الرأي

مع وزير العدل في رحلته: طلب الحق بين جنيف وشرق النيل..!

ماذا صنع وزير العدل في الخرطوم حتى يذهب إلى جنيف..؟! ماذا فعل بشأن قتلى (بليلة والجنينة) ومذابح دارفور والنيل الأزرق..؟! ماذا فعل في جريمة فض الاعتصام وقتلى المظاهرات السلمية بعد الانقلاب..؟! ماذا فعل في قضية فتى الحاج يوسف الذي تم اغتياله جهراً..؟! هل تأكد الوزير بأن المسلحين الذين يخرجون لقتل الناس في المواكب كان يرافقهم وكيل نيابة يعطيهم الإذن بإطلاق النار..؟! ماذا صنع هنا في (مقر عمله) حتى يذهب إلى جنيف وزيورخ وبحيرة ليمان..!
ماذا فعلت يا رجل هنا حتى تذهب إلى جنيف مع كل هذا (الوفد المخملي) الذي يكلّف الحزينة ما لا تقوى عليه.. خصماً على حساب ضرائب ورسوم جبريل التي يقتلعها من الشعب..؟!
خرج (أبو يزيد البسطامي) من قريته بسطام هائماً فقابله رجل من أهل الله وقال له: يا أبا يزيد ما أخرجك من وطنك..؟ قال أبو يزيد: طلب الحق.. قال له الرجل: إن الذي تطلبه قد تركته في بسطام.. فانتبه أبو يزيد ورجع إلى موطنه بسطام ولزم الخدمة حتى فُتح له..!!
نذكّر بأن وزير العدل هو أيضاً (رئيس الآلية الوطنية لحقوق الإنسان) وقد ذهب في وفد يشتمل على عضوية من وحدة حقوق الإنسان بالدعم السريع..! وألقى الوزير خطاباً (لم يقل فيه شيئاً) إلا إذا كان رصف بعض الكلمات يُعد إعلاناً عن موقف أو سرداً لحقائق أو تعهداً بإجراء..! إنما كان الوزير يكرّر بعض المقاطع من خطابات البرهان الهوائية؛ ثم فقرات عن (التطور الكبير) في أوضاع السودان بعد توقيع الاتفاق الإطاري الذي يزوغ منه البرهان و(كباشيه) وجماعته كل يوم..!. وهو اتفاق يتم تتويجه كل لحظة من جانب المكوّن العسكري ولجنة المخلوع الأمنية وإبراهيم جابر بقتل الكهول والشباب والأطفال في الشوارع وبأسلوب جديد من الاغتيال المباشر عين القاتل في عين الضحية.. وبإصابات مباشرة في الرأس والصدر لإغلاق الباب أمام أي احتمال بالنجاة..!

وزير العدل الانقلابي

طبعاً لم يتحدث الوزير عن كل ذلك.. ولا عن حالات القتل اليومي في دارفور وفي العاصمة.. ولا الاعتقالات الجزافية..ولا المحاكم التي تبرئ القتلة واللصوص.. ولا عن النظاميين الذي يحشون المقذوفات بالحديد والزجاج والحصى حتى يقتلعوا العيون ويشلّوا الأطراف ويهتكون الكبد والطوحال.. ولا عن المحتجزين الذين يتم تعذيبهم وعندما استنكر ذلك المحامون رفض القاضي التقصّي بل قال لهم بالحرف: (الناس في شنو وانتو في شنو)..!!
وحتى لا نظلم الوزير (زائر جنيف) نورد هنا ملخّص خطابه أمام مجلس حقوق الإنسان: (بنود الاتفاق الإطاري تنص على حماية وتعزيز حقوق الإنسان وحماية الحريات السياسية والدينية وعدم الإفلات من العقاب.. على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته من اجل تنفيذ اتفاقية سلام جوبا.. السودان ملتزم بحماية حقوق المرأة وتمكينها وحماية الأطفال (….) ندين ما أقدم عليه البعض من حرق القران الكريم.. على مكتب حقوق الإنسان في السودان توخّي الدقة والشفافية في تقاريره بالتنسيق مع الآلية الوطنية السودانية لحقوق الإنسان)…!
هذه هو مُجمل ما قاله وزير العدل في جنيف.. وما تبقّى من الخطاب هو ديباجة منقولة من مواثيق الأمم المتحدة وتزين لحالة حقوق الإنسان في السودان وأنها (عسل على لبن) وكل هذه البركات بسبب اتفاق إطاري لا يقر به الانقلاب حتى هذه اللحظة.. ولكنه يهيئ المناخ بقتل الناس وبالانفلات الأمني وإطلاق سراح الإنقاذيين واللصوص والقتلة من السجون..!
يا رجل مالك بمخابيل يحرقون نسخاً من الكتاب الكريم..؟! دع هذه المهمة لغيرك.. فأنت لم تستطع أن تحمي أرواح وحقوق الناس في بلادك وهذه هي المهمة المباشرة التي تصديت لها؟! إن القرآن له ربٌ يحميه وقد تعهّد بحفظه.. هؤلاء الذين ذكرتهم أغبياء لا يحرقون القران الكريم إنما يحرقون ورقاً فيه آيات الله.. أما الانقلاب وحكومته فيحرقون البشر أحياء.. الله لا كسبّكم..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى