ما وراء بيان الجيش!!
بعد التلميح بجملة أن (الوضع بلغ مرحلة الصبر والمتابعة) التي وردت في بيان الجيش الأول تعليقاً على دخول جيوش الى الخرطوم، والتي لا يمكن ان تكون مطمئنة على الإطلاق، إن لم تكن سبباً حقيقياً في زيادة التوتر والخوف وسط المواطنين.
بعد هذه العبارة، لا تهدأ الأمور بهذه السرعة الخاطفة، سيما في خضم جملة من التخوفات والحذر والتوتر، والأجواء المشحونة بين الطرفين، لن يحدث ذلك إلا بتدخل او تحول أكبر يخترق كتلة الجفاء بين قائد الدعم السريع ورئيسه الإنقلابي لإذابة جليدها.
فالجديد الذي طرأ على المؤسسة العسكرية، عجل بإجتماع تصالحي مهم إلتأم ليجمع بين الجنرالين، وينتهي بأن لا بديل للعملية السياسية ، فهي قد تكون تدخلاً ورغبة لجهات خارجية ظلت قلقة للغاية من الحرب الكلامية بين الأطراف العسكرية ان تتحول فيها الكلمات الى طلقات، وبما أن أمريكا بدأت تتلاشى عندها المخاوف بأن دقلو بدأ بتحجيم علاقاته بروسيا، أو قلل من نشاطه (المستفز)، بالإضافة الى تجليه في دعمه الإطاري الذي يوفر لها فرصة لكسب السودان اكثر مما يوفر لروسيا، وأخيرا موافقته على دمج قواته التي ظل دمجها مطلب متفق عليه، وترجمت ذلك الرضا صحيفة فوكس نيوز الاميركية المقربة من البيت الأبيض التي افردت مساحة واسعة لتناول تصريحات ومواقف دقلو واصفة الرجل في عنوان بارز بالجنرال الاصلاحي.
فكما ذكرنا من قبل أن القوى الكبرى الداعمة للاتفاق السياسي لن تسمح بانهياره، ظلت تراقب المشهد (المربوك) بعد التوقيع عليه ورأت ضرورة (الصلح خير) وأن المركب واحدة وان محاولة القفز على الشاطئ ربما تكون اشبه بمحاولة الإنتحار، ولا خيار إلا الإبحار.
فالقوة الأكبر التي أجبرت الجنرال ونائبه للتوقيع على الإطاري هي ذاتها التي تجعل الالتزام به يستمر، فمجتمع دولي يريدها مدنية كيف له ألا يسخر امكانياته لحماية الهدف الذي يريد!!
طيف أخير:
بعد بيان الجيش بالإلتزام بالعملية السياسية قد لا تسمع عبارة (على جثتي)، الى حين إشعار آخر.
*نقلا عن الجريدة