تقارير

منهج تاج الحافظين .. عودة النفوذ القديم

الديمقراطي- أم زين آدم

جاء في الأخبار ان وزير التربية والتعليم المكلف من سلطة الإنقلاب، محمود سر الختم الحوري، وخلال ورشة ناقشت نظام تعليم منظومة تاج الحافظين أنه قد تم تنوير مدراء التعليم بالولايات لتأسيس مدارس بجميع الولايات، تعتمد على نظام تعليم تاج الحافظين. واصدرت اللجنة العليا لنظام تاج الحافظين قرارا بعودة المدارس بنفس قوتها عند قيامها في العام2012.

شراكة

وكانت منظومة مدارس تاج الحافظين من بنات أفكار القيادي بالنظام البائد أحمد علي الفشاشوية، حين شغل منصب رئيس مفوضية الإيرادات بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي الاتحادية، وكون شراكة لتأسيس هذه المدارس بشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة الضمان الاجتماعي. ومنذ تأسيسها الى قبل سقوط النظام اسست المنظومة 302 مدرسة، 340 خلوة، في 15 ولاية بلغ عدد طلابها 7800 طالب، وبلغ عدد المدارس بولاية الخرطوم 48 مدرسة، 95 خلوة ويدرس بها 136 شيخا، ووقتها اشادت وزيرة الضمان الاجتماعي وداد يعقوب بدور ديوان الزكاة بالجهود التي بذلها لنجاح التجربة، ووصفها علي عثمان محمد طه بأنها تجديد لدورة المشروع الاسلامي لتستمد الإنسانية منها نورا جديدا، وهي تمثل تحديا أمام كل التعليم العالي الذي يحتاج الى رافعة جديدة، متمنيا ان تكون تاج الحافظين هي الرافعة التي تنتج فكرا إسلاميا وتنجز ما هو أكثر من مجال التأصيل في العلم وتعزيز التوجه الإسلامي.

النظام المعتمد

نظام تاج الحافظين معتمد من قبل وزارة التربية والتعليم وقال مدير ادارة التعليم الديني بالوزارة أزهري حسين انه تم عرض المنهج على مختصين لتطويره وتعميم التجربة على الولايات.

ويشمل النظام أربعة مستويات للتعليم تبدأ من رياض الأطفال والابتدائي، المتوسط والمرحلة الثانوية، ويعتمد النظام بالاساس على تحفيظ اجزاء من القرآن الكريم. ففي مستوى الرياض يتم حفظ “جزء عمّ” و”جزء تبارك”، بجانب تعليم القراءة والكتابة ويدرس اللغتين، العربية والإنجليزية، والرياضيات والتربية الاسلامية. وفي المرحلة الابتدائية يكمل الطالب حفظ كتاب القرآن في الصف الرابع مع دراسة المواد الاساسية، ليجلس لامتحان المرحلة الابتدائية قبل عام من رصفائه في التعليم العام، وفي المرحلة المتوسطة يراجع الطالب ما حفظه من القرآن مع دراسة الفصل الأول والثاني في عام واحد مدته 10 شهور ويجلس لامتحان المرحلة المتوسطة بعد عامين وليس ثلاثة أعوام كما في مدارس العليم العام، وفي المرحلة الثانوية يدرس الفصلين الاول والثاني سبعة أشهر لكل فصل بعدها يجلس لإمتحان الشهادة السودانية.

وكانت لجنة إزالة التمكين صادرت 88 قطعة أرض من الفشاشوية وتم القبض عليه بتهمة الفساد.

كارثة قومية

وافاد وزير التربية والتعليم في فترة الحكومة الانتقالية الأولى وخبير التعليم بروفسور محمد الأمين التوم، افاد في حديثه مع (الديمقراطي) بأنه حال حاولت الوزارة بتعميم منهج تاج الحافظين على المدارس الحكومية في كل الولايات يكون ذلك كارثة قومية، لجهة ان نظام تاج الحافظين يقوم بصورة أساسية على تحفيظ القرآن والطلاب الراغبين في حفظ القرآن متاح لهم ذلك في اي خلوة. والتعليم في المدرسة يتم وفق زمن محدود يبدأ الساعة السابعة صباحا وينتهي منتصف اليوم حسب مستوى الفصول والمراحل الدراسية، مثلا في الصف الأول تدرس اللغة العربية والرياضيات والتربية الاسلامية، ومن ثم تتطور المواد كل ما تقدم الطالب في الفصول الدراسية ويتلقى حصصا في العلوم والتاريخ والجغرافيا وعلوم الحاسوب والتربية المدنية، فيبقى السؤال هل هناك زمن متاح للطالب وفرص كافية لدراسة بقية العلوم اذا كانت منحت نصف الزمن الدراسي لتحفيظ القرآن!.

وذهب بروفيسور محمد، الى انه كفى من المتاجرة بالدين، وقال يجب عدم التجاره بعواطف الناس لجهة ان حفظ القرآن يفيد الطفل في تقوية ادائه في اللغة العربية، لكن ماذا يفيده في العلوم الأخرى في الجفرافيا والحاسوب وغيرها، فالعملية التعليمية تهدف لتخريج طالب مفيد لنفسه ومجتمعه ووطنه في كل المناحي، وطالب بضرورة اعمال العقل والموضوعية للمناقشة في طرح مثل هذا المنهج ومعرفة ساعات الدراسة الاسبوعية لكل مادة .

وكتب بروفيسور مهدي أمين التوم على صفحته بفيسبوك، بأن إعتماد وزارة التربية لنظام تاج الحافظين يمثل انتكاسة تربوية علنية لجهة ان النظام أخواني الهوى والهوية وطالب الثوار بضرورة ان يلحقوا نظام التعليم حتى لا تتحول المدارس الى خلاوي والمراحل التعليمية الى دغمسة، وقال: الانقاذيون يعودون بقوة الى وزارة مهمة ظلت بلا وزير منذ عهد رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى