الرأي

من يعلم هؤلاء الوطنية؟

يبدو أن الشعب السوداني موعود بالوجع في كافة الاتجاهات حتى الرياضة، حيث لا إحساس بالغيرة الوطنية أو النخوة كباقي شعوب العالم، ولا فرق بين النصر والهزيمة في نظر هؤلاء اللذين يتلاعبون باسمنا في المحافل الدولية رغم المؤازرة الكبيرة التي يجدونها من كافة قطاعات الشعب وهي تؤمل، لعل الفرح المفقود يأتي من تلك الأقدام التي تصيبنا بالحسرة في كل مرة.
لا أحد يحاسبهم، يخرجون من الملعب وهم يضحكون رغم الخسارة، لا يهمهم في ذلك الإحباط الذي يعاني منه الملايين نتيجة ذلك الفشل، يركبون الفارهات، ويغمرهم بعض المغفلين بالمليارات، لذا فإن زراعة الفرح والغيرة على الشعار والوطن هو آخر ما يفكرون فيه، طالما أن وراءهم (مطبلاتية) سيرمون باللوم على التحكيم وأرضية الملعب والطقس السيء، ولم نسمع يوماً بقول الحقيقية إلا من خلال حديث (الرشيد بدوي عبيد) الشهير، والذي شاء المولى أن يخرج فيه الحقيقة للشعب على لسانه، وهو الخبير الذي عاشر اللاعبين عشرات السنين.
علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وأكثر واقعية، فبالتعادل المخيب للآمال للهلال أمام صن داونز الجنوب أفريقي، والتعادل القاسي للمريخ أمام الترجي بات في حكم المؤكد خروج فريقي القمة من البطولة الأفريقية (بلا حمص) كالعادة، ليس لأن الدعم لم يتوفر لهما، أو أن الإمكانيات لم توضع تحت أقدامهم، بل لأن العقلية التي يتعاملون بها مع المباريات مادية، والمقاتل من أجل المادة هو الأسرع استسلاماً، ولا يكون الثبات والفداء والإقدام إلا إذا قاتلت من أجل وطن تحبه، وهؤلاء لا علاقة لهم بالوطن والوطنية.
لاعبونا لا تنقصهم المهارة أو اللياقة، بل تنقصهم الغيرة والوطنية. وهو انعكاس طبيعي كافة المجالات الأخرى التي تنقصها الوطنية: سياسية، اقتصادية، وغيرها، فالوطن وأفراح الناس هي آخر اهتمامات الجميع، وجيل الشاب الحالي والأجيال القادمة بدأت تستشعر الوطنية بعد انفجار ثورة ديسمبر العظيمة، وعلينا استغلال الأمر بزيادة الجرعات الوطنية في المدارس، بكل تأكيد بعد رحيل البرهان ولجنته الأمنية. إذ لا أحد يمكن أن يستمع للدروس الوطنية، ومن يحكمون بعيدون عن الروح الوطنية.
حب الوطن والغيرة الوطنية هي العلامة الفارقة التي تفصلنا على التقدم والرقي والاستقرار، الأنانية وحب الذات وعدم التفكير في الآخر هي التي دمرت هذا الوطن. ولا فرق هنا بين الضابط في الجيش أو التاجر في السوق أو الموظف أو العامل، لأننا إن لم نتعلم الوطنية وحب التراب والغيرة عليه لن نتقدم في أي مجال كان.
حبوا وطنكم أولاً ثم ابدأوا في تشغيل معاول البناء، فلن يقوم بناء ونحن لا نحب أوطاننا.
الثورة مستمرة ..
والقصاص أمر حتمي ..
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى