الرأي

لا تنخدعوا لسيناريوهات الكيزان إني لكم من الناصحين

خليل محمد سليمان
استمعت الي حديث الناطق بإسم الجيش، فمن فرط الغباء اصابتني نوبة من الضحك الأليم، نعم ضحك، و أليم في نفس ذات الوقت.
تباكى الرجل علي الامن القومي، و امن المواطنين الذي قال سنبذل لأجله المهج، و الارواح.
يا العشا ابو لبن لم تنزل علينا مليشيا الدعم السريع بين ليلة، و ضحاحها من السماء ذات البروج.
اين كان مفهوم الامن القومي عند إنشاء هذه المليشيا، و فُتحت لها خزائن السودان، لتعوس فساداً، قتلاً، و حرقاً، و إغتصاباً لأجل ذات الامن القومي الذي تتباكون عليه اليوم؟
اين المعاهد، و الخبراء الإستراتيجيين منذ ان تم تجريف القوات المسلحة لتقوم بمهامه مليشيات، و مرتزقة؟
اين كان امن المواطن الذي تتباكون عليه عندما مات آلاف من الشباب امام بوابات الجيش، و تحت اسواره؟
إلم تنقل لكم كامرات المراقبة خارج اسواركم مجزرة إستمرت لثلاثة ايام بلياليهم؟
ألم يعنيكم امننا، و ارواحنا في تلك اللحظات العصيبة في ذاكرة كل الشعب السوداني؟
اين امن المواطن، و الامن القومي ولم نعرف من قتل آلاف المواطنين، في مجازر موثقة بالصوت، و الصورة شاهدها العالم اجمع؟
اين الامن عندما مات العشرات منذ إنقلابكم المشئوم؟
اين الامن القومي عندما تتحرك قوات بمئات المركبات، و الشمس في رابعة النهار، وهي تجوب السودان طولاً، و عرضاً؟
ألم تكن مسؤليتكم حسم هذا الامر؟
ألم يلغي قائدكم العام المفدى القانون الذي بموجبه تتبع هذه المليشيا الي نفس ذات الجيش الحريص علي امن المواطن، و صائن الامن القومي؟
بالامس طلبتم من الرباعية، و الإطاري بأن يدمجوا لكم مليشيا الدعم السريع..
و الآن تطلبون من الشعب ان يحسم لكم ما فعلته ايديكم من عبث، و مجون؟
فما مهمتكم إذن، و ماذا انتم فاعلون، و في ايديكم كل مقدرات البلاد، و إقتصادها، و مالها، حيث يعاني اكثر من ثلثيه الجوع؟
لا صنتم عرضاً، و لا حفظتم ارضاً، و ها انتم تتباكون بلا حياء.
ما اتعسكم، و اخيبكم!!
سأتناول الامر بمنظورين..
* لنفرض ان ما يحدث حقيقة، و هناك خلاف بين الجيش ومليشيا الدعم السريع..
إن كان كذلك فيندرج حسب فهمي المتواضع تحت بند خلافات الكيزان الداخلية، وصراعاتهم لأجل السلطة، والنفوذ، و المال، حيث لهم تاريخ طويييييل، و ما ادراك ما المفاصلة، حيث القصر، و المنشية، و صراع الحركة الإسلامية العنصرية بين (اولاد البحر، و الغرابة)!
إن كان كذلك، ونصرنا الجيش علي الدعم السريع، فما الجيش إلا عبارة عن ماخور للكيزان، و إحدى قلاعهم الحصينة، فإن تفرغ سيسومنا العذاب قتلاً، و سحلاً، و حرقاً، و إغتصاب..
و إن نصرنا الدعم السريع علي الجيش فما الدعم السريع إلا عبارة عن حانه لملذات الكيزان فهو كما تركه المخلوع، به عتاة الكيزان، و السدنة، فمعروف لماذا أُنشيئ، و ما ادراك ما خبراته حيث الحرق، و القتل، و الإبادة..
* إن أفترضنا انه واحدة من الاعيب الكيزان..
إن كان كذلك ألم نشرب من هذا الكأس من قبل؟
إن كان كذلك ألم نخبر تفاهاتهم، و قذارة مكرهم، و حقارة سلوكهم، و إنحطاط منهجهم؟
إن كانت واحدة من اللاعيبهم فالغرض معلوم بالضرورة، هو الهروب من إلتزامات الأطاري الذي بات يحاصرهم، و يحيط بهم كالخاتم بالمعصم.
إن كانت واحدة من خباثاتهم، فهي لا لشيئ سوى انهم إستنفدوا كل السبل ليلتف الشعب، و الشارع خلف مشروع يُرضى طموحهم، و يحمل لهم اطواق النجاة، و ما ادراك ما الموءودة مبادرة الكوز الجد!
إذن المقصود حملة توحد الشعب بخطاب شعبوي عاطفي، و هم اباطرة اللعب علي اوتار الزمن، و سلالم الوقت.
اينما يكون النصر حليف لأحدهم، فخيره يخصهم، لا احداً غيرهم.
فليعلم الجميع ما الدعم السريع إلا عبارة عن إنداية في ادب الكيزان ( بمعنى انه يمكن تشليعه بين ليلة، و ضحاها) إن تحقق حلمهم في مأمن بعد سقوط رأسهم الماجن.
لكنهم يستخدمونه كما يريدون الي حين..
كسرة..
الجيش الذي يتباكى علي الامن القومي اليوم لم يُنشئ هذه المليشيا لأغراض الامن القومي علي الإطلاق، كانت حسابات تخص التنظيم الكيزاني، وتصفية لحساباته من بوابة القبلية، والإثنية.
الدعم السريع اكبر خازوق صنعه الكيزان لضرب الامن القومي، وتفتيت السودان، وتقسيم اهله.
كسرة، ونص..
أين كان مفهوم الامن القومي عندما يقف رئيس اركان جيشكم يا نبيل ليؤدي التحية العسكرية لقائد نفس ذات المليشيا، و لم ينعم الله عليه بمعرفة الواو الضكر في العسكرية؟
كسرة، وتلاتة ارباع.
لفداحة المشهد بكل سيناريوهاته سأستعير كلمة قبيحة من المصريين شتمونا بها بالامس، و لم تكن سراً نخشاه..
الكيزان اولاد وسخة، لا تصدقونهم، ولا تنجروا وراء تراهاتهم بالعواطف، ودغدغة المشاعر.
اخيراً..
إن كان لابد من حرب فتقاتلوا، حتي يفنى آخركم، فالشعب السوداني لا ناقة له ولا جمل في هذا الصراع.
الشعب الذي يقتله الجوع، والمرض بات يحلم بماذا سيظفر من تحت رماد معارككم بعد ان ينجلي غبارها..
باالاحرى، اصبح شبح الحرب نزهة يتمناها الجميع بلا إستثناء.. ولسان حال الجميع.. “تولع، وما يفضل فيها طفاي النار”.
اعتقد جازما انه لا مفر من البند السابع لوضع حداً لعبث الكيزان، وتفاهاتهم، قبل ان تضيق المساحات، و يتقاصر الوقت..
أللهم إني قد بلغت فاشهد..️

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى