الأخبار

معلومات جديدة عن تسهيلات الانقلاب لتهريب الذهب

الخرطوم ـ (الديمقراطي)

كشف الناشط هشام علي “ود قلبا”، عن معلومات جديدة عن تسهيلات الانقلاب لتهريب الذهب إلى روسيا وشبكاتها الاستخباراتية في السودان عبر ذراعها شركة (فاغنر).

وتحدث تحقيق نشرته شبكة (سي إن إن) الامريكية في 29 يوليو، عن تهريب حوالي 90٪ من إنتاج الذهب في السودان، بمبالغ تقارب الـ 13.4 مليار دولار، مع احتمال خسارة مئات الملايين من الدولارات في الإيرادات الحكومية.

وقال هشام علي، الجمعة، إن إدارة إعلام شركة (فاغنر) الروسية بالسودان، خُصص لها أموال تفوق مخصصات الإدارات المدرة للدخل بشركة (ميروقولد) الروسية ذراع شركة (فاغنر) الروسية وواجهتها في السودان.

وأشار إلى أن شركة (ميروقولد) تم بيعها ونقل ملكيتها صورياّ لتصبح (شركة الصولج) بالتزوير، حيث ليس (للصولج) وملاكها المسجلة بأسمائهم سوى “مظاريف دولارية يستلمونها شهرياً من إدارة الشركة بحي الرياض- الخرطوم، مقابل تسترهم وإستخدام أسمائهم كواجهة فقط”.

وقال إن إعلام الشركة التابعة ل(فاغنر) تعتبر “وحدة استخباراتية روسية كاملة الدسم والمهام والأنشطة، فهي تدير ثلاثة مقار استخباراتية موزعة داخل الخرطوم، الأولى بشقة في مجمع النصر السكني، والثانية بمبنى جوار مستشفى مكة للعيون، بالإضافة لمقر الشركة الرئيس بحي الرياض- الخرطوم”.

وأضاف: “من داخل هذه المقار الثلاثة تدار آلة الحرب الإعلامية الروسية داخلياً وعالمياً. عالمياً، تُصنع بها، وينطلق منها جل محتوى الدعاية الروسية المبثوث عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمنصات الإلكترونية الإخبارية في حربها ضد أوكرانيا، خصوصاً بعد أن أغلقت كبريات منصات التواصل الاجتماعي مئات الآلاف من القنوات والصفحات والحسابات والمواقع الإخبارية التي تنطلق من داخل روسيا والجمهوريات الموالية لها، لتتخذ من الخرطوم منطلقاُ لها تحت رعاية وحماية الانقلاب”.

وتابع: “أما داخل السودان فتأثير أعمال إدارة الإعلام بشركة (ميروقولد/الصلوج – فاغنر) يلمسه كل مراقب لمواقع التواصل الاجتماعي في حجب وإخفاء المحتوى والصفحات والحسابات الثورية واختراق الصفحات والحسابات النشطة والمؤثرة، ونشر الشائعات وبث المحتوى الغث الإلهائي”.

وشدد على أن الآلة الإعلامية الاستخباراتية الروسية سخرت كل مقدراتها لوأد الثورة السودانية وحماية كراسي جنرالات الانقلاب، في صفقة (الذهب والنفوذ والتواجد على شواطئ البحر الأحمر – مقابل إبقاء جنرالات الانقلاب على هرم السلطة وإقتسام عوائد الذهب المنهوب شراكة بينهم).

وقالت (سي إن إن) في تحقيقها عن تهريب الذهب إن الأدلة تشير إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية المحاصرة في السودان، مما أتاح مليارات الدولارات من الذهب لقادة الانقلاب. وبالمقابل، قدمت روسيا دعمًا سياسيًا وعسكريًا قويًا للقيادة العسكرية السودانية التي لا تحظى بشعبية على نحو متزايد، حيث إنها تعمل على قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في البلاد.

وكشف، هشام علي، عن تسهيل جنرالات الإنقلاب أنشطة أذرع الاستخبارات الروسية بالسودان وواجهتها (ميروقولد/الصولج – فاغنر) حيث يحمون مصالحها في استخلاص الذهب وتهريبه إلى روسيا، وتشرف على إنفاذ ذلك شركة (أسوار) المملوكة لهيئة الاستخبارات العسكرية بالجيش.

وأضاف: “ورث كبار جنرالات الجيش بعد إسقاط ثورة ديسمبر المجيدة للنظام المباد، ورثوا وضع (ميروقولد – فاغنر) من “المخلوع” الذي إحتمى بروسيا أواخر أيام حكمه مقدماً التسهيلات والتنازلات، وأبقوا الوضع على ما هو عليه حتى أتت زيارة الجنجويدي (حميدتي) إلى روسيا لتتغير الولاءات وتنقلب الموازين، فأصبح هو رجل روسيا الأول في السودان وشريكها الرئيس في تهريب ذهب السودان إلى روسيا”.

وكشف عن حرب خفية بين حميدتي وعناصر النظام المخلوع في الجيش لـ “نيل رضى وحماية روسيا، حرب كانت ساحتها ولا تزال (ميروقولد/ الصولج – فاغنر)، فنجح الجنجويدي عبر جيوبه داخل هيئة الإستخبارات العسكرية في إبعاد شركة (أسوار) وإنهاء تعاقدها مع الشركة الروسية والذي بموجبه كانت (أسوار) الواجهة التي تقوم بكل شيء تسهيلاً لمهام وأنشطة الإستخبارات الروسية في السودان”.

وأفاد “ود قلبا”، بأن الشركة الروسية تحتمي بحميدتي “الذي لم تعد تخفى على أحد اختراقاته لوحدات وإدارات الجيش سيما هيئة الاستخبارات العسكرية، ولعبت إدارة الإعلام بالشركة دوراً إعلامياً كبيراً في ذلك، يتجلى ذلك في مقطع الفيديو الذي بث على أنه تهريب لسبائك ذهب داخل شحنة قمح مملوكة لإحدى شركات الجيش إلى جمهورية مصر. شركات الجيش ليست مبرأة من نهب ثروات البلاد، إلا أن هذا الفيديو لا صلة لها به”.

وأشار إلى أن الفيديو جرى تصويره داخل المقر الرئيسي الشركة الروسية بحي الرياض، لإلصاق الجريمة بشركات الجيش وصرف الاتهام والإنتباه عن حميدتي.

ويقوم على إدارة الإعلام هذه، وفقًا للناشط، شخصان يحملان الجنسية الروسية والسورية أحدهما يدعي وسام والآخر مكسيم، وهما يعملان بمسمى وظيفي: مترجم، ويرأسهما إداريا رجل يسمى رياض، فيما الروسي أندريه ترقاييف هو المدير العام.

وقال إن “طاقم العمل الروسي بإدارة الإعلام، سهّلت وزارة الدفاع (السودانية) دخول بعضهم للبلاد بمنحهم تأشيرات دخول تحت إستضافتها، وبعضهم دخل البلاد بتأشيرات لمستشفى عيون مزعوم، وآخرون سهلت تأشيرات دخولهم بعد الإنقلاب المشؤوم، الشركة السودانية للمعادن برعاية مديرها مبارك أردول شخصيا”.

ويقع مركز العمليات الروسي لاستخراج الذهب، وفقًا لتحقيق شبكة سي إن إن، في أعماق صحراء شمال شرق السودان، حيث يكدح عمال المناجم في الحر الشديد، مع وجود خيام مصنوعة من قصاصات من القماش والمشمع وأكياس الرمل التي توفر الراحة.

ويلتقي عمال المناجم من تلك المناجم الحرفية البعيدة في منطقة العبيدية – المعروفة باسم “مدينة الذهب” – كل صباح، حاملين أكياسًا من الذهب في عربات تجرها الحمير على طول طرق البلدة غير المعبدة. يقول الكثير منهم إن أعلى مزايدين على سلعهم هم من التجار الذين يتم إرسالهم من مصنع معالجة قريب يعرفه السكان المحليون باسم “الشركة الروسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى