مصر تسوِّق للتدخل عسكريا في السودان تحت غطاء رفض فاغنر
الخرطوم – (الديمقراطي)
بدأت وسائل إعلام مصرية في التسويق لتدخل مصر عسكرياًً في السودان تحت غطاء رفض وجود قوات فاغنر الروسية في البلاد، في حين يدعم النظام المصري وينسق مع المرتزقة الروس في دولة ليبيا.
ويشن النظام المصري مع الإسلاميين السودانيين، حالياً حملة واسعة لتقويض العملية السياسية الجارية في البلاد، طبقاً لمراقبين وتقارير إعلامية.
وأكدت تقارير صحفية أن الحملة المصرية تركز على شراء ذمم بعض الفاعلين لمقاطعة العملية السياسية أو استبدالها بمبادرة مصرية كمقدمة لإغراق العملية بأجندة الفلول وتصفية ثورة ديسمبر المجيدة.
كذلك تهدف الحملة لإزاحة قوات الدعم السريع كعائق لعودة الإسلاميين للسلطة، وذلك بإقناع الإدارة الأمريكية والغرب بايقاع عقوبات فورية على الدعم السريع، ما يمهد لعملية عسكرية ضدها أو إخضاعها إخضاعاً كلياً لحلفاء النظام المصري من الإسلاميين.
وتستفيد الحملة الدبلوماسية الإعلامية للنظام المصري والإسلاميين من حقيقة علاقات قوات الدعم السريع مع روسيا ومرتزقة (فاغنر)، وهي علاقات تزعزع فعلاً استقرار غرب أفريقيا.
وتروج الحملة بأن أخطر مشاكل السودان حالياً تتمثل في قوات الدعم السريع، بينما يتغاضى النظام المصري وحلفاؤه الاسلامويون عن حقائق أخرى، بينها أن الجيش السوداني الذي يشكل الإسلاميين مفاصله، لديه أيضا علاقات مع روسيا والصين.
يشار إلى أن نظام المؤتمر الوطني البائد، ظل حليفا لروسيا والصين منذ بداية الانقلاب عام 1989 وحتى سقوطه، بينما كان الإسلامويون، وما يزالون، يرغبون في علاقات استراتيجية بروسيا والصين بحكم أيديولوجيتهم وعدائهم للغرب ونسبهم الجيني المشترك مع الاستبداد.
وذكر مراقبون أن “السيناريو الاسلاموي المصري، يفترض أن قوات الدعم السريع، التي تصل أعدادها الى حوالي مائة ألف مقاتل، ستتلقى اجراءاتهم ضدها خانعة، إلى أن يسلموها للذبح”.
وقالوا إن “ذلك افتراض غير واقعي، لأن الأرجح أن تواجه هذه القوات تلك الإجراءات بما يمكن أن يتسبب في انزلاق البلاد إلى اقتتال واسع مسرحه الخرطوم، ما يعني أن هذا السيناريو، خلاف انقلابه على الانتقال الديمقراطي، يشكل صيغة جاهزة للفوضى الواسعة وربما لانهيار السلطة المركزية”.
وأشار المراقبون إلى أن “قوى إقليمية أخرى تعرف أن استعادة الإسلامويين للسلطة في السودان، يعني مواصلة أجندتهم الاسلاموية التدخلية التوسعية، وذلك ما اكتوت به هذه الدول لفترة طويلة إبان فترة حكمهم، لذا فإن هذه الدول ستسعى ولأجل أمنها القومي لإعاقة عودة الإسلامويين حتى ولو بدعم قوات الدعم السريع”.