الرأي

مهنة نبيلة ورسالة سامية

*لسنا من أنصار المقارنة بين أوضاعنا وأوضاع غيرنا في العالم، خاصة في عالمنا الإفريقي والعربي الذي تعاني شعوبه الأمرين، جراء استمرار الخلافات والنزاعات المسلحة الداخلية.

*كذلك لا نقبل تبرير ما يجري لنا بمقارنته بما يجري لغيرنا في الدول المحيطة، لأننا لا نرضى لأنفسنا كما لا نرضى لغيرنا من الأشقاء استمرار الأوضاع المأساوية التي يعاني منها المواطنون، بل نتطلع دائماً إلى غدٍ أفضل لنا ولهم.

*عندما نتحدث عن استحقاقات السلام والحوار والتحول الديمقراطي، ونؤكد ضرورة كفالة الحريات خاصة حرية التعبير والنشر، يقول البعض: “إن أوضاع الصحافة في السودان أفضل من غيرها في البلاد المجاورة”.

*تذكرت هذه المقارنات السالبة التي لا تخدم لنا ولا للآخرين قضية، وأنا أطالع رد الصحفية العراقية، وداد فرحان، في تعقيبها على السفير العراقي بأستراليا، الذي أعادت نشرة صحيفة (بانوراما) العراقية التي تصدر في أستراليا نقلاً عن صحيفة (الحقيقة) العراقية.

*بالطبع، نحن لا نتدخل في الشؤون العراقية الداخلية، وإن كنا حزانى بالفعل على المآلات التي سببتها الخلافات والنزاعات التي ما يزال الشعب العراقي يدفع ثمنها غالياً، نتيجة استمرار الفتن الداخلية المدفوعة من الخارج، والتي أصبحت تهدد العراق وأمنه واستقراره ووحدته وحضارته ومستقبله.

*ما يعنينا هنا هو ما قالته الصحفية العراقية، وداد فرحان، فيما يتعلق بالصحافة، لأنها قالت حقيقة يجب أن نحترمها جميعاً لتأمين وتعزيز دور الصحافة الأهم في بلادنا عامة.

*قالت وداد فرحان: “إن الصحافة مهنة نبيلة تعلمنا منها الدفاع عن الحقيقة التي نرى فيها خدمة الوطن والمواطنين، ومن بحر علوم الصحافة تعلمنا كيف نبتعد عن شخصنة أي قضية تنبري أقلامنا للكتابة عنها تجسيداً للموضوعية وخدمة للعدالة، هذا هو هدفنا ولا هدف سواه”.

*مضت الصحفية العراقية قائلة: “ما دخل البلد ومخاضه العسير في كشف حقائق تخص هذا المسؤول أو ذاك، بل إننا نعتبر أن كشف فساد أي مسؤول في الحكومة العراقية سيساهم في خلاص العراق من هذا المخاض العسير”.

* يبدو أننا جميعاً في هم الصحافة “شرق”، لأنه في حقيقة الأمر الصحافة فعلاً مهنة نبيلة ورسالة سامية، ينبغي كفالة حريتها وحمايتها من كل أنماط الإجراءات الاستثنائية التي تعرقل مساعي: استرداد الديمقراطية، وتسليم السلطة الانتقالية للمدنيين، ودفع استحقاقات السلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.

[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى