الرأي

ظهور كرتي كيف تفهمه قوى الثورة؟

صوت الشعب

✍️ مريم البشير
ظهر أمين عام حركة إخوان السودان اليوم بفعالية تنظيمية للحركة بمحلية شرق الجزيرة، وقد خاطب حشداً جماهيرياً لا يقل عن 600 شخص من عضوية الحزب (المحمي)، لم يعد محلولاً كما يدعي العسكر من قيادات الجيش، الذين يقدمون رجلاً في التفاوض مع المدنيين ويؤخرون عشرة، ولسان حالهم يكشف سوء نواياهم، وهم يمهدون الطريق لعودة الحاضنة للقضاء على الثورة تماماً، ولعل ظهور كرتي اليوم يؤكد ما ذهب إليه قاضي محكمة مدبري إنقلاب يونيو حينما شكى إليه الطيب إبراهيم محمد خير تردي صحته قال: (اصبروا ما باقي ليكم كتير). فهذا يدل على أنّهم يرتبون أوراقهم داخل السجن تنسيقاً مع من ظلهم الإنقلاب ومنحهم الأمان. أخطر ما ورد في حديثه أنهم يدعمون الجيش وهذا مسلك طبيعي، فالجيش هو من أمنّهم وأعادهم بعد أن كانوا يبحثون عن هروبٍ آمنِ، الجيش هو من بث فيهم الروح وأخرجهم من جحورهم كالجراد وهو من أعاد لهم ممتلكات الشعب التي نهبوها الأخطر من ذلك أن كرتي غض الطرف عن التغيير والثورة والتضحيات التي مازالت قائمة، وقال إنّ ماحدث 2018 هو إنقلاب على حكومة منتخبة وأنهم عادوا أكثر قوة وجاهزون لاستعادة كرامة الوطن وعزته وسيادته بأي ثمن، كما عرَّضَ بأحزاب التغيير ووصفهم برواد السفارات المحتمون بالأجانب.
عموماً ما جعل كرتي يستجمع قواه ويحشد جهاراً نهاراً ويخاطب بهذه الثقة والشجاعة ليس اصطياداً في المياه العكرة فقط، إنما هو تخطيط وترتيب للعودة ورهان على تباطؤ حلفاءهم العسكر. إذن، كيف تقرأ قوى الثورة وتفهم هذه الجرأة؟
فمن يسمونه شيخاً تحدث بثقة وذكر ضحايا حرب الجنوب العنصرية وثمّن دورهم في الحفاظ على الأرض والعرض لم تحدثه نفسه بأنَّ الأرض تم فصلها بعد كل التضحيات بالأنفس والمال ولم يستح أن لديه ملفات فساد كل الشعب يعلمها.
كيف يُمنح هذه الفرصة في عاصمة الثقافة مدني؟
لماذا سُمِحَ له بإقامة فعالية وهو ينحدر من حزب ثار ضده الشعب؟
وماذا قدمت مايسمونها زوراً وبهتاناً بالحركة الإسلامية للسودان غير الفساد والمفسدين؟
لماذا تغض السلطات الطرف عن تحركات الفلول بل وتؤمنها؟
* همسة
هل سنستدرك الخطر ونتوافق أم ندعهم يخرجون مسعورين ويقضون على كل شئ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى