الرأي

مهزلة جديدة

مهزلة جديدة

صفاء الفحل
أنت شاب، إذاً أنت مضطهد ومجرم في هذا البلد العجيب. نعم أن تكون شاباً في بلد الكجر واللاقانون واللجنة الانقلابية والجنجويد، فأنت متهم بـ (الثورجية)، وهي -بالمناسبة- تهمة خطيرة تلصق على كل من لا تهمة واضحة له.
وبما أنك ثورجي، فأنت أيضاً متفلت، وتستخدم المخدرات، وضد الجيش والوطن، وعاطل، وصعلوك، وفيك كل عيوب الدنيا.
هذه بكل أسف نظرة العسكر والكجر والجنجويد لشباب هذا الوطن، أو هكذا رسخ المسؤولون لقمع الاحتجاجات التي يخرجون فيها للمطالبة بحكومة مدنية.
صاروا يتعاملون مع كل شاب أو شابة يقع في أيديهم من هذا المنطق بالضرب والإساءة والتنكيل، فيزرعون بذور الكراهية والغل في نفس كل سوداني لكل ما يرتبط (بالكاكي)، بغض النظر عن إلى أي الجيوش ينتمي في هذا البلد (الهامل) الذي تحكمه عشرات الجيوش.
نظرة مؤسفة جعلت كل شباب الوطن يفكرون في الهجرة أو الشهادة، بينما تواصل وزارة الداخلية تصريحاتها المثيرة للدهشة بأن بين مواكب الشباب مجموعات إرهابية مسلحة ومنظمة، وكأنما الأمر يعني الثوار أكثر مما يعني السلطة القائمة التي تقتل وتغتصب وتسرق بلا وازع من ضمير أو أخلاق أو دين. وتقول ذلك بلا خجل، وهي لم تقدم دليلاً واحداً يعضد تلك المزاعم.
بكل تأكيد، فإنه لم يصدق أحد تصريحات المسؤولين الموجودين على سدة الحكم اليوم، أو يستمع إليها. هم امتداد للنظام الكيزاني الذي قال فيه مدير شرطة كسلا بصورة مضحكة، إن الشهيد أحمد الخير مات مسموماً، وقال قوش إن أحد الشهداء أصيب عن طريق فتاة كانت تحمل بندقية صيد في شنطتها.
وهكذا خزعبلات من أبواق الكيزان.

شباب الوطن.. شباب الثورة

هذا البيان الأجوف لا يتعدى أمرين: أن الشرطة تبحث عن (فرمان) من البرهان لمزيد من القتل والتنكيل أو تهديد غير مباشر للثوار، بأنه لن يتوقف عن السحل والقتل والإرهاب، رغم تأكدهم على أن هذه الثورة لن توقفها مثل هذه البيانات الهزيلة.
رغم ذلك، تقدم السلطة الانقلابية بياناً هزيلاً من خلال لجنة حقوق الإنسان، تؤكد فيه أن العصابة الحاكمة تحكم بالعدل، وكأن العالم جاهل بما يفعلون.
لكننا نؤكد أيضاً أن الثورة ستستمر، وعلى كل من أجرم في حق هذا الشعب تحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية. وعلى القوات الأمنية تحمل مسؤوليتها في حماية الاحتجاجات السلمية، مثل ما تنص عليه الاتفاقات الدولية، إلا إذا كانت لديها نوايا أخرى، رغم أن ذلك ليس ذي أهمية لدى الثوار، فإما الحرية أو الموت أرحم.
الرحمة والخلود لكل الشهداء..
والخزي والعار للمنافقين والأرزقية..
والثورة مستمرة..
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى