الرأي

ما بين الفجور والوطنية

عندما ضربت الولايات المتحدة الأمريكية (مصنع الشفاء) كانت المعلومات التي وردت إليها من (عملائها السودانيين)، أنه مصنع للأسلحة الكيماوية. ولكن المفاجأة كانت اعتراف السيد مبارك الفاضل بأنه من قدم هذه المعلومة للإدارة الأمريكية، بالرغم من أنه يعلم أنها غير صحيحة، واعتبرها نوعاً من الكيد أو الفجور السياسي، أو هكذا يرى سعادته في تقديرات المعارضة.
الفاضل لا يفرق بين المعارضة والخيانة، فأضر بالاقتصاد الوطني ومصداقيته الشخصية حتى صار لدى العديد من دول العالم (غير موثوق) في معلوماته وخصوماته ونواياه.
في الواقع، ليس هناك سياسي سوداني فاجر في خصومته السياسية كـ (مبارك)، لدرجة أنه بعثر حزب الأمة (أقوى الأحزاب السياسية السودانية) لمجرد خلاف بسيط بينه وبين ابن عمه الصادق المهدي، وأوعز للعديد باستخدام اسم الحزب لإحداث مزيد من التشظي والكيد السياسي للحزب حتى تحول الحزب الكبير إلى تيارات متناحرة وأحزاب تحمل نفس الاسم.
شارك مبارك الفاضل في دعم الحكومة الكيزانية في إطار ذات الفجور السياسي الذي يسري مجرى الدم في عروقه، فرغم كيده للكيزان وخصومته الفاجرة لهم لسنوات تحالف معهم وشاركهم الحكم، وأثبت (عملياً) ألا خير فيه أو في حزبه أو الكيزان.
مبارك الذي لا يعرف الفرق بين المعارضة وما سواها وينشر (أحاديثه غير الصادقة)، أصبح غير موثوق فيه، ويتجنبه كل من يحاول (التمسح) به من القوى السياسية، ووصل به الأمر أن صار منبوذاً حتى من اللجنة الأمنية الانقلابية (المنبوذة هي الأخرى) والتي حمل (طاره) طويلاً لتشجيعها، لكنها مازالت تنظر إليه بعين الشك والريبة، على أساس أن التحالف معه (اثم) غير مضمون العواقب.
يحاول الفاضل اليوم (الانحشار) في المعادلة السياسية بوقوفه وتشجيعه للجنة الأمنية الانقلابية من أجل البقاء لأطول فترة ممكنة، لعلمه اليقين أن حزبه (الصغير) لن يستطيع الحصول حتى على مقعد واحد في الانتخابات القادمة. وبالتالي، سينكشف أمره ويخرج من المعادلة السياسية السودانية إلى الأبد، وهذا حال العديد من أحزاب الفكة. وحتى إن حدث ذلك، فمن الخير له أن يصدح بكلمة الحق وهو يعلمها تماماً، بدلاً من أن يضع نفسه في هذه المواقف (البايخة)، ويكشف جهله بهذه الطريقة السخيفة أمام قناة دولية.
الثورة ستظل مستمرة..
الرحمة والخلود للشهداء.
ولا نامت أعين مرتزقي السياسة..
*نقلا عن الجريدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى