الرأي
أخر الأخبار

معلومات مهمة لأي شريف في الجيش والدعم السريع : حتى تعرفوا من يقودكم للفتنة وكيف؟!

ابوذر الرفاعي عبدالرحمن

بعد كثير من جهد الوسطاء المحليين والاقليميين والدوليين، التقي البرهان وحميدتي مساء الثلاثاء، واتفقا على نزع فتيل الازمة بينهما. وكان من المفترض أن تجتمع القوي السياسية والجيش والدعم السريع مع الرباعية يوم الأربعاء لاستكمال الحلول ووضع لبنات استعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي. ولكن في فجر الأربعاء توجه عميد الدعم السريع احمد محمد عمر بحوالي مائة عربة عسكرية نحو منطقة قاعدة مروي الجوية.
ولمعرفة خبايا هذا التحرك لابد من معلومات حول هذا العميد.، هو أحد ضباط الجيش فصل من الخدمة برتبة عقيد بسبب فساد مالي. ولأن الدعم السريع (يكاوش) من طرف أعاد تعيينه برتبة عميد. ومثل هؤلاء الفاسدين كما هو متوقع يغيرون الولاءات بحسب مقدار العطية. والواضح أن صلاح قوش والمخابرات المصرية استغلوا الرابطة القبلية إضافة للزبالة كي يمرروا عبره المخطط.
دفع أحمد عمر بمعلومات استخبارية زائفة لعبدالرحيم دقلو بأن طائرات مصرية حربية ستبدأ بالهجوم على الدعم السريع من قاعدة مروى. والصحيح أنها معلومات استدراج كي يحرك الدعم السريع قواته إلى هناك فيستفز كل الجيش ويعطي مبرراً للاقتتال الواسع.
وتؤكد معلومات موثوقة أن قائد عمليات الدعم السريع وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة وبموافقة حميدتي وعبدالرحيم اتصل يوم الأربعاء بالاستخبارات العسكرية يطلب لقاءاً عاجلاً مع البرهان لنزع فتيل الازمة، وبعد موافقة قيادة الاستخبارات تدخلت عناصر الكيزان في الاستخبارات وضغطت وألغت اللقاء دون إخطار البرهان نفسه.
وفي ذات سياق الإصرار على الفتنة جمع شمس الدين الكباشي عدداً من ضباط الاستخبارات ثم عددا من الصحفيين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي ووجههم بخلق رأي عام وسط الجيش والعامة بضرورة حسم الدعم السريع عسكرياً، وأكد لهم ان البرهان إذا لم يتواصل الضغط عليه سيتراجع وأن التعبئة يجب أن تصل سقفاً عالياً بحيث أنه إذا تراجع البرهان يمضي المخطط بدونه، أي بعد إزاحة البرهان..
ََوفي ذات المسار، عبأ الكيزان عناصر هيئة العمليات بجهاز الأمن مع أوامر واضحة بمجرد بدء الحرب تقضي بإطلاق سراح قياداتهم من كوبر، وتصفية حميدتي وأخيه عبدالرحيم، وتصفية أبرز قيادات الحرية والتغيير، واعتقال أكبر عدد ممكن من قائمة بها مائة شخصية مؤثرة من القيادات المدنية. كما نظموا ٥٠٠ من عناصر الدفاع الشعبي والأمن الشعبي في كل ولاية كعناصر إسناد للجيش عند بدء الحرب.
وحين تدخلت الوساطة السعودية بدعم من أمريكا وبريطانيا والإمارات واقنعت حميدتي بسحب قواته من حوالي قاعدة مروي ثم مناقشة الوجود العسكري المصري لاحقا، شرع الكباشي مع إبراهيم جابر ومفضل في التعبئة ضد ضعف البرهان وانه لا بد من حفظ هيبة الجيش باستلام أسلحة قوات الدعم السريع. ومن غير المستبعد أن ينسقوا الفتنة النهائية مع أحمد عمر كي تندلع المواجهة بمعزل عن قرار قيادة الدعم السريع..
و الخلاصة من كل ما سبق أن الكيزان بحكم اختراقهم الكثيف للجيش والأمن والشرطة، وقدرتهم على تضليل وتشويش الدعم السريع باختراقاتهم المحدودة ولكن المؤثرة، قد نجحوا في التعبئة للحرب. وهم على استعداد بحكم إجراميتهم لاحراق البلاد كي يعودوا للسلطة. وقد تواطأ معهم البرهان تحت الطمع والضغط والابتزاز متصوراً أن الأمر سيقتصر على الحرب النفسية وتاكتيك حافة الهاوية. في حين كان الكيزان منذ البدء يخططون لالقائه هو وحميدتي معاً في الهاوية.. والآن نجحوا في حشر البرهان في ركن ضيق: إذا ذهب إلى الحرب فقد موقعه كسمسار بين الجيش والدعم السريع، وإذا تراجع اتهموه بالضعف ووضعوا كباشي المصور بطلاً مكانه.. ذات كباشي الذي قال بعد فض الاعتصام في لقاء معلن منشور في اليوتيوب ان حميدتي عبقرية عسكرية يجب أن تدرس خططه في أرفع الكليات العسكرية.. ثم انقلب لاحقاً على حميدتي تحت ابتزاز معلومات مكتب ظلام الذي يوثق لأقذر الممارسات. ولم يتركه الكيزان لمجرد ضغط الابتزاز، فزينوا له الانقلاب بالإغراء أيضا بجعله شريكاً ذا عمولة في كل صفقات الفساد، خصوصا مع الدجال محمد عثمان ممثل على عثمان طه في المؤامرات والفساد..
خطة الكيزان واضحة وضوح الشمس، لكنها انطلت وتنطلي على البرهان وحميدتي لأن كليهما طامع في السلطة، وحديثهما عن الاتفاق الاطاري لا يعدو كونه مصمصة شفاه. وعادة لا ينجح المحتال إلا مع الطامعين.
ولكن، ورغم كل التشوهات التي أحدثتها الإنقاذ في القوات النظامية لا يزال بها شرفاء، وعلى هؤلاء أن يعرفوا بأن السودانيين لن يقبلوا مرة أخرى مطلقاً حكماً عسكرياً، وكذلك لن يقبل المجتمع الدولي، فحتى إذا انتصر أحد الطامعين: البرهان أو حميدتي او الكيزان، فلن يجد أية موارد يزيت بها ماكينة استبداده، كما أن انتصار أي واحد منهم لن يمر إلا بالحرب، ولذا فعلى الشرفاء أن يسألوا أنفسهم: هل يستحق استبداد اي من هؤلاء أن تقدموا لأجله أرواحكم؟!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى