الرأي

ما قبل التوهان ما الخيار الذي تبقى للمدنيين؟

صوت الشعب

✍️مريم البشير
على خلفية الأجواء المشحونة بالمعلومات التي يصعب تمييز الحقيقة من الإشاعة فيها، تتضارب الأنباء عن أغلاق شامل للعاصمة الخرطوم، وذلك وفق تصريحات إدارات أهلية نهلت من معين الإنقاذ الفاسد، حتى إكتملت كأسوأ نموذج للإدارات الأهلية التي يُفترض فيها الحكمة والتروي، وإذا بها تُعلن إغلاق العاصمة استباقاً للتوقيع النهائي بين مركزي الحرية والتغيير وعسكر الإنقلاب، بذريعة القضاء على التدخل الأجنبي وهذا ديدن المدتثرين بثوب الحق لأجل باطل، فمن ينادون بالإغلاق لوقف التدخل الأجنبي معروفين بصمتهم الجبان طوال فترة حكم من يوالونهم ويتعاملون بإزدواجية مغرضة لدرجة أنهم يظهرون عدم التمييز بين وسطاء تربطهم مصالح بحكم الإقليم وبين المحتل الحقيقي لأراضي سودانية، ومن السذاجة أن يخرج علينا ربائب النظام البائد الفاسد ليحدثونا عن الوطنية والسيادة والبلد مهملة الحدود منتهكة السيادة، ففي الوقت الذي تتشرذم فيه قوى الثورة وتكيل السباب والتخوين لبعضها، ينشط الفلول ويستجمعون قواهم المستمدة من الإنقلاب المشؤوم وبدلاً عن محاكمتهم لأنه من المؤكد ليس من بينهم من تحرَّى الوطنية رشدا يتم غض الطرف عن تحركاتهم، فيستغلون غطاء الإنقلاب في أخبث تكتيك بينما يبثون الإشاعات عن وجود خلافات بينهم وقادة الإنقلاب (ممثليهم) وبين القادة في ما بينهم وبذات الخبث والتكتيك يتواطأ العسكر ويعرقلون التوافق بأدواتهم المصنوعة من كتل انتهازية وإدارات جهلية تهرف بما لا تعرف ويمثلون دور المختلفين وهم على النقيض تماماً وهذا هو ديدنهم التحدي الحقيقي هو عدم توصل المدنيين لما يشير إليه ظاهر خلافهم، لماذا استطاعوا أن يتحدوا وهم على باطل؟
لعلَّ السبب واضح هو وحدة الهدف لديهم، فهم يدركون جيداً أنَّ الثورة والتغيير والتوافق المتعسر عدوهم اللدود ويعملون بالمستحيل والممكن للقضاء عليه
إذاً أين خبرة المدنيين في صناعة تكتيك يوحدهم أم أنَّ أهدافهم تعددت أصبحوا لا يسستطيعون خلق الحلول ويكتفون بالتحليل؟
أين ستقف القوى المعارضة للتوافق غداً في مليونية الشرف التي استبقها الأرزقية بالإغلاق؟
لماذا لا نستطيع غداً التوحد تحت إسم واحد هدفه الوطن؟
من الحكمة ألاَّ نجهل أنَّ قوتنا في وحدتنا..
وبما أن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، فمن الذكاء أن تتعامل القوى المدنية مع العسكر بطريقة أنّ الأشياء ليست هي الأشياء في ظاهرها، وإنما تعرف الأشياء بأضادها، فالوطن ليس لعبة بيد العسكر ولا أذيالهم.
* همسة
# وحدة الصف تلزمها وحدة هدف
فلنقرأ المشهد بعمق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى