الرأي

عرمان : الاولوية للاصطفاف المدني ضد الحرب ولأجل الديمقراطية

ملخص للمقالة المهمة التي نشرها الاستاذ ياسر عرمان باللغة الانجليزية حول الاولويات والموقف ضد الحرب والاصطفاف في جبهة وطنية من جميع السودانيين حتي لا تتحول الحرب الي حرب اهلية شاملة علي اساس الجهة والاثنية والقبائل والجغرافيا. دعوة لجبهة مدنية ضد الحرب لحماية المدنيين والدفاع عن الديمقراطية
ياسر عرمان
ان الذي سيلحق ضررا ببلادنا اكثر من هذه الحرب اللعينة، هو عدم قيام جبهة مدنية صلبة من قوى الثورة والقوى الوطنية ضد الحرب ولحماية المدنيين وضمان تطبيق القانون الانساني وحق المدنيين في ظل الحروب بما في ذلك ضمان الحق في الوصول للمنشآت الصحية وعلاج الجرحى والحفاظ على الاسرى.
ونقف في تحالف قوى الحرية والتغيير ضد هذه الحرب قبل بدايتها بزمن طويل. وفي يوم الجمعة، عشية الحرب، اجتمعنا مع الفريق البرهان لمدة أربعة ساعات حتى فجر السبت كما تواصلت اتصالاتنا بالفريق محمد حمدان دقلو والفريق عبد الرحيم دقلو وتم الاتفاق على تكوين لجنة برئاسة عضو مجلس السيادة دكتور الهادي ادريس تضم كل من الفريق عابدين الشامي مسؤول العمليان في القوات المسلحة السودانية واللواء عثمان حامد مسؤول العمليات في قوات الدعم السريع لوقف المواجهات قبل اندلاعها، وقبل ان تبدأ اللجنة اجتماعاتها في يوم السبت اندلعت الحرب.
ولكي لا تدمر هذه الحرب مجتمعنا لابد من تعبئة طاقاتنا ضدها من كل السودانيات والسودانيين الراغبين في ذلك، وان نحاضرها حتى لا تتحول إلى حرب أهلية شاملة وان نقف معا ضد خطاب الكراهية وضد التقسيم الاثني والجغرافي للسودانيين.
ان هذه الحرب تمثل انهيار للدولة الوطنية التي نشأت منذ عام 1956. وهذه الدولة كانت عاجزة ولابد لنا من الالتفاف حول مشروع جديد شكلت ملامحه ثورة ديسمبر المجيدة.

ثورة ديسمبر العظيمة-ارشيفية

وتجري قوى الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق الاطاري اتصالات مع الطرفين المتحاربين والأطراف الاقليمية والدولية للوصول لوقف عدائيات انساني يشمل آليات مراقبة تضمن حماية المدنيين.
ان الوضع معقد وغير مسبوق ومتشابك ومركب ولا يحتمل النظر على طريقة ابيض واسود. وهو وضع معقد للغاية وهو نتاج لعقود من الفاشية واختطاف واضمحلال الدولة وحزبنتها من قبل حزب المؤتمر الوطني ويأتي في ظل عالم معقد يعاد تشكيله على نحو جديد ويتزامن مع نهب الموارد وانهيار الدولة الوطنية على مستوى الاقليم والعالم.
ان هذه الحرب إن لم تقف ستشهد البلاد تدخلا اقليميا واسعا سيحول السودان الى دويلات متنازعة. والحل الوحيد هو ان نشكل كتلة مدنية صلبة وجبهة مدنية متحدة ضد الحرب عابرة للإثنيات والجغرافيا قادرة على توحيد السودانيات والسودانيين وتوحيد الشعب والأرض. فدون ذلك سيتمزق السودان بلا رحمة .
ويجب ان نخرج من حالة الصدمة إلى العمل، فهناك قضايا وواجبات تطرحها هذه الحرب وأولويات أولها حماية المدنين وحل القضايا الانسانية العاجلة وإعلان فورى لوقف عدائيات انساني وتكوين جبهة موحدة ضد هذه الحرب. ان استمرار الحرب سيقضي على العمل المدني والحياة السياسية ويقلب اجندة الاستقرار والديمقراطية. من بعد ذلك يأتي الحل السياسي، وهو عملية مؤقتة لاستعادة الديمقراطية بعد ان تحل القضايا الانسانية وحماية المدنيين.
وعلى السودانيين في الداخل والخارج حشد طاقاتهم لحل الازمة الانسانية ومن بعدها السياسية بعقل مدني رصين قائم على اساس مشروع ديمقراطي اجترحته ثورة ديسمبر، مشروع يحمل أهم قيم وواجبات ثورة ديسمبر ونحن الان في مناخ معقد ومختلف لن نتصدى لواجباته إلا بوحدتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى