الرأي

من ضرائب الغربة: The Single Parents

*أثارت إحدى السيدات السودانيات في أحد قروبات التواصل الاجتماعي قضية اجتماعية خطيرة، بتناولها ما أسمته (أحلام الرعب) في دول المهجر، أو ضريبة الغربة في البلاد المختلفة ثقافياً.

*تحدثت السيدة بصراحة لا تخلو من مرارة عن بعض أوضاع الأسر السودانية التي تأثرت سلباً بتداعيات الحياة، في مثل هذه المجتمعات التي أفرزت بعض الحالات السالبة، مثل انفصال بعض الأمهات وحياتهن في مساكن منفصلة، وبالتالي انفصال الآباء في منازل منفصلة أيضاً، والآثار السيئة المترتبة على الأبناء والبنات.

*ركزت هذه السيدة حديثها على تسلط الرجل السوداني وعنفه، مقارنة بالواقع الاجتماعي الذي تعيش فيه، حيث المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات والمسؤوليات. كما تحدثت عن انشغال النساء السودانيات باكتناز الذهب والمجوهرات، لكنها لم تتحدث عن سوء استغلال المرأة للحقوق التي وجدتها في هذه المجتمعات على حساب تماسك الأسرة.

*أشارت أيضاً لبعض المخاطر والمهددات الأخلاقية في هذه المجتمعات المفتوحة التي قد تؤدي للانحراف والوقوع في براثن الرزيلة، أو الانجراف نحو الغلو والعنف ضد المجتمع المحيط.

*هذه نماذج لبعض المهددات المحدقة بالأسر السودانية، وبكل الأسر في مثل هذه المجتمعات التي تكفل حتى للأطفال حماية قد يستغلونها للإفلات مما يعتبرونه قيود الأسرة وضوابطها الصارمة. لكنها تظل حالات متفرقة وإن ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجة عوامل كثيرة، لا يمكن تبرئة الآباء والأمهات من مسؤوليتهم تجاهها.

*بالطبع لا يمكن إلقاء اللوم على المجتمعات المفتوحة التي تزخر بالإيجابيات والمحاسن، خاصة أن المهددات الأخلاقية موجودة في كل المجتمعات البشرية، وهناك أسر محافظة ومتماسكة ومستقرة في هذه المجتمعات المفتوحة، مما يعني أن العيب ليس فيها.

*في هذه المجتمعات قوانين تحكم العلاقات الاجتماعية والأسرية وحقوق المرأة والطفل يجب احترامها، لكن دون التفريط في واجب الحرص على عدم استغلالها في هدم الحياة الأسرية لمجرد وجود خلافات أو ضغوط يمكن تجاوزها بالتي هي أحسن.

*إن الحياة المادية القاسية تستوجب المزيد من التفاهم بالحسنى، ليس فقط بين الآباء والأمهات، وإنما بينهم وبين الأبناء والبنات الذين نشأوا في بيئة اجتماعية وثقافية مختلفة، فهم/ن في أمس الحاجة للتفاهم الإيجابي معهم/ن دون إفراط أو تفريط، لكسبهم/ن عاطفياً وأخلاقياً، والحفاظ عليهم/ن بدلاً من تركهم/ن يخرجون من محيط الرعاية الأسرية ليواجهوا المجهول وحدهم/ن، في طاحونة الحياة المادية التي لا ترحم الكبار ولا الصغار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى