عبد القادر غير القادر

ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ إلى ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ لأﺳﺒﺎﺏ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ -ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ اﺗﺴﻤﺖ ﺑﺎﻟﻼﺟﺪﻭى- ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺳﺒﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺣﺎﻟﺔ، ﻓﺎﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻬا ﻣﺤﺎﻭﻻً أﻥ ﻳﺠﺪ ﻣﺼﺪﺭ ﺭﺯﻕ آﺧﺮ ﻳﻌﻮﻝ ﺑﻪ أﺳﺮﺗﻪ. جرب مهناً ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻄﻠﻘﺎً أﻥ ﺗﺴﺪ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ أﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺑﻨﺘﻴﻦ ﻭﻭﻟﺪ، ﻓﺘﺮﺍﻛﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻮﻥ إﻳﺠﺎﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺪﻛﺎﻥ.
ﺣﺎﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ -ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ- أﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ أﻭﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻤﺴﺮﺓ ﻋﺮﻑ أﻥ
ﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﻻ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﻠﻮﻟﻮﺝ إلى ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪ أﻭﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻤﺴﺮﺓ ﺟﻬﺰﻫﺎ ﻟﻪ أﺣﺪ ﺍلأصدقاء، ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻮﺍﺭﻱ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺼﻔﺎﺋﺢ ﺯﻳﺖ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ ﺑأﻣﺮﻭﺍﺑﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ أﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺘﺮ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﻮﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺳﻴﻘﺒﺾ أﺟﺮ ﺳﻤﺴﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ.
وهكذا، ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﺣﺼﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ على ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ، ﻭﻟﻜﻨﻪ -ﺑﺤﻜﻢ ﻋﺪﻡ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل شائك ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، ﻗﺎﻡ ﺑﻔﻌﻞ ﺧﻄﺄ اﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﺣﻴﻦ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺤﺴﻦ ﻧﻴﺔ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻤﺴﺎﺭ. ﻭﻫﻜﺬﺍ، اﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻭﺗﻤﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، وذهبا ﺩﻭﻥ أﻥ ﻳﺪﻓﻊ أﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ أﺗﻌﺎﺏ ﺳﻤﺴﺮﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ. ﺍلأﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﻨﺼﺤﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻣﺮﺓ أﺧﺮى ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﺴﺮﺓ، ﻓﻀﺎﻋﺖ أﺣﻼﻡ ﻣﻨﺎﻡ ﻭﻳﻘﻈﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟحصول على منفعة ورزق، ﻭﻇﻞ ﻳﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻬﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭى.
ﺿﺠت ﺍﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻓﻮﻧﺎﺕ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ (ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ)، ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻗﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ إلى ﻣﺤﺮﻗﺔ ﺗﺘﻨﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ، ﻭﺗﻨﻤﺴﺦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ. ﻣﺸﺮﻭﻉ (ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ) ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ -ﺑﻘﺼﺪﻳﺔ ﻣﺘﻌﻤﺪﺓ ﻭﻣﻀﺨﻤﺔ- ﺟﻬﺎﺯا ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺮﺍﺩﻳﻮ.
ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ على ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ مع ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻣﻮﺍجهة مع اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﺪ. أﻃﻔﺎﻟﻪ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﻭﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ أﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻠﻌﻴﺪ ﻓﺮﺣﺔ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻫﻲ ﻓﺮﺣﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ. ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻓﻲ أﺳﻮﺍﻕ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ حتى ﺍﻟﻔﺮﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ، ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻭﺫﻫﻨﻪ ﺗﻀﺞ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ، ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﻗﺮﺏ إلى ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ على أﻱ شيء ﻳﺨﺺ ﻋﻴﺪ أﻃﻔﺎﻟﻪ.
ﻓﺎﻟﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ -ﺧﺎﺭﺝ ﺗﺼﻮﺭﺍﺗﻪ ﻭأﺣﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﺭﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ﻣﻼﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ- ﺭﻫﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ، ﻭإﺭﻫﺎﻕ
ﻓﻲ ﺍلأﻋﺼﺎﺏ. ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﺘﺒﻊ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻼﻫﺪﻑ. ﻭﻓﻲ أحد ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺷﺨﺺ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻧﺔ ﻣﻼﻣﺢ، ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺟﻼﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺎﺵ ﺯﺍه ﻻﻣﻊ، ﻭﻳﻀﻊ على ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻤﺎﻣﺔ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ، ﻭعلى ﻛﺘﻔﻪ ﻳﻀﻊ
ﺷﺎﻻً ﻣﺨﻄﻄﺎً ﺑﺎلأﺯﺭﻕ، ﻭعلى ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻣﺮﻛﻮﺏ ﻣﻦ ﺟﻠﺪ ﻧﻤﺮ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻗﻄﻌﺎﻧﻪ إلى ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ أﻱ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ.
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ على ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺑﺘﺤﻴﺔ ﻣﻔﺨﻤﺔ:
((ﺇﺯﻱ ﺍﻟﺤﺎﻝ؟))
((أﻫﻼ))
((ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎ؟))
((أﺳﺎﻫﻢ؟ أﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺷﻨﻮ؟))
((ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ))
((ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻢ أﻧﺎ … ﻣﺎ ﻗﺎﺩﺭ))
((أﻗﻮﻝ ﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﺔ، ﻫﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ، إﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻭﻡ ﺍﻟﻼﺑﺴﺔ ﺩﻱ؟))
((كيف ﻳﻌﻨﻲ؟))
((ﻗﺼﺪﻱ، ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺘﺒﺮﻉ ﺑﻲ ﻫﺪﻭﻣﻚ ﺩﻱ ﺯﺍﺗﺎ؟))
((ﻣﺎ ﻓﺎﻫﻢ))
((ﺧﺪﻣﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﺷﺎﻳﻒ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ ﺩﻳﻚ؟))
((ﻛﺎﻣﻴﺮﺍ؟))
((أﻳﻮﻩ، ﺩﻱ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ ﺍﻟﺒﺘﺮﺻﺪ ﺍﻟﻤﺘﺒﺮﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻤﻴﻦ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ، ﻭﺩﻩ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ ﻭإﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﻈﻴﻢ))
((ﻃﻴﺐ، ﻳﻌﻨﻲ أﻧﺎ ﻣﺎﻓﺎﻫﻢ أﻱ ﺣﺎﺟﺔ))
((أﻧﺎ أﻓﻬﻤﻚ))
((ﻛﻮﻳﺲ))
((ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ إﻧﻚ ﺗﻘﻠﻊ ﻫﺪﻭﻣﻚ ﺩﻱ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ))
((ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺩﺍﻙ أﻣﺸﻲ ﻋﺮﻳﺎﻥ؟))
((لا، ﺑﺲ أﻗﻠﻊ ﻫﺪﻭﻣﻚ ﻭﻧﺤﻦ ﺣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺩﻩ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﺍﻙ ﺑﻨﺮﺟﻊ ﻟﻴﻚ ﻫﺪﻭﻣﻚ))
((ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﻢ، ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻨﺎ))
ﺣﺎﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ أﻥ ﻳﺘﻤﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺒﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺒﺪﻳﻦ وفاخر ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ أﻟﺢ
ﻋﻠﻴﻪ، ﺧﺎﺻﺔ أﻥ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺿاﻟﺘﻪ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﻣﻼﻣﺢ ﺗﺮﻣﺰ إلى الإﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ.
ﻭﺑﻴﻦ ﺭﻓﺾ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ ﻭإﻟﺤﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﻭﻫﻮ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﻣﺪﺭﺏ ﻭﺧﺒﻴﺮ ﺑاﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺍﻳﺎ، ﻟﻮﺡ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﻤﺒﻠﻎ (200) أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ، آﺳﻒ، (20) أﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ، ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻓﻜﺎﻥ أﻥ ﻟﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ، ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻠﻚ إﻻ أﻥ ﻳﻨﻔﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ.
ﻭﻗﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ، ﻭﻗﺒﻞ أﻥ ﻳﺨﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺻﺎﺡ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﻤﺎﺱ:
((ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ، ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ، ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ))
ﻣﻨﻔﺬﺍً ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ، ﺇﻻ أﻥ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺴؤﻮﻝ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﻌﻠﺔ، أﻭﻗﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﻃﺎﻟﺒﻪ ﺑﺤﻤﺎﺱ أﻛﺜﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ اﻟﺒﺪﻳﻦ ﻣﺮﺓ أﺧﺮى ﻭأﻭﻋﺰ إلى ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ أﻥ ﺻﻴﺎﺣﻪ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻳﺴﺎﻭﻱ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ أﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻪ، وهمس في أذن عبد القادر:
((لازم تكبر سبعة مرات))
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ ﺇﻻ أﻥ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺣﻤﺎﺳﺎً ﻛﺜﻴﻔﺎً إلى ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ حتى ﻻ ﻳﻔﻘﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ ﺑﻬﺎ، ﻣﻨﻔﺬﺍً ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ، ﺻﺮﺥ ﺑﻜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ:
((الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر))
ﺧﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻴﺮﺍ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺑﻌﺪ أﻥ أﻋﻴﺪﺕ إﻟﻴﻪ ﻣﻼﺑﺴﻪ، ﻭﻫﺮﻭﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ ﻧﺤﻮ
ﺍﻟﺴﻮﻕ. ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻟﻘﻄﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﻮﺿﺢ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ (ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ)، ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺕ ﻇﻬﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ على ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻠﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ، ﻣﺘﺒﺮﻋﺎً ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ، لأﻧﻪ ﻭﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ أﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺘﻌﻴﻦ ﺑﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍلإﻋﻼﻣﻲ. ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺣﻆ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ أﻥ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺠﻴﺮﺍﻧﻪ ﻭأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻗﺪ أﺻﻴﺒﺖ ﺑـ (اﻟﺠﻔﻮﺓ)، ﺑﻞ إﻥ أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺻﺮﺥ ﻓﻴﻪ ﻣﺴﺘﻬﺘﺮﺍً ﺑﻪ، ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎً ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺜﻞ: (أﻗﺮﻉ ﻭﻧﺰﻫﻲ).
ﻛﺘﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الغير ﻘﺎﺩﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻌﺾ ﺍلشيء ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺮﻑ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ (ﻛﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ)، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﺎﻫﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺴﺎﺀ أﻃﻔﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ أﻥ ﻳﺮﺳﻢ على ﻭﺟﻬﻪ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮى أﻃﻔﺎﻟﻪ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻌﻴﺪ.
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﺑﻌﺪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺑﻤﻼﺑﺴﻪ ﻟﻠﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ في مشروع (كساء العائدين)، ﻭﺑﻌﺪ أﻥ ﺻﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻟﻠﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻋﺪﺓ ﻣﺸﺎﻫﺪ مختلفة ﺑاﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭاﻻﺧﺘﻼﻗﺎﺕ الإﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻫﺎ ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎدر ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ الآﻥ ﻳﺘﻜﺊ على أﺭﻳﻜﺔ ﻭﺛﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺎﺀ ﻓﺎﺧﺮ، ﻭﻫﻮ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ على ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻨﻜﺮ ﺑﻔﻀﻞ ﻓﻨﺎﻥ ﻣﻜﻴﺎﺝ ﻣﺤﺘﺮﻑ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ أﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻪ.
ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ أﺻﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﺍلآﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ، ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻭﺍلإﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻮﻣﻞ ﺑﻪ كأسير ﺣﺮﺏ.