قضايا فكرية

مقابلة مع ميشيل كيلو | روسيا اليوم

روسيا اليوم …..
مرحباً بكم مشاهدينا الكرام في حلقة جديدة من برنامج حديث اليوم.

اليوم سنتحدث مع المعارض السوري ميشيل كيلو الذي يزور فرنسا حالياً، سنسأله عن رؤيته لحل الأزمة في سورية وأيضاً عن علاقة المعارضة في الداخل بالمعارضة السورية في الخارج.

سيد ميشيل كيلو مرحبا بك على شاشة روسيا اليوم.

يا أهلا وسهلا…..

كيلو: أنا شخصيا سأذهب الى الحوار ولوعارض كل الشعب لاني اريد ان أعمل بشكل صحيح

أولاً: الكلام حول لا حوار مع نظام بشار الأسد، نحن حاورنا نظام بشار الأسد، وهذا الكلام ليس صحيحاً أننا لم نحاوره. الشباب في الشارع قالوا لا حوار، نحن حاورنا كأشخاص وقوى سياسية، قبل أن يقول الشباب لاحوار، نحن حاورنا، ونحن سنحاور إذا كان الحوار يخدم حراك الشارع، او يدفع بالكتلة المحايدة إلى الشارع، أو يقنع أطراف النظام بضرورة إيجاد حل سياسي. أنا شخصياً سأذهب إلى الحوار، إذا كان هذا ـ ولو عارض كل الشعب السوري ـ فأنت في النهاية إما تعمل بشكل صحيح أو بشكل خاطئ. نحن حاورنا والتقينا بأعضاء القيادة القطرية والتقينا بنائب رئيس الجمهورية والتقينا بوزراء والتقينا بهيئة الحوار،

والتقينا بمستشارة رئيس الجمهورية، وقلنا خلال الحوار نحن نريد ان توقفوا الحل الأمني، لأن الحل الأمني يسد الباب أمام الحل السياسي الذي مدخله الحوار. فإذا كان الحوار لن يؤدي إلى حل سياسي، فلماذا الحوار؟ أنتم تريدون الحوار إذاً لكي تغطوا الحل الأمني، ونحن لن نغطي لكم الحل الأمني لأننا بهذه الحال نكون قد شاركناكم بفظاعة فظيعة ضد الشعب. أما إذا كان الهدف من الحوار إيجاد حل سياسي لأزمة سورية الحالية ـ باعتبارها أزمة وليست مؤامرة، باعتبارها مطالب شعبية وليس عصابات مسلحة ـ فنحن على استعداد. ذهبنا وحاورنا وقلنا رأينا، ثم قلنا يجب أن يتوقف الحل الأمني، يجب ان يسمح بالتظاهر السلمي، يجب أن يطلق سراح عشرات آلاف المعتقلين ـ فغالبيتهم ابرياء ـ ويجب أن تكون هناك قناة موحدة من النظام للحوار، وقناة موحدة من المعارضة، وليس الاتصال بمائة طرف ليقال بأن هذه هي المعارضة كي يتم تشتيت المعارضة، ويجب أن يكون هناك برنامج للحوار، موضوعات للحوار، ويجب أن يكون هناك فترة زمنية للحوار وجدول زمني للحوار ويجب أن تكون هناك نتيجة معروفة مسبقاً للحوار. لاا يمكن أن نوافق لا نحن ولا أي أحد آخر على النظام الراهن باعتباره مرجعية، بمعنى سنعيد إنتاج النظام الراهن مستقبلاً، إذا أردنا الحوار فيجب أن يكون الهدف إعادة إنتاج نظام مختلف عن النظام الحالي، نظام انتقالي يأخذنا إلى الديموقراطية.

كيلو: هدفي من الحوار هو الدفع بجمهور واسع من المحايدين الى الشارع
أنا أريد أن أقنع الشعب أن هناك حل غير الحل الأمني، وأن النظام لا يريد هذا الحل، وأنا أريد أن أقول للشعب أنت كشعب تريد حلا ديموقراطيا، وأنا أقدم للنظام رؤية لحل ديموقراطي، والنظام لا يريد هذه الرؤية. وأنا أريد أن أحقق هدفي الثاني من الحوار، وهو الدفع بجمهور واسع من المحايدين إلى الشارع، وليس لدي أوهام بأن النظام سيسقط بالحوار، أو سأغير النظام بالحوار.

كيلو: كتبت مقالة عام 1976 تدعو الى تغيير النظام
لا الآن لا يوجد حوار. النظام لا يريد حوار، لأنه يقول أنه أنهى الأزمة فعلى ماذا سيحاورك؟ على الإصلاح. عندما تقول له هذه المطالب إصلاحية، يقول لك أنا أقرر. على ماذا ستحاور؟ أنا أقول ومنذ زمن، منذ عشرة أعوام، وكنت أول من قالوا أنه يجب تغيير النظام. وأنا من سنة 1976 كتبت مقالة في جريدة نضال الشعب، التي كان يصدرها الحزب الشيوعي السوري عنوانها من اجل تغيير وطني ديموقراطي، في عام 76. بجب أن يتغير النظام باتجاه وطني وديموقراطي.

المراسل: الهدف الآن هو التخلص من نظام بشار الأسد. السؤال كيف؟
كيلو: بالشارع، وحراك الشارع، وضغوط الشارع، واستمرار الاحتجاج على النظام الراهن في الشارع.

كيلو: الرهان ليس ان يهزم الشارع النظام، بل الا يهزم النظام الشارع
هذه ثورة كبيرة يقوم بها شعب ضد نظام على درجة عالية من التنظيم والتماسك … إلخ. ونحن نعرف أنها لن تكون مسألة سريعة، الرهان في سورية ليس على أن يهزم الشارع النظام، أنا أراهن على أن يعجز النظام على هزيمة الشارع. عند إذ سيضطر النظام لإيجاد طريقة أخرى في التفكير غير الحل الأمني وغير العنف وعندئذ سيكون هناك حل، ستكون هناك بيئة لحوار حقيقي، ولتغيير حقيقي، إذا عجر النظام عن هزيمة الشارع، ونحن واجبنا أن نجعل النظام عاجزاً عن هزيمة الشارع.

كيلو: نعمل لانتاج نظام حر لكل السوريين ولحزب البعث ايضا حصة فيه
بالدرجة الأولى وحدنا، إذا كان الخارج سيساعد، فنحن نريد مساعدات من هيئات دولية، من منظمات شرعية دولية، بقوانين دولية وبعهود ومواثيق دولية لها أولولية على العهود والمواثيق الداخلية، ونريد ان يتم ذلك في إطار الشرعية الدولية، ونريد أن يتم ذلك في إطار الحفاظ على الدولة السورية، وعلى وحدة المجتمع والشعب في سورية، وعلى انتاج نظام حر لكل السوريين حصة فيه بما في ذلك حزب البعث العربي الاشتراكي.

كيلو: نحن ضد التدخل العسكري حتى لو ذبحنا النظام لآخر شخص
نحن ضد التدخل العسكري، قولاً واحداً، اليوم وغداً وبعد عشر سنوات، ضد التدخل العسكري، حتى لو ذبحنا النظام حتى آخر شخص، نحن لا نريد تدخلاً عسكرياً. نحن نناضل من أجل الحرية ولا نريد أن تضاف إلى عبوديتنا الحالية عبودية الخارج، لا نريد أن تقع سورية بين أيدي قوى خارجية، أو أن تكون جزءاً من صراعات بين قوى دولية وقوى خارجية. سورية فيها شعب مسالم عدده صغير يريد أن ينمي نفسه، يريد أن يبني نفسه في إطار الحرية والتقدم، ولا يريد أن يتحول إلى ألعوبة بين أيدي قوى كبرى أو إلى معسكر لقوى كبرى أو قوى أجنبية، ولا يريد أن يفقد استقلاله وأن يفقد حريته. نحن نقاتل من أجل الحرية كي تبقى بلادنا أيضاً مستقلة، ولا نقاتل لكي نلحق سورية لا بأميريكا ولا بروسيا ولا بأحد في العالم.

المراسل: كيف سيتدخل العالم إذاً لمساعدتكم؟
كيلو: الأمم المتحدة، قلت لك الأمم المتحدة.
المراسل: ماذا ستفعل الأمم المتحدة؟
كيلو: حماية المدنيين، تستطيع الأمم المتحدة أن تقرر حماية المدنيين، عبر وفود، بعثات، مراقبين، مندوبين مقيمين في سورية، رسميين عليهم موافقة دولية، ويراقبون ما يجري في البلد من مجازر ومن قتل للأبرياء من كل الأطراف. ليس فقط من السلطة، إذا كان هناك عصابات مسلحة، أيضاً يراقبون هذه العصابات المسلحة.

المراسل: سيد ميشيل المراقبة لا تحمي المدنيين!
كيلو: المراقبة تحمي المدنيين، المراقبة تخلق رأياً عاماً، المراقبة تخلق تحضيرات سياسية مفيدة فعالة، المراقبة ترفع معنويات الناس وتشعرهم بأنهم يتمتعون بحماية دولية بان هناك شيئاً يحميهم، وهذه وظيفة المراقبة وليست وظيفتها أن تسقط النظام أو ان تحرر البلاد.

المراسل: لكن المراقبة لا تستطيع أن تتصدى لمن يحمل السلاح!
كيلو: لا تستطيع أن تتصدى لكنها تستطيع أن تقول “في هذه المنطقة توجد عصابات مسلحة تقتل الأبرياء، أو تقتل الجيش، أو تقتل موظفي الدولة. وهنا توجد أجهزة أمنية تقتل المدنيين أو تقتل الأبرياء أوتقتحم البيوت” هذا تستطيع أن تفعله.

كيلو: المعارضة ليست موحدة بالشكل الكافي
المعارضة ليست موحدة بشكل كافي، المعارضة هي فعلياً جسم واحد ولكن لديها كيانان تمثيليان، أحدهما في الداخل والآخر في الخارج، في الداخل هيئة التنسيق والخارج هو المجلس الوطني. ونحن نتمنى أن يكون هناك علاقة تواصلية وتفاعلية وتكاملية بين هذين الكيانين لأن للكيانين تقريباً نفس الأهداف والمنطلقات الواحدة. جميعاً نريد دولة ديموقراطية مدنية تعددية، دولة حريات، دولة مواطنة… إلخ. وإن كنا نختلف على بعض الطرق، بعض الأساليب، على بعض المواقف، نحن نختلف عنهم اننا نعطي أهمية كبيرة للحراك السلمي…

المراسل: من تقصد بنحن؟
كيلو: المعارضة الداخلية. نعطي اهمية كبيرة للحل السياسي، للعمل السياسي، دون ان نعلق اوهاماً كبيرة على العمل السياسي، نعطيه الأهمية، ونترك له هامشاً مفتوحاً. أظن أنهم يفعلون نفس الشيء ولكن بحجم أقل، هذه المسألة فعلياً هي في اختلاف نسب بعض المواقف.

المراسل: هل هناك اتفاق على الهدف؟
كيلو: الهدف واضح، سورية دولة مدنية ديموقراطية تعددية تمثيلية برلمانية … إلخ. والمنطلقات هي الكفاح الشعبي السلمي، وهذه أهداف مشتركة لهم ولنا، وأنا شخصياً لا أعتقد أن هناك تناقضاً او عداء، أوشيئاً قد يلغي شيئا آخر في وضع المعارضة السورية. فأرض الله واسعة وتتسع لجميع الناس، ونحن بحاجة إلى التنوع. فإن كنا نقول أننا ماضون إلى الديموقراطية فعلينا أن نكون فعلياً قابلين للتعدد التنظيمي، ويجب أن نعمل من أجل تقريب المواقف أو توحيد المواقف، وليس توحيد التنظيمات.

المراسل: بماذا تردون على من يقولون أن المعارضة السورية خاصة في الخارج قد تقع تحت سيطرة دولة مثل الولايات المتحدة أو فرنسا مثلاً؟
كيلو: أرد بطبيعة الأشخاص الموجودين وطبيعة الطرح السياسي الذي تطرحه المعارضة في الخارج، والمعارضة في الخارج تتحدث عن الاستقلال الوطني وعن السيادة الوطنية، تتحدث عن نظام حر، تتحدث عن نظام مستقل، تتحدث عن نظام يشارك في العالم العربي بعملية التوحيد العربي، بعملية التقارب العربي، التكامل الدولي… إلخ. فطموحهم كطموحنا، بدولة مستقلة وليست تابعة لأحد.

المراسل: هل تعتقدون بأن روسيا قادرة الآن على أن تشارك في إيجاد حل سياسي للأزمة؟
كيلو: لا أعتقد، لا أعتقد ذلك. الروس يعرفون أن النظام في سورية لا يعلق أهمية كبيرة على دور روسيا الداخلي في سورية. النظام في سورية يعرف أن روسيا تخاف أن تفقد سورية كموقع أخير لها في الشرق الأوسط، وهو يبني حساباته على هذه المسألة. لكنه لن يسمح لروسيا بأن تقرر له شكل الاصلاح أو نمط الاصلاح أو الحوار أو مع من يحاور… النظام حساس في هذه النقطة تجاه الخارج، كما هو حساس تجاه أوروبا وتجاه الداخل السوري، وتجاه الجميع. النظام يريد أن تحميه روسيا من التدخلات الغربية من المواقف الغربية، والنظام لا يريد أكثر من ذلك من روسيا. لن يسمح لروسيا بالتدخل في شؤونه.

كيلو: روسيا يجب ان تنتبه لألا يخرجها الشعب السوري من الشرق الأوسط
سورية لها علاقات متميزة مع روسيا منذ عام 1954، قبل أن يشتري عبد الناصر سلاحاً من روسيا، اشترت سورية السلاح من تشيكوسلوفاكيا، والتاريخ أمامنا، وفي سورية كان هناك حلف شعبي حقيقي مع الاتحاد السوفيتي سابقاً، وكان هناك تعاطف هائل مع الاتحاد السوفيتي ومع روسيا باعتبارها تجربة خارجية جديدة تبنى على أفكار لها علاقة بالعدالة والحرية وتحرر الشعوب والاستقلال والعداء للغرب والرأسمالية… روسيا بسياستها الحالية تفرط بكل هذا التراث الشعبي، لكنه لا يجوز أن تنسى أن الشعب السوري، وقبل أن يستلم البعث السلطة بعشر سنوات، لعب دوراً كبيراً في إدخال روسيا إلى الشرق الأوسط، وعلى روسيا أن تنتبه لكيلا يخرجها الشعب السوري من الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى