استنارة

كتاب الإرهاب والعنف والتطرف في ضوء القرآن والسنة

إعداد :
أ.د. عبد الله بن الكيلاني الأوصيف :
قسم الثقافة الإسلامية – كلية الشريعة :
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية :

العلاقة بين المصطلحات الإرهاب التطرف العنف  :
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وآله وصحبه ومن والاه.
يثير كل من المفردات الثلاث معنى ما في الذهن عند سماعها، فلو رسمنا دائرة افتراضية، ترمز إلى كل معنى منها على حدة، ثم قارنا بينها، لتبين لنا أن ثمة مساحة كبيرة من تلك الدوائر مشتركة بينها جميعًا، ثم تختص كل منها بأجزاء خاصة بها.
هذا المجال المشترك من المساحة بينها، هو القدر الذي يُبْرِزُ العلاقة بين تلك المصطلحات في واقع الفكر، والسلوك الفردي والجماعي والدولي، في مظاهر الحياة المعاصرة، وهو في كل الحالات يقع خارج نطاق الوسط، والوسطية، في سلم السلوك السوي: أي الذي يقره ويرضى عليه المجتمع، ويدافع عنه ويجازي عليه حسب الجزاء المناسب، ووفق المعايير والنظم السائدة، ويعمل على تثبيته بطرق التربية والتنشئة الدينية والمدنية.
وأما الأجزاء المستقلة المتبقية من الدوائر المشار إليها، فهي ترمز إلى فروق المعنى بالنسبة لكل مصطلح على حدة، ومن الصعوبة بمكان التمييز والفصل بين حدود معانيها، ويتعذر على الناظر تحديد نقاط التلاقي والافتراق بينها، وهذا من أهم أسباب صعوبة تعريف كل منها على حدة، في ظل الأنظمة المختلفة، بين الدول، والثقافات واللغات.
ولذا فإني سأتناول أولًا مفهوم الإرهاب، لكونه الأكثر جريانًا على الألسُن ورواجًا، ثم أُتْبِعُ بالحديث عن التطرف والعنف، ودفع شبه إلصاقها بالإسلام والمسلمين، من حيث هم حقًا كذلك، أي يلتزمون بالإسلام.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى