الرأي

صمود في إسطنبول..!

لو تركونا لتركناهم.. ولكنهم يتآمرون على الثورة وعلى الوطن سراً ومع حلفائهم (أصحاب البرانيط) جهراً ويطلقون أبواقهم بالكذب والتشهير وتقسيم للمهام بين خال المخلوع وصاحبه (الخبير الوطني) وصاحبهم (وارث الحواشة) ومعهم وزير الخارجية (عبد الصبور كرتي) الذي اقسم مدعياً أن الإنقاذيين لو أرادوا الانقلاب والعودة للسلطة لما كلفهم الأمر أكثر من مكالمة هاتفية (مدتها 30 ثانية) وإعلان الجهاد..! ثم قال كلاماً غير لائق نعفي آذان السودانيين الكرام من نقله..!! طيب ماذا تنتظر..؟! لقد قال انه وجماعته سيؤدبون السودانيين ويعلموهم كيف يكون الصبر..! ولكنه لم يصبر على البلاغات المفتوحة ضده وهرب إلى تركيا..! وإذا كان تعليم الصبر يعني السفر إلى اسطنبول فما أيسر المؤونة..وما أهون الصبر التي لا يقدر عليه مستجدو النعمة و(أصحاب الجِرسة) الذين لا يتشجّعون إلا على العزلاء في الزنازين.. وبينما (يركز) المناضلون للمسامير وهي تشق طريقها في رؤوسهم وللسيخ وهو يحُشر في أجسادهم ولا يقولون كلمة ترضي الإنقاذ.. تجد الإنقاذيين الصابرين المحتسبين يشتكون من حر قاعات السجن ويطالبون بالمكيفات الاسبيليت..!!
بعد 30 عاماً من التحكّم في البلاد وقهر العباد ومن الاستبداد والتخريب والسرقة والنهب والقتل والمذابح والكذب ورهن مصائر الوطن واستباحة كل قيمة وفضيلة يحاولون الآن إشعال الفتنة وتعويق أداء الدولة بادعاء الشفقة على معايش المواطنين ويواصلون التآمر بل التهديد؛ وتناسوا ماذا فعلوا بالناس طوال ثلاثة عقود وماذا صنعوا عندما ركبوا السلطة..! مثل ساكن العشوائيات المهووس بأحلام الأباطرة وساكني القصور عندما كان يعيش وسط شرفاء السودانيين بين (مرزوق) و(محطة حميدان) وغرب الحارات.. فأصبح بعد الإنقاذ يمخر النيل الأزرق على ظهر اليخت بين قصره في بحري ويتناول فطوره في المقصورة (بالشوكة والسكين) قبل أن يصل إلى مكتبه على الشاطئ الآخر..! هل راجع هؤلاء البشر الحساب الذي كان يديره رئيسهم المخلوع في بنك التضامن؟..أو حسابات مدير مكتب علي عثمان صاحب الـ16 شركة؟! لماذا لا يتحدثون عن ذلك نفياً أو تبريراً ..ولماذا لا يعلقون على الإنقاذيين (الفقراء) الذين تجاوزت حيازة الواحد منهم أكثر من 90 قطعة سكنية ناصية في أحياء العاصمة المخملية…!َ
لو تركونا لتركناهم.. ولكن أبواق الإنقاذ تتجاسر على الشعب والثورة وتطفح بكل قبيح وتنضح بساقط القول وبينهم من باع مزرعة (وكالة سونا) بأبقارها وعلفها؛ ومنهم من سكن القصور وعرض عقارات الحكومة للإيجار بالدولار لصالحه بعد فقر السنين ومضاضة الحشا.. مع أن الفقر لا ينبغي أن يكون (موضع عقدة) أو حقد على البشر.. كما أن مهنة الأب الشريفة أين كان موقعها هي التي أدخلته المدارس والجامعات.. وتلميذه الذي سألوه عن مصدر إنشاء (الأكاديمية الخواجاتية) متعددة الطوابق والأنهر والمساقات فقال إنها من ريع حواشة تركها له والده في (ريفي يوركشير)..! ولم يقل إنها من ريع (اتفاقية الدوحة) التي كان يوزّع خيراتها (عبر الكوميشن) على سواقط الإنقاذيين ويطيل أمدها من أجل حصاد النثريات بالدولارات وليس من اجل سكان المعسكرات…!! أما الذي هدد الشعب بانقلاب (الثلاثين ثانية) فقد انتقل من (سوق العمايا) والنصب في سوق الحديد و(زوايا الأبواب) إلى قمة وزارة الخارجية فكان ابرز انجازاته تعيين الزوجات الجديدات سفيرات في عواصم العالم…! ورابعهم في (دلوكة الردحي والسباب) هو الذي جعلته الإنقاذ رئيساً لهيئة الاتصالات ومشرفاً على التصديقات الخاصة بشركات الاتصالات..وما أدراك ما شركات الاتصالات.. (وعالمها الجميل)…! لن نتركهم حتى يتركوا الوطن في حاله..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى