الرأي

من صحف أمس

(الشيوعي يعترف بتسببه في الأزمة السياسية الحالية)

عوض أبوشعرة

هذا التصريح أقل مما هو مطلوب من الحزب الشيوعي، فما فعله الحزب الشيوعي بالثورة لم يفعله بني كوز بها، حتى إننا بلغنا معه حداً صعبت علينا فيه معرفة من هو شيوعي مع الثورة التي خرجت ضد النظام المتأسلم القديم، وبين من هو متأسلم ويقف ضد الثورة عن قناعة. فقد ركب الشيوعي في نفس مركب المعادين للثورة، فمقاييسنا لذلك هي الأفعال وليست الأقوال، وأفعال الحزب الشيوعي كانت ملكية أكثر من البرهان وعلي كرتي.

كما أن ما فعله الحزب الشيوعي ببعض عقول الشباب غير المكتسب للخبرات السياسية تجعله يستطيع أن يفرز بين ما هو صالح وما هو شيوعي شمولي إقصائي، أكثر بكثير من مجرد اعتذار في نصف سطر. الشيوعي، وبقدرته الفريده على تدبيج المقالات الثورية والشعارات الرنانة عاث في الساحة السياسية على طريقة (ديك العدة)، ولولا تماسك القابضين علي جمر القضية بلا انتماءات ضيقة لضاعت الثورة من فرط ما حاول الشيوعي أن يستأثر بها لنفسه دون أدنى اكتراث لخطورة ما يفعله بوحدة قوى الثورة، وهي الضامن الوحيد لانتصارها في النهاية.

لا يكفي أن يعترف الحزب الشيوعي بسطر في خبر في صحيفة قد يقرأه البعض، وقد لا يقرأه أحد. إنما المطلوب منه أن يكون أكثر شجاعة ويعلن ذلك عن طريق مؤتمر صحفي، ثم يعلن توبته عن أحلامه الأحادية ويعلن كذلك انضمامه لركب كل قوى الثورة الأخرى لإسقاط الانقلاب، خصوصاً أن بعض منتسبيه لايزالون يدبجون البيانات التي ترفض الدعوة الشجاعة التي أطلقتها معظم لجان مقاومة الخرطوم وبعض الولايات الأخرى، بإعادة كل قوى الثورة لحضن واحد لإسقاط الانقلاب، خصوصاً أن كيانات نقابية كثيرة قد لملمت أطرافها، مع انتظام مؤسسات كبيرة في دعوات للإضراب ستعجل بإسقاط البرهان ومن خلفه آخرين من الحالمين بعودة دولة الفساد العلني لمربع اللغف الشره المحمي بالقوة الغاشمة. فهل يفعلها الحزب الشيوعي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى