مغامرة غير محسوبة تزيد المعاناة
*تعرفت عليه عن طريق أحد أقربائي أو بمعنى أدق رشحني زوجة له، وبعد لقاء عائلي وافقت على الزواج منه فهو مغترب ومن أسرة أمدرمانية معروفة ويعمل في إحدى دول الخليج وصديق عزيز لقريبي هذا.
هكذا بدأت أ.م من الخرطوم بحري رسالتها التي حكت فيها تجرتها الفاشلة في الزواج، دون أن تطلب منا نصيحة لأنها كما قالت قصدت أن تقدم هذه التجربة الفاشلة للاتي مازلن ينتظرن قطار الزواج كي يتوقف عند بابهن، حتى لا يقعن في الخطأ الذي ارتكبته ودفعت ثمنه غالياً.
*تقول أ.م : نسبة لأن فترة أجازته كانت قد أوشكت على الانتهاء قرر إستعجال إكمال مراسم الزواج قبل عودته إلى مقر عمله، وفعلاً تزوجنا وأمضينا عشرة أيام سعيدة ما بين الفندق والشقة المفروشة التي أجرها لمدة أسبوع، بعدها غادر إلى مقر عمله لألحقه هناك بعد شهر.
*منذ أن وصلت إليه في البلد الخليجي الذي يعمل به اكتشفت أنني تزوجت إنساناً غريب الطباع حاد المزاج كثير الانفعال، انقلبت حياتي منذ الأيام الأولى في ذلك البلد إلى جحيم لا يطاق رغم الوضع المادي المريح والسكن الفاخر.
*بدأ يفتعل المشاكل معي بلا سبب بعدها يدخل معي في خصام يمتد لأيام، وأحياناً يحرد عن تناول الطعام الذي أعده له، وبدأ يهجرني وينام في الصالون، لم أجد منه الملاطفة والكلام الطيب الذي حرمت منه تماماً، بل كان يقهرني بالكلام المر ليل نهار.
*أضافت أ.م قائلة: بصراحة حتى عندما يؤدي واجبه الشرعي معي لا أحس بأي تجاوب لا من جانبه ولا من جانبي، وبدأ الملل يتسرب بشكل قاتل في حياتي اليومية وفشلت تماماً في إقناع نفسي بالاستمرار معه خاصة وانه ليس هناك ما يجمع بيننا، لكنني كنت قد وصلت إلى طريق مسدود.
*لم أجد مفرأ من طلب الطلاق منه والعودة إلى الحياة مع أسرتي وسط أهلي في هدوء وأمان، وأعود لمهنتي التي أحبها والتي لم أتركها إلا بعد الزواج، والحمد لله عدت للبيت الكبير ولممارسة عملي بعيداً عن التوتر والقلق رغم المرارة التي ترسبت في أعماقي.
*هكذا أنهت أ.م رسالتها بعد أن قدمت لنا تجربتها الفاشلة في الزواج، وهي تجربة تستحق التوقف عندها واستخلاص الدروس والعبر منها، لعل الدرس الاول الذي لا يخفى على القراء يتلخص في عدم التسرع في اتخاذ قرار الموافقة على الزواج لمجرد ضمانات الاستقرار المادي، خاصة من المغتربين الذي يحضرون في أجازاتهم للزواج.
*الدرس الثاني الأهم موجه للاتي يجدن أنفسهن في حالة الاستعداد للزواج بمن حضر، خوفاً من الدخول في السنوات الحرجة من عمرهن ونقول لهن: أن الوضع المادي المريح وحده لا يحقق السعادة والاستقرار وأن الزواج ليس هدفاً في حد ذاته، ولا داعي للدخول في مغامرة غير محسوبة تزيد معاناتهن بدلاً من أن تحقق لهن السعادة .
[email protected]