الرأي

مبروووك للصحفيين الأحرار..مهمة كنس نفايات الانقلاب!!

مبرووووك للصحفيين… مبروووك هذه الانتخابات الحرّة النزيهة وهذا الانجاز العملاق الذي هو نفحة عافية تهب من تلقاء الانتقال الديمقراطي وثورة ديسمبر العظيمة.. ولم تكن لفحة من هجير الانقلاب وميراث الانقاذ وصديدها..! انها وردة بيضاء مزهرة في طريقنا الجديد نحو سودان التعافي والحرية.. كما إنها طعنة نجلاء في عنق قوى الارتداد وعهد الصناديق المخجوجة وصحافة الإرتزاق والصحفيين الإمّعات والتوابع الذليلة التي تدافع عن إرث الانقاذ وليالي السكاكين الطويلة..!!

انتخابات الصحفيين هذه انتصار حقيقي للصحافة وللصحفيين الشرفاء الذين سينطلقون من حصنهم النقابي لإرساء قواعد الصحافة الحرّة التي لا تخضع للابتزاز..والتي ستسهم في ايقاد مشاعل التنوير.. حتى يختفي من ساحتها النظيفة لقطاء التزييف ومحصلو رسوم نفايات الانقاذ…! كل الصحفيين السودانيين فازوا بالأمس.. ولا خاسر فيها ولا مغبون إلا بعض مرتزقة الانقاذ وأحباب الانقلاب..! نعم كل الصحفيين الأحرار كاسبون وكلهم سيكونون عوناً لبيتهم الصحفي ولنقابتهم ..وسوف يرسون جميعهم قواعد العمل الصحفي النظيف من أجل شعبهم وسيعلّون من قدر الصحافة التي هي بمثابة السلطة الرابعة التي تقف حرة مستقلة كتفاً الى كتف بجانب السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضاء.. عندما تعتدل موازين هذه السلطات الثلاث وتنقشع سحابة الانقلاب السوداء التي لا تمطر غير القتل والجهل.. والتي تريد أن تجر السودان الى ظلام جمهوريات الموز..! وكنا نظن أن هذه النسبة للموز نسبة رمزية لدكتاتوريات امريكا اللاتينية والدول التي يغيب فيها القانون وتسبح في ظلام القهر والبطش وتسود فيها شريعة الغاب وتحكمها المليشيات والشموليات الفاسدة المتعفنة..ولكن حكاية الموز هذه تحققت في انقلاب البرهان والانقاذ وتجسّدت حقيقة (الرشوة بالموز) واقعاً في مهرجان الجهل والاعتصام الأبتر أمام القصر..!!

فجأة وجد انقلاب الانقاذ نفسه (في وحسة) فتحسّس طبنجاته.. كيف تجري انتخابات بهذه النظافة والنزاهة..؟! هذا مما يؤذي شعورهم الجاهلي ويقض من هيبتهم (الدلقانية)..! لقد إشتد بهم الاضطراب وغشيتهم غاشية وغمرت ووجوهم (السنيحة) غبشة من الغضب الكتيم.. واسودت وجوه تابعيهم من المتصيحفين الأمنجية… كيف يجري الصحفيون الأحرار انتخابات بهذه الرصانة وهذه الحيوية..! هذا طعن في الانقلاب وفي ميراث الانقاذ الانتخابي.. وهذه خطوة تهدد دولة البطش والقهر والفوضى وغياب القانون.. وتفسد عليهم تدابيرهم الاخونجية في السيطرة على مرافق الدولة ومنظماتها ونقاباتها والقبض بأعناق الناس.. لا بد من حركة سريعة لتعويق هذه الانتخابات..!! ومن حيث لا تدري وفي واقعة مضحكة (خيبانة) تبث القنوات الفضائية خبراً عن أمر منسوب لمسجل تنظيمات العمل لوقف الانتخابات.. وسواء صدر مثل هذا القرار الغريب من مؤسسة مهنية تابعة للدولة أو من الاخونجية.. فما علاقة مسجل تنظيمات العمل بنقابة الصحفيين..؟! وهل مسجل تنظيمات العمل جهة تنفيذية حتى يصدر أمراً بايقاف انتخابات أو إطلاقها..؟! وهل هو جهة تنفيذية في الأساس.. أم جهة تسجيلية..؟! وهل طلبت نقابة الصحفيين في الأصل أن يتم تسجيلها لدي سعادة مجلس تنظيمات العمل..؟!

هذه من تدبيرات الانقاذيين الخائبة.. لأنهم يعلمون انهم مطرودون من كل ساحة شريفة (ومطرودون من رحمة الله).. ويؤذيهم ان تتم انتخابات نظيفة لا يتحكمون في قوائمها وصناديقها.. وهذه من الصور الراسخة في ذاكرة السودانيين.. شاهدوها بأعينهم عبر ثلاثينية الانقاذ الغبراء وحكمهم الفاسد.. عندما كانوا يتراكضون بلحاهم الشعثاء في أواخر الليالي ينقلون صناديق الاقتراع الملعوبة من مواقعها إلى الدار المنهوبة التي استولى عليها حزبهم.. حزب العار والخنا المقبور..!

مبرووووك للصحفيين.. وسيلاحق الخزي الانقاذيين والانقلابيين ومعهم (خبوب المتصيحفين) الذين طعنتهم هذه الانتخابات في سويداء (مصرانهم الأعور)..!! ومن هذه (الجنكبة) التي ركبتهم عرفنا انها انتخابات ناجحة نظيفة شريفة.. وبضدها تتميّز الأشياء..!! وكما قال خليل فرح: الحسود يتضوّر.. نارو ماكله لسانو.. وكل زور ومزوّر..أمام انتخابات (زي بدر التمام)..! الصحفيون لقنوا الانقلاب درساً لن يفهمه بالسرعة المطلوبة.. الله لا كسب الانقاذ..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى