الأخبار

مُذكرة من سودانيين بأمريكا للمجتمع الدولي تُطالب بإنهاء الانقلاب

الخرطوم ـ (الديمقراطي)

قدم السودانيون في الولايات المتحدة الأمريكية مذكرة إلى المجتمع الدولي تُطالب باتخاذ إجراءات ضد الانقلاب والضغط عليه لتسليم السلطة إلى المدنيين.

ونظم السودانيون الذين تدفقوا إلى مدينة نيويورك من أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات أمام مقر الأمم المتحدة، الخميس، بالتزامن مع تقديم قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان خطابه أمام الجمعية العمومية.

وأرسل السودانيون في أمريكا مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الأمريكي وأعضاء الكونغرس ورئيس مجلس الأمن ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش.

وقالت المذكرة، التي تحصلت عليها (الديمقراطي)، إن الشعب السوداني يتوقع من المجتمع الدولي “إدانة وبأشد العبارات الانقلاب العسكري ومدبريه وقادته مشفوعة باتخاذ إجراءات ملموسة ضدهم جراء عرقلتهم لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان، وممارسة أقصى الضغوط ضد الطغمة العسكرية القابضة، بما في ذلك الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها وإرغامها على تسليم السلطة للمدنيين وبدون أي مشاركة فيها من جانب الجيش”.

وطالبت بمساءلة مرتكبي الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في السودان طوال الفترة الممتدة بين 2003-2022، والسيطرة الكاملة لخزانة السلطة المدنية ووزارة ماليتها على كامل أصول وممتلكات الشركات الاستثمارية التابعة للجيش.

وأشارت المذكرة إلى أنّ جميع الفظائع والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السابق بقيادة السفاح المخلوع عمر البشير، ممثلاً في لجنته الأمنية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان زعيم الانقلاب الحالي في السودان، قد صدرت بشأنها عدة أوامر اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية ما تزال سارية ونافذة بحق المشتبه فيهم بارتكاب تلك الجرائم.

وأضافت: “لذا فإن استضافة السفاح البرهان الضالع في تلك الجرائم الشنعاء من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بصفتها الدولة المضيفة للمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك- ذات المدينة التي يشمخ فيها عالياً تمثال الحرية- إنما يبعث المجتمع الدولي برسالة واضحة لا لبس فيها إلى الشعب السوداني وسائر الأمم والشعوب المتطلعة إلى شمس الحرية والديمقراطية مفادها الاعتراف الرسمي بالانقلاب العسكري على الحكم الانتقالي المدني في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2021، فضلا عن شرعنة سلطته بمنحها أرفع مستوى تمثيل دبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة”.

وشددت المذكرة على أن “الانقلاب العسكري بقيادة السفاح البرهان ما زال تجسيداً ورمزاً لأعمق انتكاسة سياسية في مسار التحول الديمقراطي في السودان، إذ ظل عقبة كأداء أمام أي خطوة نحو التحول إلى الحكم المدني الديمقراطي الكامل، في ذات الوقت الذي يكرس فيه كل موارد الدولة وتشريعاتها وقوانينها ونظمها الإدارية لإحياء واستعادة النظام البائد الذي دكّت حصونه ثورة ديسمبر المجيدة وأطاحت برأسه، السفاح المخلوع البشير في 11 أبريل 2019”.

وأضافت: “إنه ذات النظام الذي جرٌّ بلادنا إلى وهدة هاوية لا قرار لها من الإرهاب والاستبداد وفساد الدولة المقترن بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يندى لها جبين البشرية خجلاً، ليس أقلها وصم الإبادة الجماعية والتعذيب وبيوت الأشباح وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

وأكدت المذكرة على أن عبدالفتاح البرهان كان اليد الباطشة لزعيمه السفاح البشير الذي عينه في عام الإبادة الجماعية في دارفور قائداً لمليشيا الجنجويد، حيث لم تكن تلك الجرائم الآثمة سدرة منتهى خوضه وولوغه في دماء السودانيين، بل تُمسك بتلابيب الجنرال البرهان أيضا كامل المسؤولية عن مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019، وهي جريمة بشعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية التي اُرتكبت على مرأى ومسمع منه أمام بوابات قيادته العامة في وضح النهار وعلى مدى عدة ساعات لعلع فيها رصاص القوات النظامية والمليشيات وكتائب الظل، فحصد المئات من أرواح الشهداء الأبرياء وأصيب وأصبح في عداد المختفين والمجهولين منهم مئات وآلاف أخرى.

وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.

ومنذ 25 أكتوبر 2021، ظلت لجان المقاومة تقود الاحتجاجات السلمية ضد سلطات الانقلاب، بينما ظلت القوات الأمنية تواجه المظاهرات السلمية بالعنف المفرط، ما أدى لاستشهاد 117 متظاهرا.

وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى