الرأي

محكمة الخرطوم العسكرية تطرد محامياً بالشرطة العسكرية من قاعة المحكمة

خليل محمد سليمان
تعريف بهذه المحكمة..
اعضاء هذه المحكمة هم من ضباط الصف الذين درسوا القانون اثناء خدمتهم العسكرية، فتم ترفيعهم وتنسيبهم الي فرع القضاء العسكري، نعم تم إستيعابهم لمجرد دراسة القانون فقط دون ايّ معايير اخرى فصاروا قضاة.
سمعة هذه المحكمة سيئة للغاية، والمعروف عنها انها تعمل بالتعليمات، آي والله تعمل بالعليمات، وتغيب فيها العدالة، وهيبة القضاء، الذي لم يكن حاضراً إلا بإسمه.
الذي يعرفه القاصي، والداني ان كل احكام هذه المحكمة تأتي على حسب رغبات القيادة.
الادهى، وامر ايّ ضابط، او ضابط صف تتم تبرئته في ايّ محكمة في ايّ وحدة على مستوى السودان، يتم إرساله الى هذه المحكمة لتعيد محاكمته، وتتم الإدانة، بعد البراءة في سوابق قضائية لم، ولن تحدث إلا امام هذه المحكمة.
في كل جيوش الدنيا يتم ترفيع الافراد، وتأهيلهم، ومنحهم الفرص الدراسية ليطوروا من انفسهم، لخدمة مؤسستهم، لأنهم الاولى بذلك قبل غيرهم، وهذا من الاشياء المحببة، والحميدة، وتُدار وفق ضوابط، وقوانين.
معلوم كيف إستغل النظام البائد هذه الجزئية بالذات، وضخ من خلالها كوادره الكيزانية “الفاقد التربوي” عديمي الخلقة، والاخلاق.
في حين تم طرد المحامي من قاعة المحكمة بالقوة تاركاً وراءه هاتفه المحمول، وحقيبته، إستمرت المحكمة في الإجراءات، بل عُقدت عدة جلسات بعد ذلك بدون محامي يُمثل الدفاع عن المتهمين.
وصل الامر الي نقابة المحامين ورُفعت شكوى الى فرع القضاء العسكري، ولم يتم الرد، فتمت مخاطبة رئيس الاركان بلا جدوى حتى الآن، ولا تزال الجلسات تُعقد بدون محامي حتى كتابة هذه السطور.
الادهى، وامر عندما علم رئيس فرع القضاء بتصعيد الامر الى رئيس الاركان قام بأصدار اوامر لكل محاكم الجيش بعدم ظهور هذا المحامي امامها.
نمتنع عن ذكر الاسماء، ونشر المستنداد الخاصة بالقضية لطالما لم تصدر احكام بعد، وننتظر نتيجة الشكوى امام رئيس الاركان.
نعم القاعدة القانونية في كل العالم هي المتهم برئ حتى تثبُت إدانته.
فعند هذه المحكمة التعيسة، التي تشبه مجالس “الكاو بويات” المتهم فيها مجرم يجب إدانته، حتى لو اثبت برائته، لطالما تعمل حسب رغبات القيادة.
من حق ايّ متهم ان يحصل على محامي، من الناحية القانونية لا يمكن لمتهم ان يُحاكم بدون محامي، فلو لم يكن بإستطاعته فوجب على المحكمة ان توفر له محامياً يتولى الدفاع عنه.
معروف في المحاكم العسكرية ب “صديق المتهم”.
كسرة..
هل تعلم عزيزي القارئ لقد رفض الجنجويد المثول امام هذه المحكمة، وهؤلاء هم الذين ربطوا العقيد مدير إستخبارات المنطقة المركزية بالحبال، ورموه علي ظهر التاتشر، وذهبوا به الى احد مقرات مليشيا الدعم السريع، ثم اوسعوه ضرباً كالبعير؟
كسرة، ونص..
تتخصص هذه المحكمة في تلفيق التهم، وإصدار الاحكام المسبقة على الضباط، والصف والجنود الذين لا حولة لهم، ولا قوة، ويُنكل بهم بإسم العدالة.
كسرة، وتلاتة ارباع..
لو في راجل في هذه المؤسسة وفرع قضاءها فليخرج، ليحدثنا عن قضية محاكمة الجنجويد الذين ربطوا العقيد المسؤل عن إستخبارات وسط الخرطوم محل الرئيس بنوم.
اخيراً..
سنفتح ملف القضاء العسكري قريباً ليعرف الشعب السوداني حجم الدمار، والخراب الذي لحق بجيشه.
*نقلا عن الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى