكة الصحفيين على الدفاع عن حقوق الصحفيين، وتعهد ممثلوها المرشحون لمجلس النقابة بالعمل على منع سيطرة ملاك الصحف والمؤسسات الصحفية من احتكار المعلومات وتوجيه الرأي العام بما لا يدعم تحقيق أهداف الثورة السودانية. كما تدعم النقابة قيام شركات مساهمة عامة بواسطة الصحفيين ومملوكة لهم، بجانب وسائل الإعلام الحكومية والخاصة للمساعدة في تحرير الصحفيين من قبضة الملاك وانتزاع حقوقهم من حيث الدخل والعمل بحرية وامتلاك قرارهم المهني، الأمر الذي ينعكس على حرية الحصول على المعلومات وتمليكها للجمهور دون أي تأثير، ودفعت بأيمن سنجراب مرشحاً لكرسي النقيب.

رؤية التحالف المهني تقوم على الابتعاد بالنقابة عن المحاصصة السياسية وتشكيل نقابة مهنية حرة، وقال مرشح منصب النقيب، ميسرة عيسى محمد سالم، إن التحالف يعمل على تقديم نموذج ديمقراطي والدفاع عن حقوق وحماية الصحفيين ودعم التنظيم والارتقاء المهني، فضلاً عن السعي لبناء نقابة مهنية قوية ودولة مدنية ديمقراطية. وأضاف ميسرة أن رؤية التحالف تقوم على بناء نقابة تحمي الحريات وميثاق الشرف الصحفي، وتمثل جميع الصحفيين وحراس المهنة عبر تتويج نضالات الصحفيين والدفاع عنهم.

وتقول قائمة الوحدة الصحفية إنها ألزمت مرشيحها بدعم الانتقال المدني الديمقراطي ورفض ومقاومة ومناهضة أي توجه شمولي، وخصصت (25%) على الأقل من مرشحيها في مجلس النقابة للصحفيات.

وقال المرشح لمنصب النقيب بقائمة الوحدة، عبد المنعم أبو إدريس، إن قائمة الوحدة الوطنية التي اختارته كمرشح لمنصب النقيب تسعى لتقديم تجربة نموذجية للشعب السوداني كهدية، وأكد على أنها تعد تجربة تؤكد الرغبة الحقيقية للوصول إلى الديمقراطية ورسم الطريق المعبد نحو الانتخابات العامة. ودعا أبو إدريس المؤسسات الدولية والإقليمية والنقابات النظيرة على مستوى العالم، للنظر لتجربة نقابة الصحفيين السودانيين التي تعبر عنهم، ومن ثم التعامل معها على أساس أنها الممثل الشرعي. مؤكداً أن هدف وحدة الوسط الصحفي سيظل محل عمل مستمر ونداء قائم يجب الوصول إليه حالة فازت قائمته بالنقابة أو لم تفز.

وكانت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين السودانيين، قد أجازت في مارس الماضي بمشاركة (493) صحفياً من بين (933) صحفياً محلياً، إضافة إلى (186) صحفياً سودانياً عاملاً بالخارج.، نظامها الأساسي وميثاق الشرف الصحفي، واختارت ممثلين للجنة انتخابات المكتب التنفيذي للنقابة. ومهّدت إجازة النظام الأساسي وميثاق الشرف الصحفي واختيار لجنة الانتخابات للشروع في إجراء انتخاب نقيب الصحفيين ومجلس النقابة، التي تم حلها عقب الانقلاب العسكري للنظام المُباد في العام 1989 ومنحت لجنة الانتخابات الصحفيين خارج السودان وفي الولايات حق التصويت إلكترونيًا، ويضم الكشف النهائي للصحفيين الذين يحق لهم التصويت حوالي (1312) صحفياً داخل السودان وخارجه.

زخم نقابي

تمثل النقابات حجر الأساس للتحول الديمقراطي، وتكتسب انتخابات نقابة الصحفيين زخماً إضافياً لاعتبارات تتعلق بأنها يمكن أن تكون رأس الرمح في تشكيل نقابات تسند التطلعات في بناء دولة مدنية ديمقراطية. وتسابقت أجسام مهنية لتأييد انتخابات نقابة الصحفيين، حيث أعلن المكتب الموحد للأطباء ولجنة الاستشاريين والاختصاصيين ولجنة المختبرات الطبية ولجنة المعلمين، عن تأييدهم الواسع لانتخابات نقابة الصحفيين. وحيا المكتب الموحد للأطباء، الصحفيين السودانيين، وهم يخطون بقوة وثبات نحو إعادة تأسيس نقابتهم بعد حرمانهم من ذلك الحق الطبيعي لأكثر من ثلاثةِ عقود، بموجب القوانين التعسفية التي سنها النظام المباد لتدجين العمل النقابي وتمزيق وحدة منسوبيه وإخضاعهم. وأعلن المكتب الموحد للأطباء عن دعمه القوي لحق الصحفيين المشروع في تكوين نقابتهم، مستنكراً أي محاولات لتعطيل ممارستهم لهذا الحق، داعياً للمقاومة الصارمة لكل الممارسات التي تستهدف حرية التنظيمات المهنية والنقابية.

ووصفت لجنة المعلمين السودانيين انتخابات نقابة الصحفيين بأنها “من أميز التجارب الملهمة، تضاف إلى تجارب شعبنا الخلاقة التي ما فتئ يبتكرها لتعبيد الطريق أمام قطاره، الذي يسير قاصداً محطته الأبدية بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، ألا وهي انتخابات نقابة الصحفيين”. في السياق، قال التحالف الديمقراطي للمحامين: “إن انتخابات نقابة الصحفيين تجري في ظل ظروف عدائية لحرية العمل النقابي متمثلة فى انقلاب 25 أكتوبر 2021م، الذي قطع مسار التحول المدني الديمقراطي، والإصلاح النقابي، ووضع إمكانات الدولة والحكومة في مواجهة التطلعات المشروعة لشعبنا ولنقاباتنا”. وأضاف في بيان: “تستمد النقابة مشروعيتها من الجمعية العمومية، ولطالما اختارت الجمعية العمومية للنقابة طريقاً لاستعادة النقابة، واستوفت الشروط اللازمة لذلك، فإنها تكون قد أوفت بالمطلوبات على الرغم من استهداف حكومة الانقلاب”، لافتاً إلى أن دور الدولة التنظيمي حال غيابه بسبب عدم شرعية الحكومة لا تنال من صحة العملية الديمقراطية التي تجري الآن لاستعادة النقابة. فيما تجتهد سلطات الانقلاب لمحاصرة تدابير الاستعادة من خلال قانون الاتحادات المهنية لسنة 2004، وهو قانون لا علاقة له بالنقابات، والتدابير المتخذة حالياً لا تستند على قانون النقابات لسنة 2010 المعروف بنقابة المنشأ، بل تستند على اتفاقية الحرية النقابية لسنة 1948 وصادق عليها السودان في 26 مارس 2021، وأصبحت ملزمة قانوناً من تاريخ المصادقة، وبموجب هذه الاتفاقية تلتزم الدول الأعضاء بعدم التدخل فى تكوين النقابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى