الأخبار

عرمان يقبل رئاسة التيار الجديد للحركة الشعبية ويرسم خريطة سياساته

الخرطوم – (الديمقراطي)
أعلن القيادي السابق في (الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال)، ياسر عرمان، قبول التكليف لرئاسة الكيان الجديد المنشق عن الحركة التي يتزعمها عضو المجلس السيادي الانقلابي، ملك عقار، والذي بات يحمل اسم ك(الحركة الشعبية لتحرير السودان-التيار الثوري الديمقراطي).

وفي بيان مطول أعلن عبره القبول بالمنصب للجديد، خاطب عرمان أعضاء المكتب القيادي ورؤساء الحركة في الولايات والمكاتب المتخصصة في الداخل والخارج والقيادات النسوية والطلابية والشبابية، موجها “تحية إجلال لشعبنا وشهداء الثورة السودانية وكل من قدم تضحية عبر الحقب، سيما شهداء الحركة الشعبية وقوى الكفاح المسلح وثورة ديسمبر المجيدة”.

ووجه عرمان شكره للفعاليات التنظيمية للحركة على اختياره وتكليفه رئيساً للحركة الوليدة، معلناً قبوله لهذا التكليف إلى حين انعقاد المؤتمر الأول للحركة في ظرف عام من الآن.

وسرد عرمان، تفصيلا، مسيرة كفاحه التي امتدت ل36 عاما في صفوف الحركة الشعبية الأصل بقيادة الزعيم الراحل جون قرنق، معددا المناصب القيادية التي تبوأها خلال هذه المسيرة.

وتعهد عرمان في البيان “بترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة التنفيذية في الحركة أمام الفضاء العام وإشاعة مبادئ الديمقراطية الداخلية والمحاسبة والشفافية مع التزامي الكامل بالعمل مع الجيل الجديد بعد ترك الموقع التنفيذي، ودعم أجهزة الحركة في تنفيذ مهامها”.

وتحدث عرمان عن (رؤية السودان الجديد) التي تبنتها الحركة الشعبية منذ تأسيسها ووصفها بأنها “رؤية عظيمة لحل معضلات وقضايا البناء الوطني، ولبناء سودان موحد ديمقراطي علماني جديد يحقق العدالة الاجتماعية ولكن لم يحدث ذلك.. لماذا؟ وكيف؟، تلك قضايا يجب أن نستصحبها في الميلاد الثاني والتأسيس لبداية جديدة تأخذ إيجابيات الماضي وتعمل مبضع النقد لكل ما هو سلبي وعلى رأس ذلك، السلبيات التي ساهمنا في صنعها بأنفسنا دون تردد أو وجل”.

وجاء في بيان عرمان: “حركتنا بحاجة إلى تجديد وتصحيح ذاتي وإعادة بناء وفتح كل القضايا أمام الحوار الجاد والملتزم والديمقراطي بما في ذلك أسم الحركة”.

وأفرد عرمان في بيانه فقرات عن ثورة ديسمبر المجيدة باعتبارها “ثورة سودانوية ردت الاعتبار لرؤية السودان الجديد وأعمدة طرحها الرئيسية تتوافق مع رؤية السودان الجديد في الحرية والسلام والعدالة، وحركتنا لديها فرصة جديدة ونادرة لإعادة البناء والتجديد في خضم النضال لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة”.

وتطرق إلى موقف الحركة من الانقلاب بالقول: “نعمل على اسقاط الانقلاب وهزيمته مع بنات وأبناء شعبنا مستخدمين كافة آليات العمل الجماهيري السلمي الديمقراطي، كما نعمل على الوصول إلى مركز تنسيق ميداني كواجب مقدم ومن ثَم، جبهة مدنية موحدة لقوى الثورة كما تحتاجها بلادنا قبل وبعد إسقاط الانقلاب لتثبيت دعائم الحكم المدني الديمقراطي وحتى تصبح الانقلابات العسكرية شيئاً من الماضي يتركه شعبنا خلفه”.

وأضاف: “المهام الملقاة على عاتق الديسمبريات والديسمبريين مهام غير مسبوقة في تاريخنا الحديث، فالسودان الآن شبه دولة، مشوه، المؤسسات تعبث بها أيدي آثمة في نهب الموارد ويمتد النهب إلى خارج الحدود ولازالت قوى النظام البائد تسيطر على الدولة ومؤسساتها ومواردها وتحلم باستعادة فردوس نهبها المفقود، مما يضع مهام جديدة على عاتق الحركة الجماهيرية في انتصار الثورة وبناء مؤسسات دولة الوطن المهنية غير المحزبنة”.

وشدد على بناء جيش واحد يعكس التنوع مستطردا: “بناء قوات مسلحة واحدة ومهنية تعكس التنوع السوداني في إطار مشروع شامل للإصلاح الأمني والعسكري، وتطبيق اتفاق جوبا للترتيبات الأمنية وإكمال السلام وترتيباته الأمنية مع الذين لم يوقعوا بعد، هذا البناء يمثل قضية ذات إرتباط وثيق بمدنية الدولة وديمقراطيتها”.

وتناول عرمان قضية المواطنة بلا تمييز قائلا: “هي قضية السودان الأولى التي لا تقبل التغبيش ولا المزايدة ولا التطفيف، ومرتبطة ارتباطًا وثيقاً بمدنية الدولة وديمقراطيتها والسلام والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية”.

وفي معرض دعوته لإحياء روابط الذاكرة الوطنية قال: “نقف ضد الذاكرة المثقوبة ونؤوب إلى رؤية السودان الجديد وفي عمقها وحدة السودان وليس تقسيمه جغرافياً وإثنياً، مما يؤدي إلى تقزيمه، فبلادنا جزء من حضارات وادي النيل القديمة ويجب علينا احترام التنوع التاريخي والمعاصر”. وأضاف: “إن قضية احترام المعتقدات والتنوع الديني ووقوف الدولة على مسافة متساوية من الأديان والفصل بين الدين والدولة في دولة مدنية وديمقراطية هي إحدى قضايا البناء الوطني الرئيسية، وفي ذلك إننا ندعو إلى احترام جميع ديانات السماء والأرض ورفع الظلم عن كاهل المسيحيين السودانيين تعزيزاً لقيم الإخاء والمواطنة”.

وبشأن العدالة الانتقالية وعدم الإفلات من العقاب قال: “العدالة الانتقالية والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب قضية رئيسية في الانتقال الديمقراطي وإنصاف الضحايا وبناء المجتمع الجديد”.

وأعلن عرمان أن المجلس القيادي للحركة الجديدة سيضم 40٪؜ من النساء، “وعلى مؤتمرنا القادم أن يعمل على تحقيق 50٪؜ من التمثيل النسائي، سيما أن ثورة ديسمبر هي ثورة لم تكن لتصبح أمراً واقعاً دون المشاركة العظيمة للنساء”.
وشدد عرمان على أن رؤية السودان الجديد لن تنتصر ما لم تتمكن من جذب المساهمات الفاعلة للشباب والمثقفين والمبدعين والطلاب والأكاديميين واحترام خصوصية قضاياهم ومنابرهم المستقلة.

ودعا البيان تأسيس مشروع وطني وعقد إجتماعي جديد مشيرا إلى أن: “ثورة ديسمبر وضعت أساساً متيناً لمشروع وطني ديمقراطي وعقد إجتماعي جديد وهي قضية تستأثر باهتمام حركتنا”.

واوضح عرمان الموقف من اتفاق سلام جوبا بالقول: “حركتنا ستعمل على تنفيذ اتفاق جوبا وتطويره واستكماله في ظل حكم مدني ديمقراطي، وسيصدر المجلس القيادي تقييماً مفصلاً بهذا الخصوص”.

وأكد عرمان أن “تجربة التفكيك السابقة بها أخطاء لا يجوز إغفالها ولكن أهدافها صحيحة، ومعلوم أن المؤتمر الوطني في السجلات الدقيقة قد قام بتمكين سياسي شمل حوالي (135 ألف) من أعضائه ومحاسبيه في أجهزة الدولة الذين قاموا بنهب الموارد”. وتابع: “نحتاج إلى مؤسسات دولة مهنية غير مسيسة لا تتعدى على حقوق الآخرين”.

ووجه عرمان عدة رسائل ابتدرها برسالة إلى لجان المقاومة مفادها أن: “لجان المقاومة قلب الثورة النابض والمفعم بالتضحيات، عملها المشترك مع القوى السياسية والمجتمع المدني شرط لانتصار الثورة”. وأشار إلى أن “القوى المخربة التي تعمل ضد بناء كتلة حرجة لازمة للانتصار، هي قوة تعمل على تخريب العلاقة بين لجان المقاومة والمجتمع المدني والقوى السياسية، والصحيح أن هنالك اختلافات بين هذه القوى لا سبيل لحلها إلا بالحوار المخلص والعميق بعيداً عن التخوين والتربص والتنمر”.

ووجه رسالة إلى سودانيي المهجر وخاطبهم قائلا: “لعبتم وتلعبون دوراً هاماً في انتصار ثورة ديسمبر 2019 وشعبنا أحوج إلى دوركم الآن من أي وقت مضى”.

كما وجه رسالة إلى قوى الكفاح المسلح قائلا: “تضحياتكم كانت عظيمة من أجل الوصول إلى انتصار الثورة وموقف الكثير منكم بعد انقلاب 25 اكتوبر لا يتطابق مع طموحات الهامش الذي شارك ويشارك في هذه الثورة.. آن الأوان لإتخاذ موقف واضح ضد الانقلاب الفاشل، حيث لا سلام في ظل نظام شمولي، ولا سلام إلا في ظل حكم مدني وعقد اجتماعي جديد. يجب أن نخرج من دائرة الاحتجاج والحواضن الإثنية والجغرافية إلى رحابة بناء مشروع وطني جديد”.

وفي رسالة إلى (الرفيق) مالك عقار وزملائه قال: “الطريقة التي تمت بها إدارة الخلاف بيننا إضافة إيجابية لإرث الحركة الوطنية السودانية واحترام لتاريخنا المشترك وتضع اللبنة لتطوير علاقتنا في المستقبل في كل ما يشكل قضية مكان الاتفاق والاهتمام المشترك”.

وفي رسالة إلى (الرفيق) عبدالعزيز الحلو وزملائه قال: “لقد تفرقت بنا السبل، لكن ما يجمعنا حقاً هو النضال ضد الشمولية وإقامة دولة المواطنة بلا تمييز والسلام العادل وما أنبل هذه القضايا”.

وجاء في رسالة وجهها إلى الحركة الإسلامية السودانية: “لا تكرسوا طاقاتكم في البحث عن استرجاع الماضي الذي ولى ولن يعود، ابحثوا عن المستقبل إذا أراد الله بكم خيراً، فبضاعة القمع ونهب الموارد والشمولية لا ترضي الله وعباده، وكان العدل في كل آن هو القضية والرهان، إن نظام الانقاذ قد ولى إلى غير رجعة، ونحن نرحب بموقف الإسلاميين الراغبين في الديمقراطية وطي صفحة الشمولية”.

وورد في رسالته إلى شعب دولة جنوب السودان: “نحترم قرار استقلالكم، لكننا نسعى لإقامة (اتحاد سوداني) بين بلدين ذوي سيادة وفي السعي للاتحاد السوداني فإن المسيرة التاريخية للحركة الشعبية تشكل رصيدا معنويا وزادا للمستقبل.. تدعو حركتنا لوحدة أفريقيا والعلاقات الاستراتيجية بين العرب والأفارقة والتعاون بين بلدان الجنوب”.

وفي رسالة أخرى طالب عرمان المجتمع الإقليمي والدولي بالوقوف “مع حق شعبنا في الديمقراطية والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي”.

وكشف عرمان في ختام بيانه أن الحركة الوليدة ستقوم بإجراء مشاورات لإكمال المجلس القيادي ومراعاة تمثيل النساء بنسبة 40٪؜، فيما يقوم المجلس القيادي في أول إجتماع له بالبت في الترشيحات المقدمة لاختيار نائب الرئيس والأمين العام على أن يكون أحدهم إمرأة، مع مراعاة التنوع السوداني والجغرافي والكفاءة في كافة أجهزة الحركة، كما سيتم المصادقة على المنفستو والدستور”.

وتابع: “في حالة حدوث فراغ قيادي لأي سبب من الأسباب في الوقت الحاضر في موقع الرئيس فإن الرفيقة بثينة إبراهيم دينار ستقوم بمهام الرئيس المكلف بحكم الأقدمية في المجلس القيادي السابق مؤقتاً لحين انعقاد المجلس القيادي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى