الرأي

شقة في مصر

سترة حال
عبدالماجد عليش

أعداد كثيرة من السودانيين يتحدثون عن رغبتهم في الخروج من الوطن؛ واللجوء الى القاهرة.  تتعدد الاسباب وتنحصر في اقتناع تام من جانبهم بعدم قدرتهم على مواصلة المعيشة في بلدهم. يؤكدون ان الحياة في مصر؛ سواء في القاهرة او الاسكندرية؛ في غاية السهولة. والقياس مع المقارنة طبعا بحالة العسر الشامل في بلدهم التي تلوح في افقها نذر شؤم  لا تحمد عواقبها.

سبق ملايين من السودانيين من ذوي اليد القادرة الى مصر وتيسر لهم بما لهم من سابق مال امتلاك شقق سكنوا فيها فاضحت ديارهم. هؤلاء قوم لهم مقدرة مالية؛ فالسكن هو البداية فكيف المعيشة؟ والعلاج؟ واضح ان هذه الاسئلة قد تمت الاجابة عليها قبل اتخاذ قرار الخروج من الوطن. واضح ايضا ان معهم مالا وقدرة معينة على طعام وشراب وكساء ودواء. والله يرزق من يشاء بغير حساب.

هناك نقطة للجدل وهي ان بعض السودانيين قد وثب الى رؤوسهم ان يبيعوا منازلهم ويهاجروا الى مصر.  هذه مغامرة انتحارية. الفكرة ان تبيع منزلك في موطنك وتهاجر لتدفع قسطا لبنك فتتملك شقة في عمارة وتخضع لاقساط شهرية فكرة تحتاج لاعادة نظر. لا احد يدري ما يخبئه القدر. ويتكرر السؤال هل تتوفر في مصر فرص عمل؟ الاجابة؛ في الغالب الاعم لا تتوفر فرص عمل..؛ ومخاطر مصر ومحاولة مجالدة انتزاع لقمة العيش فيها اخطر مما يتصور الخيال الحالم النازع للفرار سخطا وامتعاضا.

مجموعات السماسرة الذين يبيعون الأحلام الوهمية  في غاية النشاط؛ وهذا النشاط الضار يستوجب حملات لتوعية المواطنين كيلا يندفعون فيتخذون قرارا متسرعا غير مدروس بعناية ولا محفوظ مصان باستخارة قوية. كل شيء بيد الله ولا يصيب المؤمن الا ما كتبه الله له من خير او من شر سواء كان في القاهرة او الخرطوم..

الفكرة فيها جانب ايجابي؛ وهو لم لا تتبني الحكومات مشروع بناء وتعمير مدن مشتركة؛ كبداية لوطن واحد  يمتد من نمولي حتي الاسكندرية متجاوزا حواجز جغرافيا السياسة ومؤكدا ان هذه الارض عامرة بكل ابنائها دونما لحظة ضيق وفرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى